س:كيف دخلت قنبلة إلى الكنيسة البطرسية؟... ج: مفيش تأمين
كتبت-إشراق أحمد:
تصوير – نادر نبيل:
شهدت الكنيسة البُطرسية بمنطقة العباسية، صباح اليوم، انفجار نتج عنه مصرع نحو 24 شخصا وإصابة عشرات أخرين. ذلك المكان الملاصق للكاتدرائية المرقسية، المقر البابوي كما هو معروف، وأحد أكبر أماكن احتضان الأقباط في مصر، فيما هو قبلة الكاميرات ورجال الدولة في المناسبات الكبرى. لا يُرى حينها إلا بتأمين مشدد، وكذلك حضرت سيرته المعهودة بأن "مش أي حد يدخل الكاتدرائية"، بينما يتردد بعد مُصاب اليوم سؤال "إزاي دخلت قنبلة الكنيسة البطرسية؟".
لا يفصل بين الكاتدرائية والكنيسة البطرسية سوى جدار، إلى الثانية يتوافد الزائرون كل أحد على أغلب الحال. فيما يذهب أخرون بأيام أخرى حال ماجدة بدوي، التي تعتاد الذهاب كل ثلاثاء، فغالبا ما يكون اجتماعها مع رفاقها بالكنيسة. حارس واحد هو ما تلقاه الفتاة العشرينية بمجرد الدخول، فيما يتواجد على أعتاب المكان بائعو القرابين، وبالجوار ثلاث سيارات تابعة للأمن تتمركز، حسبما قالت بدوي.
لا تتبدل إجراءات الدخول في كل مرة تذهب فيها بدوي "معروف اجتماع علوم وتربية اليوم ده فأي شباب بيبقى سهل تدخل" قالت الفتاة العشرينية، مشيرة إلى أن الأمر لا يتعدى معرفة الحارس للوافدين، فيما يوقف أحدهم للتأكد من هويته في حالة التشكك، وهي ما تفسرها في عدم رؤية الشخص من قبل أو ميعاد دخوله "لو جاي في وقت مفيهوش قداس أو نشاط".
بوابة إلكترونية للكشف عن الممنوعات تتواجد بالمكان، لكنها لا تعمل بشكل دائم حسب قول بدوي، فالتأمين تبعا للفتاة يختلف عن الكاتدرائية "الدنيا أسهل في البطرسية.. لكن في الكاتدرائية معروف إما بيشوفوا الصليب أو البطاقة".
و قال مصدر أمني في تصريحات لمصراوي، اليوم الأحد، إن الكاتدرائية تحظى بخطة تأمين خاصة، بالتنسيق مع الأمن الداخلي التابع لشركة خاصة تحت إشراف الكاتدرائية، مشيرًا إلى أن القوات الشرطية مهمتها فقط تأمين الكنيسة من الخارج و اجراء عمليات التمشيط والتفتيش المترددين في حالة الأشتباه، ويقوم الامن الإداري بتولي المهمة بالداخل.
وتابع المصدر، أن الكاتدرائية بها ثلاث أبواب رئيسية أحدهم يطل على مستشفى الدمرداش، والثاني على شارع رمسيس، والأخير على نفق دير الملاك، مؤكدًا أن الكاتدرائية يقوم على تأمينها 20 فرداً وضابطاً على مدار اليوم، يقوم خلالها القيادادت الأمنية بالمرور عليهم 12 مرة يوميًا.
"معلهاش تأمين أصلا" كذلك رأى هاني سمير كنيسة البطرسية، في المرات القليلة التي ذهب فيها، أخرها قبل نحو عام، لذلك لم يتعجب من انفجار اليوم "البطرسية أكبر ثغرة أمنية للكاتدرائية" حسب قوله، لكنه هلع من تصور الأكثر فداحة "يعني البابا لو كان موجود النهاردة كان ممكن اغتياله مثلا أو يبقى الضحايا أكتر"، مشيرا إلى أن جدار لا يتجاوز طوله متر ونص هو ما يفصل المكان عن الكاتدرائية، ومَن تسلل لتلك النقطة لإحداث التفجير كان بإمكانه تخطى مسافة أكبر.
يتكثف التواجد الأمني في الأعياد والأوقات المعروف توافد الأقباط على الكنائس، حال تلك الأيام حيث تبدأ أيام الصوم السابقة للعيد، ومن ثم إقامة الصلوات كل أحد وأربعاء وجمعة، وهو ما يستدعي التأمين بشكل أكبر " كان بيبقى الأمن في محيط الكاتدرائية كلها" حسبما قال سمير، الذي أشار إلى أن التواجد الأمني بعد حادث القديسين كان المفترض أنه أصبح أفضل بحسب وصفه.
قبل نحو 4 أشهر كانت أخر زيارة لرامز مجدي إلى الكاتدرائية، وصف حال التفتيش حينها بأنه تمثل في بوابة إلكترونية، فضلا عن أفراد أمن تابعين للشرطة، وأخرين تابعين للكنيسة، بحوزتهم معدات الكشف عن المعادن، يمررونها على الوافدين، فضلا عن تفتيش الحقائب "ولو في زوار بيتأكدوا أنهم زوار" حسبما قال مجدي، مضيفا أن السيارات لا تسلم أيضا من التفتيش.
يذهب مجدي إلى الكاتدرائية في المناسبات، لكنه يعلم أن التأمين حينها يختلف عن الأيام العادية، فيما قالت مريم موريس أن إجراءات الدخول في أيام غير المناسبات لا تتعدى رؤية الصليب في اليد "وساعات البطاقة"، وأحيانا هناك من تتواجد لتفتيش حقائب النساء، لكن ليس بشكل دائم حسبما قالت موريس.
فيديو قد يعجبك: