حقيقة صورة بدل الـ"3 جنيه وربع" للطبيب
كتبت – يسرا سلامة:
من أمام نافذة للبنك الأهلي، مكتوب عليها قيمة 3 جنيهات وربع، التقط أحد الأطباء صورة له بابتسام وسخرية عن بدل عيد الأضحى، والمقرر لكل الأطباء، الصورة انتشرت عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
الطبيب بلال زكي الدين، الذي نشر الصورة، يقول لـ"مصراوي" إن الصورة الملتقطة لصديقه، الطبيب هيثم صالح، بعد انتهاء نبطشيتهما في أحد مستشفيات القاهرة، مضيفا إن الصورة ما هى إلا سخرية من واقع تدني أجور الأطباء، وكذلك البدل الذي يحصلون عليه في الأعياد وغيرها من المناسبات.
بدل العيد ظهر على حساب الطبيب البنكي بعد سحب راتبه من الشهر السابق، انتشرت الصورة بين نشطاء الموقع ما يزيد عن 6 آلاف مشاركة في يومين، ويوضح الطبيب بلال أن الرقم الظاهر على شاشة ماكينة الصرف الآلي ذكرهما بقيمة هذا البدل، سخرية الطبيبين الشابين وصلت لأن يكتب بلال برفقة الصورة "وادى دكتور محترم .. العيديه نزلتله ناقصه ربع جنيه بحاله".
يؤكد الطبيب الشاب أن بدل العيد محدد للأطباء منذ فترة طويلة، والجدل حولها هذه الأيام ليس بجديد، وأن ذلك مرتبط بالإعلان عن بدلات القضاة والتي تصل إلى آلاف الجنيهات، موضحا "إحنا مش قصدنا إن بدلات القضاة تقل، لكن إحنا بنشتغل في مكان واتنين عشان نعرف نعيش باحترام، تقريبا مش بنروح بيتنا إلا يوم واحد في الأسبوع، وبنشتغل ما بين المستشفيات والنبطشبات، حياتنا كلها سهر وعيانين ودراسة بمرتبات صعبة".
مفردات المرتب للاطباء بها مفردات أخرى مثل بدل الزواج 2 جنيه، وبدل العدوى الذي يقول الطبيب الشاب إنه ارتفع من عشرة جنيهات إلى 19 جنيها، مردفا "أنا كطبيب لو اتعديت بمرض نتيجة عملي محدش بيعالجنا"، يذكر الطبيب واقعة لزميل له، كان يركب أنبوبة لأحد المرضى، فسعل في وجه الطبيب، جاءته العدوى في جهازه التنفسي فتوفي الطبيب، قائلا "زميلنا اتوفى وساب بنته 6 شهور من غير معاش لإنه مكملش 10 سنين في وزارة الصحة"، وزميل آخر أصيب بالإيدز بالخطأ، كأمثلة من عدد م مصابي العدوى.
أحوال الأطباء المتدنية، والتي تظهر في رواتبهم كأحد مظاهر هذا التدني، تعود أيضا على المريض، يقول بلال إن الخدمة الطبية "دائرة مرتبطة ببعضها البعض"، يذكر الطبيب أن تدني الخدمات في المستشفيات تعود أيضا على الأطباء إذا أصبحوا مرضى، "وقتها بنجري على المستشفيات وبندور على عناية مركزة تستقبل طبيب مننا".
بدلات لا تساوي حجم المخاطر
وعلى الرغم من نفي المتحدث الرسمي باسم نقابة الأطباء الدكتور حسام كمال حقيقة بدل الثلاث جنيهات ونصف للاطباء، إلا أنه يقول أن هذا الرقم يكاد يكون حقيقيا من مهازل واقع الأطباء في مصر، وأن الأرقام التي يحصل عليها الأطباء كرواتب وبدلات لا تتلائم مع حجم المخاطر التي يواجهونها.
وضرب كمال مثالا، في تصريح لـ"مصراوي"، ببدل العدوى، فهو للطبيب 19 جنيه، ولموظف البنك 500 جنيه، وللقاضي 3 آلاف جنيه، قائلا "من المنطقي أن الأكثر احتكاكا بالمرضى والعدوى هم الاطباء، فكيف يحصلون على أقل بدل؟!".
ويؤكد المتحدث باسم النقابة أن الرواتب من مؤشرات الوضع المتدهور للمنظومة الصحية ككل، مضيفا أن الوضع كارثي بداخل المستشفيات الحكومية، وكذلك للطبيب، الذي لا يملك مستشفى للعلاج بها، وليس له تأمينا صحيحا، ساخرا من الأمر "يعني طباخ السم ما بيدقوش"، بجانب التدرب والعمل في بيئة صحية متدنية، مستشفيات أصبحت طريقا مجانيا للعالم الآخر، بحسب قوله، مشيرا إلى أن النقابة تتخذ إجراءات قضائية لجعل بدل العدوى للأطباء أعلى بدل في مصر، والقضية لا تزال في المحاكم.
بدل العيد ليس ثابتا
وتعليقا على الصورة، يقول أمين عام مساعد بنقابة الأطباء الطبيب رشوان شعبان إنه لا يوجد في مفردات الراتب للأطباء أي بند لعيد الأضحى، قائلا أن الطبيب "بيهزر".
ويتابع شعبان لـ"مصراوي" أن البدل للعيد ليس مفردة ثابتة، لكنها تتغير كل عام، ومن يحددها هو المحافظ في كل محافظة تبعا لمديرية الصحة التابع لها الأطباء، مثل المعلمين، ويكون البدل موسمي، في عام يصرف وعام ربما لا يصرف، رافضا التعليق على مقارنة الأطباء بالقضاة.
فيديو قد يعجبك: