من فستان زفاف.. قصة نجاح "جهاد" و13 عاملا من الإسماعيلية
كتبت – يسرا سلامة:
قبل موعد زفافها بفترة كافية، كان الشابة العشرينية "جهاد زكريا" تبحث عن فستان في مدينة الإسماعيلية، لتواجه خريجة الحقوق بأذواق مختلفة وأسعار مرتفعة، وصلت إلى 8 آلاف جنيه، لتفكر الفتاة بأن تصنع فستانها لنفسها، وبعد التعلم تصبح مصممة لفساتين الزفاف، حاصلة على شهادة عالمية.
قصة نجاح جهاد، رغم صغر سنها، ترويها لـ"مصراوي"، عن بداية عملها الحر، لتنطلق مبادرتها من التعلم، والتي تحولت لمشروع مربح، ورغم هوايتها، يجذبها عالم الحياكة منذ الصغر، لم تدرك إنه سيكون مشروعها، تقول إن الأمر احتاج المثابرة والتعلم، من خلال الانترنت أو من خلال دورات تدريبية، ومنه أسست مشروعها "إيكو فاشون"، دون انتظار وظيفة.
البداية لـ"جهاد" كانت من عرائس المولد، التي بدأت بها كهواية صانعة فساتين صغيرة، تساعد زوجها، "ده خلاني فاهمة في الخامات وأنواعها"، لم يكن الأمر أكثر من ذلك حتى بحثها عن فستانها "لاقيته بـ7 آلاف جنيه بيع في اسماعيلية"، لتقرر التوجه للتصميم وبيع فساتين الزفاف.
تذكر الفتاة أن فساتين الزفاف مكلفة جدا لكل عروس، لذا أعلنت أن أساس مشروعها قائم بالأساس على انخفاض الأسعار، والبيع بسعر المصنع، تردف "أي بنت تقدر تحتفظ بفستانها وتصمصمه بنفسها وبسعر مناسب"، تذكر أن سعر الفستان بيعًا يبدأ من 2800 جنيها.
واجهت جهاد قبل أن تحترف أزمة استغلال أصحاب المحلات والاتيليهات قبل البدء، بتواجد فساتين ذات أسعار مرتفعة جدا تصل إلى 8 آلاف جنيها، تهمس بنصيحتها للفتيات بعد خبرة "اشتري فستانك من مصنع مش اتليه، للسعر والتصميم المناسب، وكمان تقدري تحتفظي بيه".
على مدار ثلاثة أعوام، تعلمت جهاد حياكة فساتين الزفاف، بدأت تدريبات مع عدة مصممين مثل المصممة اللبنانية" دينا حداد"، كما لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، لتضع دراسة جدوى لمشروعها، وتبدأ في التنفيذ مباشرة.
بدأت الفتاة مشروعها من ماكينة واحدة في أحد الغرف بمنزلها، ليتطور المشروع إلى ثلاثة ماكينات، ثم يصبح ورشة أكبر في محافظة المنصورة، إذ تتوفر العمالة الجاهزة من الخياطات للفساتين، تردف "يعمل معي 13 عامل حتى الآن".
تعتبر الفتاة أن زيادة أسعار الخامات أكبر التحديات التي تواجهها، تقول "نفسي أفضل أبيع بسعر المصنع للبنات، وكمان تأجيره بسعر مناسب".
تتأثر جهاد في أعمالها بـ"الشغل الفرعوني"، ولم يتوقف التأثير من القديم فحسب، لتردف الفتاة صاحبة السادسة والعشرين عاما أنها تحب أعمال يوسف الجسمي وهاني البحيري.
انطلقت فساتين جهاد على أول سلم العالمية بتصدير عدد من فساتينها إلى أوروبا، تحديدا إلى لاديفونس في فرنسا، بعد حضور أحد السيدات اللبنانيات في أحد الحفلات الزفاف، وكانت جهاد صاحبة تصميم الفستان، السيدة التي كانت تعمل في باريس فتحت لـ"جهاد" الباب لتصدر أول دفعتين، وتحصل على شهادة من الشركة العالمية الفرنسية بجودة عملها.
لا تتوقف أحلام "جهاد" عن نمو مشروعها، تشارك بعرض تجربتها إن أمكن في كثير من اللقاءات الحية أو التلفزيونية، كما إنها تحلم بأن يصبح مشروعها عالمي، خاصة التصميمات الفرعونية، تردف أن التصميم للفستان الواحد يأخذ من 20 يوم إلى الشهر، تحلم أن تقل المدة لمزيد من الإبداعات في عالم فساتين الزفاف.
"نفسي أرجع عروسة تاني عشان أخد من عند فستان".. تعليق كتبته إحدى المتزوجات لدى صفحة جهاد، وغيرها كتب بنفس المعنى، لتحقق جهاد ذلك الحلم لأربعة فتيات مجانا، تقول "جبتلهم فساتين من عندي فعلا، ولبسوها وعملوا جلسة تصوير، وكل ده مجانا".
فيديو قد يعجبك: