لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- في مصبغة الخيوط.. وكأن الحياة لوحة

11:15 م الخميس 13 أكتوبر 2016

كتبت-دعاء الفولي:
تصوير-محمود أبو ديبة:

ستون عاما أيّامها مُلونة. كل صباح فيها كان مصبوغا بدرجة مختلفة عن السابق له. أوقات طوال صارت بعدها مصبغة الخيوط هي منزل "عم سلامة".

1

حي أصلان بالدرب الأحمر هو مستودع المصبغة، البالغ عُمرها ما يزيد عن مائة عام. فيها عايش "عم سلامة" حُكام كثيرون، من الملك فاروق وحتى الرئيس الحالي.. غير أن أسلوبه في العمل لم يتبدل، حتى أنه أورثه للعاملَين معه.

2

شخصان يتنقلان بالمكان، ليصيرا -مع عم سلامة- أشبه بخلية نحل صغيرة. قطعة قماشية ممهورة اللون المطلوب، يحملها الزبون للمصبغة قديمة الملامح، يعرف الرجال ما يريده القادم بالضبط، ليُخففوا درجة اللون أو يجعلونها قاتمة. يعملون بأيديهم على مدى اليوم، اللهم إلا آلات عتيقة تُساعدهم فيما يفعلون.

3

ساعات تبدأ مع ضوء الشمس وتنتهي في العصر. خيوط يغمسها الرجال في المياه؛ فيزداد بياضها نصاعة. ينقلونها على أكتافهم، يغمرونها بالصبغة، ثم ينفضونها قليلا، ليتخللها اللون.

4

تبدو حيطان المصبغة كئيبة. يكسوها الصدأ. جوانبها متآكلة. كأنما عشّش بها الزمن فابتلعه الشيب. بين الاصفرار الغالب على الجدران، تبدو الخيوط زاهية، تسر العاملين وتداعب أعين الزبائن. لكنها رغم ذلك مازالت تحتاج للتجفيف بإحدى الآلات، فلا يستغرق إلا دقائق، لتصل للمثوى الأخير بسطح البناية. إذ يُعلقها أحدهم كي تُصبح جاهزة للاستخدام.

5

6

7


ساعة إلا الربع تمر فيها الخيوط بتلك المراحل. كدودة قبيحة تتحول لفراشة، تُصبح الخيوط لامعة. وتُباع بالكيلو في النهاية. لا يكل "عم سلامة" مما يفعل يوميا. يرضى بالقليل الذي يحصل عليه. بل يزداد عدد مساعديه كلما يُقبل أشخاص أكثر على المكان، فيصل أحيانا إلى تسعة.

8

9

قلب "عم سلامة" مُعلق بالمصبغة. فيها قضى شبابه، وعلى مقربة منها يسكن. حينما يبتغي الراحة، يذهب لمقهى قريب، ثم يعود سريعا. ضياء الخيوط يجذب قلبه كلما ابتعد. صار بداخلها كملك يأبى التنازل عن العرش. إلا أن يظفر به الموت.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان