لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هيكل في ميدان التحرير قبل 9 سنوات من الثورة

04:40 م الأربعاء 17 فبراير 2016

صورة رئيسية - هيكل ومبارك

كتبت - يسرا سلامة:

من دهاليز السياسة تعلم الكثير، ومن عالم الصحافة أصبح صاحب اللقب الأفضل له "الجورنالجي"، ومن العالمين أصبح محمد حسنين هيكل قامة ترفض أن تقف ضد شموخها حتى الاكثر اختلافا معه، ابن الصحافة الذي توطدت علاقته بالسلطة وجه نصيحة للرئيس الأسبق حسني مبارك قبل التنحي بتسعة أعوام.

في محاضرة بالجامعة الأمريكية، تحديدا في 19 أكتوبر عام 2002، حيث همس هيكل ما كان تعليقا بمثابة شهادة من التاريخ للمستقبل، عن فكرة التوريث التي لم تكن صاحبة صخب في حينها، قائلا: "مصر بلد يختلف عن غيره من البلدان، فلا هو وطن طائفة أو قبيلة أو عشيرة أو عائلة تلح عليها فكرة توريث السلطة لسبب أو لآخر".

هيكل، الذي عرف بأنه صديق الحكام وصانع الرؤوساء، مفضلا لقب صانع تاريخ مصر الحديث، لم يتوقف عند هذا، حيث قال "النظام الجمهوري بطبيعته وفلسفته لا يعرف توريث السلطة، أياً كانت الحجج"، مسببا بتلك الكلمات القطيعة الكاملة بينه وبين نظام مبارك، بعد أن أبدى ترحيبا في بداية تولي مبارك للحكم، قبل أن يمهد بذلك التعليق بالكلمات "في الحديث عن توريث الحكم علينا استعادة ما قاله الأب والابن صريحا، وتتداعى في هذا السياق ملاحظة جاء موضعها، وذلك ان همساً شاع أخيراً حول اقتراح بتوريث السلطة في مصر، ومن الحق والانصاف ان يسجل بأمانة، واعترافاً بالفضل، ان المعنيين بهذا الموضوع مباشرة، أبدوا فيه رأياً قاطعاً ومسئولاً".

لم تكن تلك الضربة الوحيدة من هيكل لنظام مبارك أثناء حكمه، حيث زعم هيكل أن مصر حصلت على 100 مليار دولار في أعقاب حرب الخليج، وأن نظام مبارك ورموزه حصلوا عليها. كل هذا أزعج مبارك من هيكل لكنه لم يمنعه من الكتابة، فواقعة ذكرها أيضا رجل الأعمال أحمد بهجت صاحب قنوات دريم، والتي بثت محاضرة هيكل.

لم يستعن مبارك بهيكل في بداية عهده، أو حتى كدور استشاري كما كان يرغب هيكل، وابتعد النظام "الجديد" في عهد مبارك عن هيكل صحفيا وسياسيا، وبدأ هيكل ينسحب من الحياة السياسية حتى عام 1994، كما هاجم هيكل مبارك بطريقة غير مباشرة في مقال له، حيث وصف الحكم بـ"سلطة شاخت في مواقعها"، ويسدد له الكاتب عادل حمودة ردا على هذا المقال ومدافعا عن نظام مبارك بكتابه "خريف هيكل.. أسطورة شاخت في موقعها".

صورة 1

وحين تكالبت سلطة مبارك على حبس الصحفيين، أقيمت جمعية عمومية تاريخية في عام 1995 ضد حبس الصحفيين، وتنديدا بتقلص حرية الرأي، وأرسل فيها هيكل كلمة تاريخية للنقابة، فوفقا للكاتب الصحفي وعضو نقابة الصحفيين "جمال فهمي" قال هيكل في كلمته "الصحفيون يواجهون سلطة شاخت على مقاعدها"، ويضيف فهمي أن هيكل ظل يمسك بتلابييب اللغة.

ويضيف فهمي، في تصريح خاص لـ"مصراوي"، خلال مشاركته في جنازة هيكل اليوم من مسجد الحسين أن موقف الأستاذ من قضية التوريث صار واضحا ومعروفا منذ بداية الفكرة، حيث كان يعتبرها "كارثة وطنية"، ولم يتوقع أن تقوم عقب سنوات ثورة يناير رفضا لهذا المشروع، كما بدا هجوم هيكل على مبارك جليا في كتابه "مبارك.. من المنصة إلى الميدان".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان