لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بين مصر والسودان.. "التعويم" لا يعرف حدود فاصلة

08:47 م الإثنين 19 ديسمبر 2016

بين مصر والسودان.. "التعويم" لا يعرف حدود فاصلة

كتب- محمد زكريا:

قبل 9 أشهر، كان الموعد الأخير لـ"مهند حسين" مع مدينة أم درمان السودانية، غير أن ارتفاع الأسعار بالأشهر القليلة الماضية، في مصر التي تحتضن تجارته، والسودان بلده الأم، أصابت صاحب الـ30 عامًا بارتباك شديد في حياته اليومية.

في الثالث من نوفمبر المنصرف، أعلن البنك المركزي المصري، تحرير سعر صرف الدولار في البنوك وفقًا لأليات الطلب والعرض. قبل ساعات من إعلان الحكومة المصرية رفع أسعار المحروقات. وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات.

منذ العام 2007، يستقر "معاذ عواد" بمصر، يعمل مندوبًا لتسويق الدواء بإحدى شركات القطاع الخاص.

لكن بعد تنفيذ الحكومة المصرية الإجراءات الاقتصادية الأخيرة، ارتفعت مصروفات صاحب الـ28 عامًا بما لا يقل عن 20% "زيادة أسعار السكر والرز والعدس كان صعب جدًا"، مما زاد من الأعباء المعيشية التي يحياها بحي المقطم بالقاهرة.

ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق المصرية، سببًا أخر زاد من حنق ابن ولاية الخرطوم.

إذ اعتاد شهريًا إرسال جزء من راتبه لأهله بالعاصمة السودانية "كنت بحول الدولار من السوق السوداء بـ13 جنيه دلوقتي بيوصل سعره لـ20 جنيه".

انخفاض المبلغ الذي يتحصل عليه أهل الشاب العشريني بالخرطوم، مقارنة بشهور قليلة مضت، لم تكن المعاناة الوحيدة للأهل السودانيين، فقد ارتفعت الأسعار بالبلد الواقع جنوب مصر، بعد تطبيق الحكومة السودانية إجراءات اقتصادية شبيهة.

قبل أن تغيب شمس الخميس الأول من شهر نوفمبر الفائت، أقرت الحكومة السودانية، رفع أسعار المحروقات والكهرباء والأدوية ضمن حزمة إجراءات اقتصادية جديدة.

غير أن غياب معاذ عن السودان، لم يمنعه متابعة أحوالها من الخارج، ومن خلال التواصل مع أهله عبر الوسائل المختلفة، علم بنية السودانيين في تنظيم الوقفات والاحتجاجات؛ اعتراضًا على قرارات حكومة الرئيس عمر البشير، قبل الدعوة لعصيان مدني في الـ27 من نوفمبر الماضي، شارك في إحيائه إخوته هناك.

بعد انتهاء الـ3 أيام المُقررين للعصيان، قدر مراقبون نسبة نجاحه بـ40%، رغم تأكيد البشير فشله "بنسبة مليون بالمائة" بحسب تعبيره، وسخر في خطاب أخر ممن اسماهم "معارضي الكي بورد والواتس آب".

إقامة مهند بمصر، منعته المشاركة بـ"الانتفاضة" برفقة الأهل هناك، إذ اعتاد المشاركة في الفعاليات السياسية التي تُطالب بحقوق السودانيين "اعتقلت في 2013 في تظاهرات تطالب بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية ضمن حملة شبابية اسمها قرفنا"، لذلك حضر إحدى الوقفات التي نظمها عدد من الشباب أمام السفارة السودانية بالقاهرة.

معاناة أهل مهند بمدينة أم درمان؛ نتيجة لارتفاع أسعار جميع السلع الغذائية، وزيادة أسعار الدواء بنسبة تتعدى الـ100% "الحقنة بتاعت الغسيل الكلوي كانت بـ80 جنيه من 8 شهور وصلت دلوقتي 700 جنيه"، لم تكن أزمة الساكن بمدينة 6 أكتوبر الوحيدة، إذ قل الطلب على بضاعته هُنا، بعد الارتفاع الكبير في أسعارها.

طوال مدة بقاء مهند بمصر، يعمل ببيع البخور والحنة السوداني بشارع فيصل بالجيزة "بيجيلي البضاعة من تجار سودانيين بالجنيه السوداني"، إلا أن الظروف الاقتصادية التي تمر بها السودان رفعت من تكلفة منتجاته "كنت بشتري الحنة من شهرين بـ150 جنيه، دلوقتي بقيت أشتريها بـ250"، هو ما زاد من تذمر زبائنه المصريين "لكن بيبقوا عارفين أني مش السبب في الزيادة".

الأربعاء الماضي، قال الجهاز المركزي السوداني للإحصاء، إن معدل التضخم السنوي في السودان قفز حوالي عشر نقاط مئوية إلى 29.49% في نوفمبر من 19.6% في أكتوبر مع ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة بعد خفض الدعم في أوائل نوفمبر الماضي.

قبل أيام سمع مهند عن دعوة الشباب السودانيين تنظيم عصيان مدني اليوم الاثنين، للمطالبة بإلغاء القرارات الاقتصادية التي تخص رفع الدعم وتخفيض قيمة الجنيه السوداني أمام الدولار، متمنيًا أن تحقق تلك الدعوات أهدافها "الناس في السودان زي ما بيقولوا طفح الكيل"، فيما يشغله الارتفاع المستمر في الأسعار ببلد الإقامة مصر "عشان إحنا تعبنا، والهم محاصرنا من كل ناحية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان