لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عريس وبائع وجزار.. ما فعله الدولار بالمصريين

08:24 م الخميس 03 نوفمبر 2016

الدولار

كتب- محمد مهدي ورنا الجميعي:

تغيرّت قيمة الدولار الأمريكي، في الأيام الأخيرة، بالسوق السوداء، حيث وصل سعره إلى أكثر من 18 جنيها، ثم انخفض ليلة أمس ما يعادل 4 جنيهات، قبل أن يُعلن البنك المركزي صباح اليوم الخميس، عن تحرير سعر صرف الجنيه لتُصبح العملة الخضراء متداولة داخل البنوك والصرفات بـ 14 جنيها وأكثر. مصراوي يرصد تأثر عدد من المواطنين نتيجة "ارتباك" الدولار في السوق.

عِش الزوجية

قبل شهور قليلة من الزواج، انهمك الشاب العشريني "أحمد السيسي" في تجهيز منزله، بعد أن قام بترتيب الأمور المادية سلفًا، غير أنه فوجيء أثناء "تشطيب" البيت أن أمواله لم تَعد تكفي نظرًا لتغير أسعار المواد و"الصنايعية" مع ارتباك سعر الدولار في الأسواق.

" رسميًا الأسعار مازدتش، لكن عند التاجر بيقول هو دا اللي عندي وأنت حُر" يقول "أحمد". فخلال عمله على تأثيث المنزل، احتاج "أحمد" الذي يعمل كممرض بأحد المستشفيات الخاصة، إلى كميات من الأسمنت، اشترى عدد من الشكائر بالأموال المتوفرة لديه "بعد كام يوم احتاجت أكمل على اللي عندي لقيته زاد 3 جنيه فجأة".

الدولار

يتقاضى "أحمد" أجرًا أقل من 2000 جنيه شهريًا، لا يملك الدولار ولا يتعامل به، غير أن الارتباك في أسعاره يُشعل قيمة المواد البنائية في السوق، مما يعود بالسلب على الشاب المُقبل على الزواج "يعني دهانات شقتي كانت هتتكلف حوالي 8 آلاف جنيه، دلوقتي بسأل لقت الموضوع زاد لـ 15".

قلق دبّ في قلب "أحمد"، عندما وصل إلى مسامعه خبر زيادة سعر الدولار بشكل رسمي، لديه مخاوف من كون الأمر سيدفع أسعار المواد البنائية إلى الجنون "لأن كل ما بسأل الأسعار زايدة ليه يقولولي الدولار حضرتك". فيما يستعد لأية طواريء بخطة للتقشف من أجل إتمام شقته "هستغنى عن حاجات كان نفسي أعملها في الشقة، والأجهزة الكمالية في الأغلب هتتشال تمامًا". كما ينوي الشاب العشريني إلى تقليل نفقته الشخصية علها تساعد.

"مفيش بيع"

لم يؤثر ارتفاع الأسعار على المواطنين فقط، بل أصحاب محال أيضًا، من بينهم "تامر محمد"، صاحب محل للأدوات الصحية، أوقف شراء بعض المنتجات لديه مثل "القواعد الأفرنجي"، كما قال إنه سيعيد التفكير في شراء طقم الخلاط، وهو صناعة ألماني، بسبب زيادة سعره في خلال شهر حيث وصل إلى 835 جنيه، بعدما كان 475 جنيه.

وبسبب تلك الأزمة أصبح أمر مألوف لدى تامر نفور المستهلكين من شراء المنتجات، فارتفاع الأسعار يؤثر بالسلب على عملية البيع والشراء.

____-2

الأمر وصل إلى مغادرة بعض العاملين لدى تامر، والعودة لبلدهم "قالوا هيدوروا على شغل هناك"، كما أثرت الأزمة في مالك آخر للأدوات الصحية، فاضطر إلى اغلاق محله.

الصدمة في الأسعار دفعت تامر للتراجع عن شراء "الشبكة" لبنت عمه، حيث وصل سعر جرام الذهب إلى 450 جنيه منذ أيام قليلة، فنصحته خطيبته "هات دهب صيني أحسن".

التقشف

مبلغ جيد يتقاضاه "محمد الشناوي" من عمله كمهندس بإحدى الشركات، بات في الآونة الأخيرة يكفي بالكاد المعيشة "مفيش حاجة بنشتريها بسعر ثابت بقالنا كام شهر".

تعامل "الشناوي" مع ارتفاع الأسعار في البداية بوضع خطة مع زوجته تتضمن بدائل لاحتياجاتهم الأساسية "بقينا نشتري سمك بدل الفراخ واللحمة".

____-3

ومع تحرير سعر صرف الجنيه، اليوم، أصبح الشناوي في حالة ترقب من القادم، ووجد أن التقشف هو ما سيلجأ إليه في حالة وقوع مفاجآت غير سارة "دلوقتي هنقلل في كميات الأكل أكتر، وهاركب أتوبيس بدل المواصلات العادية، وطبعًا مفيش خروجات عشا برة البيت"

المُنقذ

أمام ثلاجة عرض اللحوم داخل إحدى المحلات الكبرى، يراجع الجزار "مجدي علي"، إيرادات الشهر الأخير للقسم الذي يعمله به "المبيعات كانت بـ10 ألاف وصلت لـ 6 بسبب غلو الأسعار"، منذ شهرين قلّ الطلب على اللحوم من قِبل الزبائن "الناس بتيجي تشوف الأسعار وتمشي".

كانت الشركات المسؤولة عن توريد اللحوم البلدي والمستورد قد رفعت أسعارها مرتين في فترة قصيرة "قالوا عشان الدولار.. وطبعًا إحنا اضطرينا نزود الأرقام"، وهو ما تسبب في إحجام عدد ليس بالقليل من المستهلكين عن الشراء مما أحدث ربكة في عمله "الكلام دا مش بس على اللحوم دي في أغلب المنتجات".

يوميًا يواجه "مجدي" عدد من التعليقات الغاضبة من المستهلكين "بيسألوا اومال فين التخفيضات بتاع الشعب يأمر"، يحاول توضيح الأمر لهم بأنها لعدد مُحدد من السلع "المكرونات والرز والزيت، وطبعًا دا وقت مش هيستمر كتير".

الجزار غير متفائل بما جرى للدولار اليوم، يرى أن الأمر لن يعود بالإيجاب على زبائنه ومكان عمله على المدى القصير، مؤكدًا أن ما سينقذ الجميع من هذا الوضع هو استقرار الأسعار، فيما يحاول التفكير مع إدارة المكان في حلول لضعف حالة البيع حتى لو كانت مؤقتة "أضعف الإيمان إننا نقلل أسعار بعض السلع يمكن الناس لما توفر تشترى باقي المنتجات".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان