إنصاف ضحية "تفجير البطرسية".. عروس مع وقف التنفيذ
كتبت-دعاء الفولي:
الجمعة الماضية، وعقب انتهاء عظة الكنيسة، اتصلت إنصاف عادل بوالدة خطيبها راويةً لها ما سمعته "ابونا كان بيقولنا تخيلوا لو دة آخر يوم ليكوا في الحياة واغفروا للناس وسامحوا".. جاء صوت الفتاة ذات الثمانية عشر عاما هادئا، بدا قلبها قانعا بالحياة، غير أن تلك السكينة لم تستمر طويلا، إذ راحت ضحية لتفجير الكنيسة البطرسية صباح الأحد الماضي.
المرح كان عنوان الفتاة الراحلة، حسبما تحكي صديقتها يوستينا. اعتادت إنصاف على التعايش مع تقلبات الحياة القاسية "كانت بتدرس وبتشتغل عشان تتجوز بولا خطيبها".
صباح الأحد الماضي، ذهبت إنصاف بصُحبة بولا إلى كنيسة العذراء الشرقية بالعباسية، غير أن الصلاة كانت قد أوشكت على الانتهاء؛ فتحركا باتجاه الكنيسة البطرسية في العباسية، دلفا سويا، قبل أن يشق كل منهما طريقه في اتجاه باب الرجال والسيدات.
15 دقيقة فقط مرت قبل حدوث الانفجار، الأشلاء في كل مكان، بولا لا يجد خطيبته، وعندما عثر عليها تم نقلها لمستشفى الدمرداش لكن بات الوقت مُتأخرا على إنقاذها "مكناش مصدقين في المستشفى إن اللي راحت مننا إنصاف" حسبما قالت الصديقة.
تعرف يوستينا الفتاة الراحلة منذ عام 2012. تقول إن إنصاف لم تركن إلى دراستها في الصف الثالث الثانوي التجاري فقط "كان عندها جروب للموضة والإكسسوار وبتبيع منه".
الخدمة في كنيسة مارجرجس المنسي كل جمعة، ظلت جزء من حياة إنصاف التي راحت ضحية ضمن 25 آخرين و55 مُصاب، أما الأحد فخصصته لكنيسة البطرسية صباحا، وكاتدرائية العباسية مساءً، ففي ساحتها التقت يوستينا وباقي صديقاتها مرارا.
عقب التفجير كانت والدة خطيب الفتاة الراحلة في كنيسة العذراء الشرقية، وما أن جاءها خبر ما حدث حتى كاد قلبها أن ينخلع إذ عاملت إنصاف دائما كابنة لها بعد خطبتها لابنها منذ عامين ونصف".
التقت يوستينا بصديقتها الراحلة للمرة الأخيرة منذ 3 أشهر "بعدها كنا مشغولين بس بنتكلم على الفيسبوك علطول".
همّ الفتاة الراحلة كان تجهيز منزل الزوجية استعدادا لزفافها مطلع العام القادم. أخذت تحكي ليوستينا في المقابلة الأخيرة عن أسعار أواني الطبخ، والأجهزة المنزلية، تُريها صور فساتين مُختلفة للزفاف، تتخيلان سويا يوم أن يتحقق حلم إنصاف؛ فُتصبح زوجة لبولا.
فيديو قد يعجبك: