لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد إخلاء سبيل المصور "أحمد رمضان".. "ياما في الحبس صحفيين"

11:30 م الإثنين 17 أغسطس 2015

المصور الصحفي أحمد رمضان وسط الصحفيين

كتبت - رنا الجميعي:

لم تزل سلالم نقابة الصحفيين شاهدة على سجنهم، مآسي عدّة هتف ضدها رفاق صاحبة الجلالة ما أرادوا سوى الحرية، ضمن تلك القضايا دومًا وجود الزملاء خلف القضبان، اليوم كان الصحفيين على موعد مع الهتاف لإطلاق سراح المصور الصحفي "أحمد رمضان"، مرت ليلة قضاها بقسم القاهرة الجديدة، فما كان من أصحاب المهنة سوى إعلان وقفة لهم اليوم مطالبين فقط بتحقيق العدل.

أعداد تزيد عن الخمسين صحفي جاءوا بالموعد، عند الخامسة مساء، انتفضوا واقفين مُعلنين رفضهم لما فعلته مصورة اليوم السابع "أماني الأخرس"، حيث أوشت بزميلها بدعوى أنه "إخواني"، وأقدم الأمن على القبض عليه للتحقق من القصة، فيما رُفع اليوم بأيادي الصحفيين لافتة "زمن الوشاية، وعودة الدولة البوليسية"، زاعقين: "ياللي بتحبس في الصحفيين.. بكرة تشرف في الزنازين"، غير أن خبر إخلاء سبيل "رمضان" بكفالة 5000 جاء سريعًا، لكن الوقفة استمرت بالهتاف للعدالة والحرية.

نقابة الصحفيين

يحدُّ الواقفين حائط النقابة يمنيًا ويسارًا، الجُدران يرفع فوقها صور صحفيين لقوا ربهم، حُجة على مهنة لُقبت بـ"السلطة الرابعة"، على اليمين "الحسيني أبو ضيف" يُذيل اسمه "شهيد الاتحادية"، بجواره وجه "ميادة أشرف" شهيدة الصحافة، أما على اليسار؛ فصورة "تامر عبدالرؤوف" و"أحمد محمد محمود" يتبعها تذكرة بمواقع استشهادهم، فيما تتسع القائمة بأسماء أخرى بين الموت والحبس، لكن مساحة الجدران تضيق ولا تكفي.

واقعة "الوشاية" بهذا الشكل الفجّ هي جديدة بين الوسط الصحفي، كما يذكر المصور بالدستور "أحمد جمعة": "الوشاية ممكن تحصل بطريقة سرية، أو حد عنده معلومات بيقولها للأمن، وممكن تحصل بدون قصد، إنما يتم التبليغ عن حد بشكل مباشر ويتعرف مين هو، دي أول مرة أشوفها، أنا بقالي 12 سنة في المهنة حتى زمايلنا القدام متعرضوش لموقف زى ده".

نقابة الصحفيين

"يابو دبورة ونسر وكاب، الصحافة مش إرهاب".. هتافات صرخ بها الصحفيون في تظاهرة اليوم، رغم انتشار خبر إخلاء سبيل "رمضان"، والتي يُعلق عليها "جمعة" قائلًا "طيب السؤال دلوقتي إخلاء سبيل، يعني فيه قضية لأنه مش براءة، إيه هي بقى القضية والتهم الموجهة ضده"، حيث يؤكد المصور الصحفي أن "رمضان" محبوب داخل الوسط الصحفي.

يقف الصحفيون، شباب وكُهّل، معروفين كانوا أو مغمورين، يُعلنوا "عاش كفاح الصحفيين"، القبض على "رمضان" لم تكن الواقعة الأولى وليست الأخيرة، فقد شهدت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين لحصر عدد الانتهاكات الموجهة ضد الصحفين في الشهور الأولى لعام 2015، ليزيد عدد الانتهاكات عن 100 حالة، كما يوضح "محمود كامل"، عضو مجلس النقابة، فيري "كامل" عدم وجود تغيير في فهم وزارة الداخلية لمهنة الصحفي وتعريفه "هو أي شخص بيمارس المهنة"، ويشدد أن مسلسل الانتهاكات لن ينتهي سوى بإرادة الدولة أولًا، كذلك فإن النقابة لمتابعة حالات انتهاك بشكل أسبوعي، حسب ما قاله "كامل".

____ 3

اليوم يتم "محمد البطاوي"، الصحفي بـ"أخبار اليوم"، الشهر الثالث بالحبس، كما أنه الثالث في فترة احتجاز المصور الصحفي "محمود أبو زيد"، المعروف بـ"شوكان"، متجاوزًا المدة القانونية، فقد أكمل "شوكان" عامان من الحبس الاحتياطي، تصل رسائل المصور عبر الصفحة، على موقع الفيس بوك، المناشدة بخروجه، تقوم بإيصال صوته، وفي نداء "شوكان"، ضمن خطاباته، ردد "عامي الثالث داخل زنزانة طرة المظلمة التي تشبه القبور، ولكن أحيا فيها جسدًا وروحًا يائسة"، أما مراسل موقع "كرموز" الذي تجاوز العام والنصف من الحبس، "أحمد فؤاد"، يعلن في قصته التي نُشرت على الانترنت، عن الغرفة المُظلمة، وفوانيسها المهشمة التي حملت أسماء الـ"أمل"، "حق"، و"عدل"، ولكنها لم تعد تحمل أسماء سوى الـ"ألم".

على زجاج النقابة عُلّقت لافتة تحمل أمرًا "تُمنع أماني الأخرس من دخول النقابة اعتبارًا من تاريخه"، يؤكد "جمعة" أن دور نقابة الصحفيين في قضية "رمضان" مشهود بها، فالاتصالات الهاتفية مع الجهات الأمنية لم تنقطع لمعرفة أخبار المصور الصحفي، غير أنه ظل غير معروف مكانه طيلة يوم أمس، كما اتطلع "كامل" على محضر النيابة، بحسب حديث "جمعة"، كذلك قدّم عضو مجلس النقابة "خالد البلشي" إخطارًا من جريدة "التحرير" تفيد أن المصور الصحفي متدرب لديها.

 (4)

يقول "كامل" أن الخطوات التي تتخذها النقابة عادة في مثل تلك الحالات هو مخاطبة الداخلية للتدخل بالإفراج قبل عرض النيابة، وهذا ما يحدث مع الصحفيين، سواءً كانوا أعضاء نقابة أم لا، كما يؤكد عضو المجلس، ثُم إخطار آخر لإبلاغ المؤسسة التي يعمل بها الصحفي حتى تؤكد أنه "طالع في مهمة صحفية، وإخطار تاني إنه بيعمل في المؤسسة دي"، وبناء على ذلك تُبلغ النقابة النيابة أن الزميل صحفي.

يعلم المصور أحمد جمعة أن الفترة التي تمر بها مصر حرجة، مستوعبًا أن من حق الدولة التحقق من الهويات، غير أنه يستغرب معاملة الصحفي كالمجرم "سهل إنه يتأكد على النت مين هو الشخص ويجيب تاريخه كله"، ويتساءل عن وجود سياسة ممنهجة لترهيب الصحفيين، مضيفًا "وبالمناسبة الصحفيين بيحصل معاهم كدا ومبيخافوش".


العِقد المنفرط بانتهاكات الصحفيين لم ينتهِ بعد، يقول "كامل" أن النقابة تقوم بإخطار مجالس رؤساء المؤسسات الصحفية، حتى يُقدموا قوائم أسماء الصحفيين غير المقيدين، غير أن النسبة الأكبر لا تتجاوب، كذلك يرى "خالد البلشي"، عضو مجلس النقابة، أن الانتهاكات ستقل مع القانون الموحد للإعلام "لأنه بيمنع حبس الصحفيين في قضايا النشر".

تفرّق الصحفيون بعد انتهاء الوقفة الاحتجاجية، مع ابتسامات تعرف أنها حققت هدفها هذه المرة، وتظل أوجه الشهداء الأربعة على جدران النقابة شاهدة على النفوس الحقة، عيونهم ترصد الحناجر والنوايا، وقصص أمثالهم محفوظة بالأذهان دليلًا على هموم مستدامة لصاحبة الجلالة، والسلطة الرابعة التي تُنسيها الأيام عرشها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان