إعلان

بالصور: 2000 رسام في عام.. عبد الله يطوف مصر لتعليم "الخيال"

02:39 م الأربعاء 16 نوفمبر 2016

كتبت-دعاء الفولي:

في عام 2013 حاول عبد الله الدسوقي الرسم، فصنع وجه إنساني بخطوط بدائية. لم يمتلك الشاب يوما تلك الموهبة، لكنه أحبّ الفن، فقرر تعلمه من أي مصدر يقع أمامه، ثم نقل ما تعلّم للآخرين، إلى أن استطاع الشاب ذو الثلاثة وعشرين عاما تعليم 2000 شخص الرسم خلال عام واحد.

1

الرسم بالنسبة للدسوقي مصدر إلهام، عن طريقه يُخرج الطاقات السلبية، تشرّب الشاب الرسم بشكل ذاتي من الإنترنت، تطور مستواه بشكل كبير، ثم بدأ تلقين ذلك الفن للمحيطين به.

"كان لازم أستخدم طريقة مش مكلكعة زي الموجودة الرسم التجريدي والتعبيري والأنواع الأكاديمية"، اعتمد على الرسم التفاعلي "خطوط بسيطة مع بعض وخطوات واضحة بتكون رسمة حلوة في النهاية". اتسع صيته أكثر ليشمل مناطق أخرى داخل محافظة القاهرة، إلى أن أعلن على صفحته بموقع فيسبوك في رمضان قبل الماضي، عن مشروع أسماه "الألف رسام"، هدفه جعل الآخرين بارعين في المجال بغض النظر عن الموهبة "الناس دايما عندها إحساس إن الرسم شيء مستحيل، فبحاول أكسر دة".

2

لم يكن بإمكان الشاب أن ينشر مشروعه داخل القاهرة فقط؛ قرر الذهاب للإسكندرية أواخر 2015 "مكنتش عارف حاجة هناك نزلت الشارع وسألت عن أفضل مركز للفنون"، اتجه للعنوان عارضا على أصحاب المركز أن يُعلم الرسم، فطلبوا منه إحضار طلاب. دار الشاب بين كليات جامعة الإسكندرية ليجمع الراغبين في حضور الدروس، خلال أيام صار معه 15 طالبا، وزاد الحضور فيما بعد حتى وصل إلى أكثر من السبعين، وأصبحت الإسكندرية قبلة الشاب بشكل أسبوعي.

3

حينما كان طالبا، لم يهتم الدسوقي بأي أنشطة فنية. خطوطه الأولى في الرسم بدأت فيما هو يدرس بالثانوية العامة، لم يعنيه وقتها آراء من يشاهدون رسوماته "انا برسم لنفسي مش عشان أبهر حد ودة اللي بحاول أقوله للناس"، رغم ذلك أصرّ الشاب على أن يخرج الحضور من دروسه بأشكال مُبهرة للغاية.

4

"الإسماعيلية.. بورسعيد.. المنصورة.. المنوفية وطنطا وإسكندرية".. ثماني محافظات تحرك فيها الدسوقي بالتوازي لتعليم الرسم، قطع بسيارته أكثر من 2000 كيلو متر في أسبوع واحد ليُحافظ على مواعيد المحاضرات "أتحرك ستة الصبح وأوصل قبل عشرة أخلص بليل وأروح بيتنا متأخر وأصحى الفجر أروح محافظة تانية وهكذا"، قبل منتصف 2016، وصل عدد الحاصلين على دروس الرسم أكثر من 800 شخص.

5

لا يحصل الشاب على مقابل ضخم من المحاضرات-حسب قوله-فقط ما يكفي لاستكمال دورة العمل وتغطية تكلفة التنقلات، مع الوقت صار له مريدين من الجامعات "بقيت ألاقي ناس من اتحاد كلية آثار القاهرة أو صيدلة بيتصلوا بيا عشان أروح أدي محاضرات"، إلا أن تكريمه في مدينة الغردقة كان له وقع خاص.

6

مع بداية عام 2016 دعت إحدى الجمعيات الشاب، إلى الغردقة لإعطاء ورشة رسم. استمر العمل يومين داخل مكتبة مصر العامة، ثم تم وضع رسومات الحضور في معرض "الناس اتبسطت جدا بالشغل بتاعنا" قبل أن يحصل الدسوقي على تكريم من اللواء أحمد عبد الله، محافظ البحر الأحمر.

7

من 12 عام وحتى السبعين يُعلم الدسوقي الآخرين، التعليقات الجيدة زاده اليومي "كفاية إني ألاقي جِد بيشكرني على الدروس بتاعة حفيده وجاي عشان يتعلم معاه أو ناس بتقولي إحنا مدرسناش الحاجات دي في الكلية".

مع الوقت رفع الشاب مستوى طموحاته، فعقب وصول من حضروا معه الورش إلى 2000 شخص "بقى معايا في أكتر من محافظة بنات بيعلموا الرسم ونفسي إن كل واحد اتعلم يوصل الرسم لألف تانيين".

8

المستحيل ليس حاضرا في كلمات الدسوقي، ما أن يتقن أسلوبا جديدا في الرسم حتى ينقله للغير "بتعلم الرسم بالزيت دلوقتي"، يقول لطلابه إن حظر الخيال ممنوع، وهذا أفضل ما في الرسم؛ أنه يفتح العقول، يُخرج روح من يقومون به، ويجعلهم أكثر قُدرة على مجابهة الواقع وإن كان قبيحا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان