كتاب جديد يرصد: كيف أثرت التكنولوجيا على الشخصية المصرية؟

القاهرة (د ب ا)

شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السابعة والأربعين التي انطلقت في 27 يناير وتستمر حتى 10 فبراير صدور كتاب جديد عن مركز الأهرام للنشر بعنوان "التكنولوجيا والسياسة" لضياء الحاجري الصحفي بوكالة انباء الشرق الأوسط، يستعرض فيه العلاقة في الماضي والحاضر والمستقبل بين التكنولوجيا والسياسة بمفهومها الواسع كأداة تدير حياة الإنسان .

وتناول المؤلف في كتابه الذي يقع في 242 صفحة من القطع المتوسط تأثير التكنولوجيا على نجاح الثورات المعاصرة، مركزا على ثورة 25 يناير 2011 في مصر التي قال إن أحد أسباب نجاحها أنها جاءت في ظل عصر مختلف طغت فيه طفرة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، وأصبح الإنسان يعلم عن أحداث بعيدة ربما في أمريكا أو الصين بأكثر مما يعلم عن أحوال جيرانه .

وأشار إلى أن التطورات التكنولوجية أثرت على الشخصية المصرية ذاتها، ومن دلائل ذلك الميل للتغيير الذي كان كلمة السر بالنسبة لثوار 25 يناير. وعلى المستوى الشخصي للمؤلف يقول إنه قضى عمره المهني كله في مؤسسة واحدة، في حين أن ابنه تنقل في العمل منذ تخرجه في أربع شركات أي بمتوسط شركة كل ثلاثة أعوام تقريبا ، مما يوضح الفارق بين الأجيال بالنسبة لقابلية التغيير .

ويقول الحاجري إن "التغيير هو الوسيلة التي يغزو بها المستقبل حياتنا، وتساعد التكنولوجيا على الإسراع بعجلة التغيير مما سيكون له نتائج على كل الأصعدة، وهذا يتطلب من الإنسان أن يتحكم في إيقاع سرعة التغيير حتى لا تحدث هزات غير محمودة". وقد أهدى المؤلف كتابه إلى أحفاده الذين قال إنهم " سيرون أعاجيب عالم المستقبل السحري".

وفي إطار تأكيده على أن التكنولوجيا صارت محور حياتنا، استعرض المؤلف بأسلوب سلس تأثير وسائلها المختلفة على مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية في العالم، مع سرد أمثلة ومشاهدات وانطباعات استقاها من حياته الشخصية وزياراته لعدد كبير من الدول ضمن مهامه الصحفية. فإلى جانب التحدث عن ثورة 25 يناير وثورة تونس، تطرق المؤلف لظاهرة التطرف والإرهاب التي يمكن ردها إلى التكنولوجيا ولظاهرة الهجرة وارتباطها بالتحديات البيئية التي تهدد كوكب الأرض وتأتي نتيجة التطورات التكنولوجية.

كما تناول الكتاب قضية التجسس والهجمات الإليكترونية في ضوء حدة التنافس الاقتصادي بين الدول، وكذلك ما كشفه إدوارد سنودن الموظف بوكالة الأمن القومي الأمريكي عن تجسس الوكالة على المعلومات الشخصية للمواطنين في العديد من دول العالم، بما في ذلك كبار السياسيين بما فيهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.