لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور: قصة رد الاعتبار لـ"نفرتيتي" بتمثال

03:08 م الإثنين 11 يناير 2016

كتبت – يسرا سلامة:

كالنار في الهشيم، انتشر قبح تمثال نفرتيتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ عدة أشهر، بعد أن توسط مدينة سمالوط بالمنيا، حتى تجبر الانتقادات المسؤولين بالمحافظة على إبعاد التمثال عن المشهد، الانتهاكات والانتقادات الحادة كانت أكثر حدة لدى "جمال صدقي"، أستاذ الفنون الجميلة وابن المحافظة، الذي شاهد التمثال وشعر أن جرحا مس مدينته وفنه وقبلهما الملكة المصرية الأجمل.

فرعونية يجب أن تظل جميلة، ليس فقط في صور وأعمال مصورة، ولكن أيضا منحوتة، هكذا آمن صدقي، الذي عكف على إخراج تمثال آخر للنور، يزيل القبح القديم، ويبعد عن إلمنيا ما رأه تشويها لصورتها، وأن يرد الاعتبار في لكلية فنون جميلة، الأمر له أشبه بقضية شخصية، وبعد قرار المحافظ اللواء طارق نصر بتشكيل لجنة لاختيار أحد الفنانين لتمثال جديد، وقع الاختيار على صدقي.

من المركز الإنتاجي بداخل كلية الفنون الجميلة بإلمنيا، دارت دائرة من نار، من أجل الانتهاء من تمثال نفرتيتي، كان صدقي فيها ينحت على خامة جديدة وهى الفايبر جلاس، وهى خامة خفيفة الوزن وسهلة التنقل والتنظيف، ومع مجموعة من العمال معه، انتهي صدقي من التمثال في وقت قياسي، من ثلاثة أسابيع إلى شهر تقريبا، وبتكلفة وصلت إلى 135 ألف جنيه، كانت مجمل إصلاحات المدخل حول الطريق الزراعي بسمالوط أمام تمثال نفرتيتي.

رد الاعتبار كان الدافع لجمال صدقي في صناعة التمثال، جرح وطأ في روحه بالاهتمام القليل بالتمثال الذي تم افتتاحه يوم الخميس الماضي، بالتزامن مع الضجة السلبية التي صاحبت التمثال الأول، يقول "صدقي" لـ"مصراوي":"كنت اتمنى ضجة حلوة للتمثال الجديد زي ما الاعلام اهتم بالتمثال الأصلي".

ووفقا لصاحب التمثال الجديد، فإن التمثال القديم قام عليه "مبيض محارة"، ولا أحد يعرفه، يقول إن لا أحد يعرف من هو هذا الشخص، لكن الفنان بكلية فنون جميلة عاتب على المسؤولين عدم الرجوع إلى أصل الفنانين في المهنة عند الشروع في تصميم تمثال للملكة نفرتيتي، والذي يقع على بعد 25 كيلو متر من محافظة المنيا.

بلا مقابل مادي، قام صدقي على إعداد الملكة المتوجة الآن بميدان سمالوط، قائلا إن المحافظة لو لم تكن بتمويل التمثال الجديد كان سيقوم عليه من جيبه الخاص، قائلا "ما حدث في التمثال الأول فضيحة على الملأ.. وكان لازم نعمل تمثال جديد في فترة قصيرة، عشان الناس ما تنساش، والتمثال صناعة إيدي من الألف إلى الياء، وعليه اسمي حتى عشان لو فيه حاجة غلط اتحاسب عليه".

بلون واحد، صمم صدقي التمثال الحديث للملكة، مفسرا سبب اختيار ذلك؛ بأن التمثال سيكون في الهواء الطلق، ومعرض للأتربة وعوامل التعرية، وإذا تداخلت فيه الألوان ستختلف بعد فترة كثيرة، بعكس تماثيل متحفية، تكون بعيدة عن الظروف الجوية السيئة.

يقول صدقي إنه شارك في صنع عدة تماثيل عديدة، منها المرتفع ومنها المتوسط، لكنه دوما يجد في التماثيل الفرعونية علما وجمال، ومنها يعلم الطلبة لديه في كلية الفنون الجميلة أصول النحت وصناعة التماثيل الفنية، بجانب ردود أفعال ايجابية وصلت له من مواطنين بالمنيا وطلبة بالكلية أيضا، يقول "بمجرد وضع تمثال نفرتيتي في الميدان، لاقيت ناس منبهرة بيه، وكمان اتصوروا معاه، ده في حد ذاته بالنسبة لي زي التسقيفة للممثل".

التمثال المقلد الذي صنعه ابن المنيا، يأتي بالتزامن مع بقاء التمثال الأصلي لنفرتيتي في برلين، والذي يعود إلى نحو 3400 عام، وعثر عليه أثريون ألمان في ديسمبر 1912 بمنطقة تل العمارنة بمحافظة المنيا، بموقع مدينة أخيتاتون التي أنشأها الملك إخناتون زوج نفرتيتي عاصمة لمصر بعد توليه الحكم عام 1379 قبل الميلاد.

وطلبت مصر قبل ثورة يناير، تحديدا في 24 يناير 2011 بشكل رسمي من ألمانيا استعادة تمثال نفرتيتي الموجود في متحف برلين، واحتجت بوقوع ما اعتبرته تمويها من جانب مكتشفيه ليكون التمثال من نصيب ألمانيا، حيث زعموا أنه تمثال من الجبس لأميرة ملكية، ولم يتم استرداده حتى الآن، والذي يعتبر أروع قطع نحت لامرأة في تاريخ فن النحت، بجانب جذبه لقرابة مليون مشاهد سنويا في متحف برلين.

وقال المجلس الأعلى للآثار وقتها إن مصر لم تتوقف عن طلب استعادة تمثال نفرتيتي منذ رسالة من الملك فاروق يوم 14 أبريل 1946، وفي اليوم التالي 25 يناير 2011، أعلنت مؤسسة التراث البروسي الثقافي المشرفة على المتاحف الألمانية، رفض طلب مصر استعادة تمثال نفرتيتي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان