"كارلا".. مصرية متحولة جنسيًا هاجرت لألمانيا وحاولت الانتحار

كتب- حمزة البدوي: 

لم تكن تعلم الفتاة العشرينية التي هربت من العادات والتقاليد بصعيد مصر ملامح حياتها الجديدة بعدما طلبت اللجوء لألمانيا وانتقلت للحياة في برلين في 17 سبتمبر 2014 بحق اللجوء.

"كارلا مسعود" التي عاشت في محافظة سوهاج بمظهر الرجل باسم "كيرليس"، حاولت اليوم الانتحار داخل شقتها في برلين بعدما تركت رسالة على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي.

وقالت كارلا في رسالتها "وداعاً أيها العالم الشرير الملئ بالكذب و المنافقون من لا يعرفون معنى الرحمة و الغفران و الحب... أودع هذا العالم فرحة فهذا العالم فقط لمن يستطيعون إن يعيشون فيه منافقون".

ووجهت رسالة لأمها في مصر قائلة "أمي الحبيبة لا تبكي على فراقي فصدقيني أحبك أنتي و أخوتي من كل قلبي و يا أبي الغالي غفرت لك كل ما فعلته في حقي صدقوني هناك سأكون في راحة كبيرة فقط تعذبت في الأرض كثيراً وأنتم تعلمون أحبكم يا غاليون". 

وبعد أن نشرت كارلا رسالتها انتقل إلى منزلها أصدقائها ليجدوها غارقة في دمائها، وتم نقلها إلى المستشفى لإسعافها، وترقد حاليا تحت الملاحظة والإشراف الطبي.

كارلا قالت في مقابلة مع تليفزيون "دويتشه فيله" في مارس الماضي، إنها ولدت بأعضاء تناسلية أنثوية لكن لديها تشوه بسيط جعل "داية" تحكم عليها بإخفاء أنوثتها لسنوات.

تقول كارلا أنها اكتشفت بنفسها كونها أنثى في التاسعة من عمرها وتأكدت من ذلك بعدما ظهرت عليها أعراض البلوغ وبدأت الدورة الشهرية، وبعد أن واجهت أهلها قال لها والدها "الموت لأمثالك رحمة" وكان يضربها وأجبرها على أن تستمر في دور الرجل.

كارلا حاولت مواجهة الفكر المتخلف معها على صفحات التواصل الاجتماعي، وسجلت مقاطع فيديو عديدة نشرتها على موقعي "فيسبوك" و"يوتيوب".

وقالت كارلا في فيديو لها، "المرض ليس في مثلي الجنسي أو الملحد أو اللاديني أو المتحول جنسيا.. المرض في عقولكم وفي العاهات والتقاليد ورجال الدين الذين صوروا أن أي إنسان يجاهر بهذا هو كافر ومختل

وأضافت "مع الأسف اكتشفت أن الشعوب العربية جميعا لا تحترم وجهات النظر المختلفة ولا تتقبل المختلف، مش فالحة غير في التكفير والتخوين وإهدار الدم".

أصدقاء كارلا على موقع "فيسبوك" لا يعلمون السبب الحقيقي وراء محاولة انتحارها، فيؤكد أغلبهم أنها قوية الشخصية تصدت لعادات وتقاليد مجتمعها وهاجرت إلى ألمانيا وأجرت جراحة واحدة وأكملت حياتها كأنثي.