على هامش "العفو الرئاسي".. معاناة أُسر مع مصاريف السجن
كتبت- شروق غنيم:
في 17 من نوفمبر الماضي صدر عفوًا رئاسيًا عن 82 شخصًا. لكل أسرة منهم حكاية ومعاناة خاصة خاضتها على مدار الفترة التي قضاها ذويهم بالسجن. اسُتنزفوا معنويًا وماديًا خلال رحلتهم لرؤيتهم وإمدادهم بطعام يسد الرمق.
لمياء سعيد، شقيقة الطبيب أحمد سعيد، كانت تتردد على سجن العقرب أربع مرات شهريًا منذ عام 2014. تحمل زادًا من الطعام ومستلزمات شقيقها "المصاريف مهولة" تقول لمياء لمصراوي.
ضمن 20 شخصًا كان يمكث أحمد في زنزانة واحدة، لم يكن مُهتمًا بتناول الطعام إلا "في اللَّمة". لذا حرصت لمياء خلال المدة التي قضاها على إعداد طعام يكفي لكل هؤلاء "عشان أضمن إن أخويا هياكل".
رحلة المصروفات بدأت من شراء شقة قريبة من السجن. فيما كانت تصرف لمياء شهريًا ما يقرب من 8 آلاف جنيهًا للزيارات "ما بين فواكه، سجاير، طبيخ، ورشاوي بتدفع بالإجبار عشان الأكل ميتبهدلش في التفتيش" تضيف لمياء.
تعتبر لمياء أنهم من طبقة ميسورة الحال استطاعت تحمل تكلفة المصاريف، لكنها خلال زيارتها لشقيقها عايشت عذاب أهالي آخرين لم يتمكنوا من زيارة ذويهم سوى كل شهر، وامتنعوا عن الزيارات الاستثنائية "بسبب المصاريف والبهدلة ".
ورغم المبلغ الذي أنفقته شهريًا لمياء على الطعام إلا أنه لم يكن يكفي "الأكل المطبوخ بيبوظ بسرعة، والمعلبات ممنوعة. كنت حريصة أجيب فاكهة كتير مثلًا 10 كيلو من الصنف، وأكل غالي" حتى لا يتلف.
قبل أن يخرج محمد مخلوف بموجب العفو الرئاسي بـ3 أيام، كان والده يُجهَّز أوراق الحصول على قرض من البنك ليتسنى له دفع الغرامة المفروضة على ابنه وقدرها 10 آلاف جنهيًا. وحينما أتاه نبأ العفو تنفس الصَعداء "ربنا عافاني من القرض".
وقفت "الجغرافيا"حائلًا بين الأب وابنه للتسهيل من زيارته. إذ أن الأسرة تنحدر من محافظة بني سويف، بينما الابن يقبع في سجن طُرة الكائن بجنوب القاهرة. مشقة تحمَّلتها الأسرة خلال التنقل للزيارة والتي كانت مُحمَّلة بأنواع لحوم مختلفة وحلوى بالإضافة إلى المستلزمات التي يحتاجها محمد بالداخل.
"محمد مكانش بياكل أكل السجن ولا زملائه لأنهم مش متعودين عليه". يقول مخلوف لمصراوي إن ذلك كان دافعًا لتكاتف أسر الـ16 شخصًا المسجونين بزنزانة واحدة لإعداد جدول يضمن دخول طعام يوميًا إلى ذويهم.
كان ذلك يتطلب من الرجل المُسن أن يُجهِز كل 15 يومًا مأكولات تكفي 16 شخصًا. وكانت الزيارات بمُعدل 5 شهريًا بسبب الزيارات الاستثنائية "بالميَّت بدفع 2000 جنيه".
يعمل الرجل الخمسيني فني تقني بشركة الكراكات المصرية، بينما يتحمَّل مسئولية أسرة تتكون من 5 أشخاص "أنا راجل موظف لو قضيت زيارتين في الشهر هحتاج أكتر من المرتب كله". ويرى أن ما خفف عنه العبأ هو تربية زوجته للطيور داخل المنزل "زي أي بيت ريفي"، وهو ما عفاه عن شراء ذلك خلال الزيارات.
غمرت الفرحة الأب رغم أن موعد انقضاء مدة ابنه بالسجن كان قبل العفو بـ23 يومًا. "فرحتي بدَّرت" فيما حسّ بارتياح لإنه تخلص من "موال القرض".
فيديو قد يعجبك: