لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قصة فشل "صنع في ألمانيا" الذي صار عنوان النجاح

08:25 م الثلاثاء 15 سبتمبر 2015

صنع في ألمانيا

(دويتشه فيله)

اكتسحت منتجات بريطانيا في القرن التاسع عشر أسواق العالم فكانت أسواق المستعمرات تفخر بأنها تبيع منتجا انكليزيا. ثم قررت بريطانيا أن تحارب المنتجات المهربة إليها من ألمانيا فوضعت عليها علامة "صنع في ألمانيا" احتقارا لها.

عبارة Made in Germany الشهيرة لم تكن قصة نجاح، بل قصة تنافس أريد من خلالها تحقير المنتجات الألمانية، لترتفع إلى الصدارة المنتجات البريطانية. جرى ذلك في القرن التاسع عشر وتحديدا عام 1887 حين أقدمت هيئة التجارة والأسواق البريطانية على وضع علامات واضحة تميز "المنتجات الأجنبية الرخيصة وسيئة النوعية" الواردة إلى أسواق بريطانيا عن المنتجات المحلية البريطانية الأصيلة الفاخرة. البضائع التي عنتها الهيئة كانت ألمانية، وهكذا ألزموا التجار الموردين الى المملكة المتحدة أن يضعوا عليها عبارة "صنع في ألمانيا" لتمييزها عن البضائع البريطانية "جيدة النوعية" حسبما أوردت الموسوعة الشعبية ويكيبيدا على صفحتها الانكليزية!

هذا الإجراء كان يسعى إلى حماية المنتجات البريطانية خاصة وأن أسواق المستعمرات كانت ترفد الاقتصاد البريطاني بموارد ضخمة من مبيعات تلك البضائع.

لكن عجلة الصناعة الألمانية نجحت في تحويل تلك العبارة التحقيرية الحمائية، إلى رمز التصق بجودة المنتجات الألمانية رغم عدم امتلاك ألمانيا لمستعمرات تسوّق لها منتجاتها. إلا أن هذه العبارة لم تعد بعد الحرب العالمية الثانية عبارة رسمية تميّز المنتجات الألمانية. وقد تعرض وضعها القانوني إلى تغييرات تتعلق بالتغيرات السياسية التي أثرت على جغرافية واقتصاد ألمانيا بعد الحرب.

ففي عام 1973 اصدر البوندستاغ (مجلس النواب الألماني) تشريعا نصّ على أن عبارة" صنع في ألمانيا" تمنع الناس من التمييز بوضوح بين الألمانيتين القائمتين آنذاك. وهكذا بات التعريف "صنع في ألمانيا الغربية" أو "صنع في ألمانيا الشرقية DDR ".

بعد الوحدة الألمانية عام 1991، عادت بقوة عبارة "صنع في ألمانيا" إلى التداول، وبات كثيرون يرون فيها تعبيرا عن اعتزاز العالم بجودة وكفاءة المنتج الألماني.

ولكن في عام 1995، أقرت المحكمة الاتحادية العليا في شتوتغارت أنّ عبارة "صنع في ألمانيا" باتت مضلِلة للمستهلك، لأنّ المواد الأولية وبعض الأجزاء المصنعة باتت تأتي من خارج ألمانيا.

الجديد أنّ بداية الألفية الثالثة التي أرّخت ولادة عصر العولمة وحركة رؤوس الأموال وهجرة الاستثمارات العملاقة إلى المناطق ذات الموارد والأيدي العاملة الرخيصة قادت بمجملها إلى أن تصبح الصناعة الألمانية صناعة معولمة أسوة بكل الصناعات العملاقة عبر العالم. وهكذا بدأت الشركات الألمانية تستعمل عبارة "صنع في الصين" أو "صنع في فيتنام" أو " أجزاء هذا النسيج خيطت في الهند" وهكذا، فماذا بقى من عبارة صنع في ألمانيا؟

جواب ذلك هو مستوى ثقة المستهلك بالبضاعة الألمانية حتى إذا كانت منتجة في بلدان أخرى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان