بالصور - يسألونك عن المساجين.. قل "الدولة تحارب الإرهاب"

الوجه الثاني "شاعر"

لم يكن لـعمر عبد العزيز حاذق أي رابط بالسياسة قبل قضية مقتل خالد سعيد، وحتى مع بزوغ صيتها "تعامل معها من ناحية إنسانية مش سياسة" كما تقول شقيقته "زهراء حاذق"، تحركت به الكثير من المشاعر "كان بيحس أنه أخوه"، كانت مشاعر تليق بمذهب شاب اتخذ من الشعر والأدب طريق، لكنه لم يعلم يوما أن مصير تعاطفه ووقوفه لجانب حق يراه، سيكون ثمنه السجن، لم تكن مشكلة "حاذق" مع تحمل مسؤولية قرار اتخذه، فسبق أن ذاق الفصل من عمله عام 2011 لإعلانه مع زملائه حملة ضد فساد مدير مكتبة الإسكندرية "إسماعيل سراج الدين"، لكن ما كان يتوقع أن يكون سجنه، نتيجة مشاركته في وقفة إحياء ذكرى مقتل خالد سعيد في 2 ديسمبر 2013 بالإسكندرية.

"خرق قانون التظاهر" هي التهمة التي حكم بها على "حاذق" بعامين وغرامة 50 ألف جنيه، وبات الشاعر، صاحب الدواوين، وجائزة "الحب والعدالة والسلام" الإيطالية، ولقب "شاعر الرومانسية" اسم الدرع الذي حصل عليه في مهرجان أمير الشعراء بدورته الأولى 2007، بين المسجونين، لا يملك سوى براح الفكر، وإطلاق يده في الكتابة، فأخذ يسطر الروايات والقصائد، "عمر حابب يشوف في الرحلة الصعبة دي حاجة كويسة"، كما تقول شقيقته، لذا أخذ ينهل من تجارب رفاقه بالزنزانة، كارهًا أن يعيش دور الضحية، فلا رد له عن السؤال عن حاله إلا "تمام زي الفل.. أنا مسجون لكن بحب استغل وقتي".

ثلاث روايات "لا أحب هذه المدينة، حياة بلون أبيض، قلب السمكة" خرجت من عتمة السجن إلى نور المكتبات، حتى أن روايته الأخيرة، التي كانت مسودة قبل سجنه وصارت كأنما نص جديد، عرضت لأول مرة بمعرض الكتاب لعام 2014، فكان "حاذق" الكاتب الوحيد، الذي لم يتمكن من حضور حفل توقيع كتابه كما غيره، لكن رغم ذلك يجد في هذا تعويض عما لاقاه ورفاقه، فتأتي كلماته "يمكن أكون كتبت في السجن أكتر ما كتبت وأنا بره".

فقد "حاذق" عمله الرسمي بمكتبة الإسكندرية كمراجع لغوي في إدارة النشر، بعد أن قامت إدارة المكتبة بإصدار قرار بفصله إبريل 2014، وصار سيرته في عداد المنسيين كما تقول شقيقته، حيث بات حال الكثير مثل أسرته "يتعايشون مع الأيام"، غير أن عزاء "حاذق" في تغيير نال من حياته، نحى فيه الجانب السلبي واحتفظ بالإيجابي، فيما تلتمس عائلة الشاعر في زيارته شيئا من تفاؤله، وفي السيرة الطيبة له عند الأصدقاء والمعارف ما يصبرهم على غيابه.