من إيران إلى أكتوبر.. 12 مشروعا لـ"هيكل" ذكرى للباحثين
كتبت: يسرا سلامة:
رغم انغماسه في عالم الصحافة والسياسة، لم يبتعد عن القلم، حيث أثرى هيكل الحياة الأدبية بعدد من المؤلفات، كانت تعبر عما يدور بداخله من اهتمامات وقضايا مصرية وعربية ودولية، لتصير تلك المؤلفات فيما بعد وثائق تاريخية، يعود إليها من يبحث عن شهادات من أروقة الماضي، في تلك السطور يقدم "مصراوي" قراءة سريعة في أبرز مؤلفات هيكل والقضايا خلفها.
"ثورة" عبد الناصر
ظهرت بوادر صداقة هيكل وعبد الناصر حين حرر الاستاذ للرئيس كتاب "فلسفة الثورة"، الذي كتبه عبد الناصر عن ثورة يوليو 1952، ومنذ ذلك الحين توطدت علاقات هيكل برؤساء مصر ما بعد الملك فاروق، حيث ظل هيكل في كواليس صناعة القرار الناصري، كما رصد هيكل أيضا عن عبد الناصر كتاب "عبد الناصر والعالم"، الذي يبرز فيه ما فعله هيكل بنفسه، وهو صياغة للعلاقة بين عبد الناصر والعالم الخارجي، وقبل وفاته قدم هيكل كتاب "لمصر لا لعبد الناصر"، في استفاضة عن إيمانه بالتجربة الناصرية، ومن مقاولاته في هذا الكتاب "لا أعطي لأحد حق اتهامه، ولا أعطي لأحد شرف تبرئته، تلك كلها حقوق للجماهير، للأمة..وللتاريخ".
هيكل وإيران
لم يبتعد هيكل عن عالم الثورة الإيرانية، حيث كتب عنها في كتابه "مدافع آية الله: قصة إيران والثورة"، ممهدا له "أخذت الثورة الإيرانية معظم الناس على حين غرة، فقد كانت الحكومات والجماهير تكتفي بأن تنظر إلى هذا البلد على أنه "جزيرة من الاستقرار " وسط منطقة يشوبها العنف وتتسم بالتفجر - وذلك هو الوصف الذي استعمله الرئيس الأمريكي السابق "جيمي كارتر "، وقيام نظام إسلامي بعده بقيادة عدوه اللدود " آية الله الخميني" ، لم تكن ظاهرة منعزلة"، عن الثورة واخمادها كتب هيكل عن إيران، فيما كتب في بداياته أيضا كتاب "إيران فوق البركان" عقب زيارته لها لمدة شهر.
هيكل والسادات
كتاب ظهر إلى النور عقب وفاة السادات، يشرح فيه هيكل أسباب غضبه من نظام السادات، الكتاب الذي يعد وثيقة للتاريخ عن رؤية هيكل لكل ما اتخذه السادات من قرارات، الكتاب أصبح بمثابة سبب للدفه بهيكل في السجون عام 1981، كان السؤال المحدد الذى حاول هيكل الإجابة عليه هو : " لماذا جاءت النهاية على هذا النحو؟" واختصرت المراحل كلها إلى موضوعى وأخذت من المراحل ما كان لازما للموضوع وإلا اختلفت السعى عن القصد".
شهادة على أكتوبر
ماذا جرى في حرب أكتوبر؟ وكيف دارت المعركة عقب نشوة الانتصار؟ كتاب "السلاح والسياسة أكتوبر 73" يرصد رؤية هيكل كرجل من كواليس ما قبل وأثناء وبعد الحرب، دروس وحكايات وتفاصيل عن حرب أكتوبر، كما أن هيكل كتب هذا الكتاب بعد أن ظهرت عدة شهادات أخرى عن الحرب، وظهر الكتاب في 1993، حيث نقل هيكل أيضا شهادات هامة مثل قول وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر إن حرب أكتوبر انتصار تيكتيكي لإسرائيل وفوز إستراتيجي للعرب.
السلام مع اسرائيل
كما قدم هيكل رؤيته وشهاداته عن السلام مع اسرائيل في أكثر من مؤلف، في عام 2009 قدم كتاب "حديث المبادرة"، معبرا عن رفضه في أن يختزل الوطن في رجل، قائلا: "أن السياسة العربية المعاصرة تقع كثيرا في محظور اختزال الوطن في رجل ، واختزال الدولة في قرار يأمر به . ننسى أحيانا أن " الرجل " يمكن أن يكون في لحظة من اللحظات صورة إنسانية لوطن، لكن الوطن لا يستطيع أن يتحول إلى صورة شخصية لرجل!"، ومنبها لخطورة استغلال الدين في السياسة في استعمال آيات من القرآن الكريم ذاته مثل "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، التي قيلت لدفع الساسة للموافقة على اتفاقية كامب ديفيد.
وكذلك كتاب "عواصف الحرب وعواصف السلام" في عام 2004 ضد تصدير خيار السلام مع إسرائيل كأنه أمر واقع، وكذلك كتاب "سلام الأوهام" في عام 2001، متحدثا أن التكلفة المعنوية والمادية للسلام مع اسرائيل بالغ الصعوبة، وشهادت من ألسنة عسكريين وسياسيين.
أزمة العرب
أكثر من مؤلف قدمه هيكل عن أزمة العروبة، والتي ظلت بداخله لفترة كبيرة، ففي عام 1955 نشر كتاب "أزمة العرب ومستقبلهم"، بعد مُحاضرة بعنوان "أزمة العرب"ومُستقبلهم السياسي، ألقاها هيكل في باريس سنة 1995 قبل سنوات من "الأزمات العربية"، ناقش هيكل في الكتاب عدد من أزمات العرب، اعترف في نهاية الكتاب أن أزمة العرب لن تنتهى ابداً، كما قدم كتاب "أحاديث فى العاصفة" في عام 1987 حول عدد من الأوضاع العربية.
فلسطين
من قضية العروبة قدم هيكل أكثر من مؤلف، كما قدم كتاب "العربي التائه" في عدة أجزاء في عام 2001، مستعينا بالعبارة التي قيلت عن اليهود، قائلا: "بين الرؤية والسراب... وبين الحلم والعجز. بدأ القرن الحادي والعشرون واليهودي الذي كان "تائها" متحصنا في المشروع الصهيوني على أرض فلسطين في حين أن العربي الذي كان راسخا في الطبيعة والتاريخ أصبح هو الشارد في التيه : قد يعرف من أين! لكنه لا يعرف إلى أين!".
كما قدم هيكل كتاب "العروش والجيوش: أزمة العروش - صدمة الجيوش"، والذي يتناول أحداث وتفاصيل حرب فلسطين عام 1948 من خلال يوميات الحرب للقيادة العامة للقوات المصرية فى فلسطين، وكذلك المراسلات التى تبادلتها عناصر القيادة المصرية أثناء هذه الحرب.
الصراع العربي الإسرائيلي
كما اهتم الاستاذ بأزمة الصراع العربي الإسرائيلي في أكثر من مؤلف، منهم كتاب "المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل" في عام 2001، حيث تناول المؤلف بداية من المتحمسون الأوائل للدولة اليهودية أمثال نابليون وهرتزل، والمحاور التى يدور فيها هذا الصراع مثل القدس والتدخلات التى يدور فى سياسة الدول العربية، وتأثير المساندة الأمريكية لليهود على تراجعهم عن عملية السلام.
أمريكا
ولم يغفل الاستاذ تقديم مؤلف عن الحرب الأمريكية على العراق، في كتاب "الإمبراطورية الأمريكية والإغارة على العراق"، عام 2003، وقدم في فصول الكتاب قصة وقائع سياسية قائمة وهى فى الوقت نفسه شكل أحوال سياسية قادمة، متناولا في الكتاب العلاقة المتشعبة بين الامبراطورية الأمريكية وعدد من الدول العربية، وأن العلاقة العربية الأامريكية في موقف متأزم لا يقبل المصالحة الكاملة ولا يرضى بالعداء أيضا.
الخليج العربي
وعن عالم الخليج وأزمة الحلم النووي، لم تغب مؤلفات هيكل، حيث قدم كتاب "الخليج العربى .. مكشوف : تداعيات تفجيرات نووية فى شبه القارة الهندية"، وهو من نص محاضرة قدمها الكاتب فى بيروت 27 يونيو 1998 وكان ذلك فى القاعة الكبرى لقصر العدل، وبدعوة من نقابة المحامين فى لبنان، والتى كانت تدور حول عدم استعداد القلب العربى للتعامل مع أى مستجدات طارئة على جناحه الشرقى والذى كشفها التفجيرات النووية فى شبه القارة الهندية.
الصحافة
عن عالم الصحافة، قدم هيكل كتابه " في عام 2003 عن جُل سنواته في أروقة صاحبة الجلالة، ومن المبكر أنه قدم رؤية في الكتاب لما ظهر لاحقا عن التنافس بين الورقي والمطبوع، قائلا: "لا أعرف أهو تحيز لما ألف و عرف، أو إنه حكم فى الموضوع، بصرف النظر عن متغيرات العصور، لكنى على شبه اقتناع بأن الكتاب المطبوع على ورق له العمر الطويل، و أنه الحاضر على الدوام، مهما اشتد من حوله الزحام، بمعنى ان الكلمة المكتوبة على الورق باقية، و الكلمة المسموعة على الإذاعة و التليفزيون عابرة، و الكلمة المكهربة على الكمبيوتر فوارة، و هى مثل كل فوران متلاشية".
زمن مبارك
كأن القدر أمهله عمرا ليرى نهاية مبارك تنحيا وسجنا، ومن مودة حذرة بينهما إلى عداء مبكر في حكم مبارك، كتب الاستاذ شهادته عن مبارك بكتاب عنوانه "مبارك وزمانه.. من المنصة إلى الميدان"، يقول هيكل بنفسه توطئة للكتاب "ماذا أعرف حقيقة وأكيداً عن هذا الرجل الذي لقيته قليلاً، واشتكبت معه - ومع نظامه - طويلاً ؟، ماذا يعرف غيرى حقيقة وأكيداً عن الرجل، وقد رأيت - ورأوا - صوراً له من مواقع وزوايا بلا عدد، لكنها جميعاً لم تكن كافية لتؤكد لنا اقتناعاً بالرجل، ولا حتى انطباعاً يسهل الاطمئنان إليه والتعرف عليه، أو الثقة فى قراره. بل لعل الصور وقد زادت على الحد، ضاعفت من حيرة الحائرين، أو على الأقل أرهقتهم، وأضعفت قدرة معظمهم على اختيار أرقبها صدقاً فى التعبير عنه، وفى تقييم شخصيته، وبالتالى فى الحكم عليه ؟!"، وأيضا كتاب آخر بعنوان "مصر إلى أين.. ما بعد مبارك وزمانه".
فيديو قد يعجبك: