لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

شباب فيسبوك يتنفسون الأمل.. "بكرة بيخلص كابوس فلسطين وسوريا"

05:12 م الجمعة 29 يناير 2016

فلسطين

كتبت-رنا الجميعي:

بكرا بيخلص هالكابوس.. وبدل الشمس بتضوي شموس، كلمات تغنّت بها جوليا بطرس، المغنية اللبنانية، هو حديث لا يقتصر على بلد بعينها، أو مأساة خاصة، حلم يراود كل من يعاني من حروب، احتلال، أو ارهاب يغيم على وطنه، أمل مازال يتشبث بالأنفس رغم الدمار، وهو ما دعا شابان من بلاد عربية، فلسطين وسوريا، لتدشين فعاليتين إلكترونيين، تبث بعض من هذا الثبات والتفاؤل.

فجأة حلّت الفكرة بعقل إيمان بوطويرفة، عند النوم جاءت إليها لتُقدم سؤال، لا تنتهي اجاباته، "شو ممكن يتغير لو أن فلسطين مش محتلة؟"، استفهام شغل عقل الفتاة المغربية، بالنسبة إليها لم تستغرق وقتًا لمعرفة الإجابة، تعلقها بالمسجد الأقصى جعلها تعرف أنها ستسكن بأقرب المنازل إليه "ولن أفوت صلاة فيه"، طرحت السؤال على زميلات لها "وجدت أن كل واحدة منهن لها حلم في فلسطين"، حتى أنهن سألن صديقاتهن، أصبح الأمر عامًا، مما جعل إيمان تدشن الفعالية على الفيس بوك "لو أن فلسطين ليست محتلة".


1

لم تشب إيمان دون معرفتها بفلسطين، منذ الصغر تعلم القضية، بالصف السادس الابتدائي طلبت المدرسة من التلاميذ محاولة كتابة الشعر، وكانت المرة الأولى التي تكتب فيها الشابة المغربية عن فلسطين "حب فلسطين اشي فطري"، دومًا ما كانت تسأل عن القضية وتتابع أخبارها، في ذاك الوقت كانت "ع طول بسأل والدي شو صاير عندهم، أطفالهم كيف عايشين"، الآن صارت إيمان شابة تدرس في عامها الأول بالجامعة، بمجال الاقتصاد.

تُعرّف إيمان نفسها أنها ناشطة في القضية الفلسطينية، تعمل على مقاطعة منتجات الشركات المساندة للعدو، كما أنها تحاول التعريف بالقضية بالجامعة، فيما كانت تجربتها للمرة الأولى هو إلقاء محاضرة عن القضية، بمعهد للغة الإنجليزية قامت إيمان بتقديم محاضرة للحضور عن فلسطين "كنت متوترة و في نفس الوقت متشوقة كثيرا بالرغم من أن هناك شوية صعوبة لأنك ستحدث أشخاصا مش مهتمين بهالمجال .. فلازم تقنعهم و تغير بعض المفاهيم الخاطئة".

تحدثّت إيمان أثناء المحاضرة عن وحشية إسرائيل، وكيفية تعاملهم مع منع الناس من دخول المسجد الأقصى، استعانت بذلك بعرض لإحدى المرابطات بالمسجد، كما ذكرّت الحضور بباب المسمى باسمهم، باب المغاربة، كذلك حارة المغاربة.

لم تكتفِ إيمان بتدشين الفعالية حتى يكتب عليها الناس أمنياتهم، غير أنها كانت وسيلة لتصحيح مفاهيم خاصة بالقضية "قبل يومين طرحت سؤال '' ما هو المسجد الأقصى ؟ " فتفاجأت بأن مجموعة من الأشخاص يعتقدون بأن الأقصى هو قبة الصخرة لوحده .. أو الجامع القبلي ( ذو القبة الرمادية) لوحده مع العلم أن المسجد الأقصى هو كل ما يوجد داخل السور".

2

تتابع إيمان ردود أفعال المشاركين بالفعالية، والتي اختلفت كلماتهم، البعض منهم "مبيقدرش يتخيل ولو لحظة"، فيكتب "بس فلسطين محتلة"، هي دعوى للتخيل وإعطاء بعض الأمل، يظل البعض الآخر يتقاسم مع إيمان الحلم، ويتفاعل مع الفكرة "الردود الي أثرت فيي لما حدا بيحكي عن صديق ليه استشهد و بيحكي لو أنها ليست محتلة كان فلان لساتو عايش".

كتب أحد المعلقين بالإيفينت حلمه الجميل، لكنه استيقظ بعده على واقعه "كنت هنا يوما، أعيش في بيت صغير يطل على حديقتي، حديقتي جميله مليئه بأشجار البرتقال واليمون والتفاح، كانت أمي كل يوم تحضر لنا خبز التنور، وفي كل صباح أحمل كتبي واذهب إلى مدرستي.. وفجأة أفقت من الحلم الجميل على صوت البائع المتجول، وإذا بي أنا لاجئ أسكن في إحدى المخيمات".

"بكرا بس تخلص الحرب"

"كلنا عنا احلام بدنا نحققا بس تخلص الحرب .. كل واحد يحكي شو حلمو".. افتتاحية بدأها ايهاب بدوي، الشاب السوري الذي دشّن فعالية "بكرا بس تخلص الحرب"، هو الحُلم الذي يعيشه ايهاب ذو الثلاثة وعشرين عام، أراد ايهاب "حماية الأمل عند الناس"، خاف من فقدانه بنفوس السوريين، ورغب ببعثه مجددًا من خلال الفعالية "فيه ناس بدها ترجع تعمر"، حيث يعيش مجتمع سوري كبير خارج الوطن الآن، المستقبل هو ما يريد إحيائه ايهاب بأحلام الناس.

ترك ايهاب سوريا عام 2014 "كنت بشتغل كامل فترة الحرب بالهلال الأحمر العربي السوري" كمسعف متطوع، يعمل ايهاب بالمجال الإنساني، هو خريج الهندسة، يحكي عن المرحلة التي عمل بها كمسعف، أنه شاهد كل ما لم يتوقعه من زيارة مقابر جماعية، السجون، ومساعدة مختطفين.

كان من الطبيعي اسعاف السوريين تحت هجوم القذائف، وهو ما اعتاده إيهاب، لكن المُعاملة التي عومل بها من الأطراف المتنازعة كانت بغيضة "صار اتعرض للضرب والإهانات"، حيث يلتزم الهلال الأحمر بإسعاف بالحياد، الإنسان هو ما يهم، لكن ذلك المبدأ لم يكن معترف به لدى قوى الحرب، "ما كان لينا احترام" وهو السبب الأكبر الذي جعل ايهاب يغادر سوريا.

3

عام كامل قضاه ايهاب بساحل العاج بمجال دعم التعليم، ثم غادرها بعد انتشار فيروس الإيبولا، ذهب لتركيا، لكن المعاملة السيئة التي يتعرض لها اللاجئين السوريين هناك، اضطرته للمغادرة "كان فيه تشديد للقوانين، يعني ممكن يطلبوا شهادة للمرحلة الثانوية، من وين اجيبها، كل شي احترق"، بعدها استقر الشاب بألمانيا، يكمل ايهاب دراسته بمجال الميكانيكا "إلها مستقبل"، يعمل الشاب كمنسق رابطة مواطني العالم، هي منظمة حقوقية تابعة للأمم المتحدة.

يُمنّي إيهاب نفسه بالعودة لسوريا بعد انتهاء الحرب، "حابب أزور كل الأماكن اللي صمدت بالحرب، وكانت قوية متل إدلب"، يرغب الشاب بعد الحرب ببناء سوريا بالخبرات التي يكتسبها الآن "بدي أرجع أبني البلد بقوة العلم"

"بدي ارجع ع بيتي .. بدي رجع أيام طفولتي وعيد عمري اللي انحرق وضاع، بدي امشي بشوارعها .. بحاراتهاا".. هي أمنية ضمن أماني كثيرة على الفعالية الإلكترونية، أحلام صار القلب محلها، ويأس يخالطها، لكن مع ذلك يظل الأمل في صراع دائم مع الواقع، "بكرا بس تخلص الحرب، ما رح نترحم على أيامها، راح تلاقي الناس عم تضحك لأن مبسوطة .. موو عم تضحك من كتر القهر".

4

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان