بالصور-بريطاني يزين مزارات العالم بقصاصات ورق (حوار)
كتبت-دعاء الفولي:
خمس سنوات مرت على المرة الأولى التي ذهب فيها "ريتش ماكور" إلى لندن، تاركا بيته بالريف الإنجليزي. تعلق المصور البريطاني ذو الثمانية والعشرين عاما بما رأى؛ المباني البديعة، المعمار المختلف، ألهمته التفاصيل المتزاحمة أن يلتقط صورا لها، لكنه أراد ترك بصمته الخاصة، فتخيل أن للصور بقية لا يراها سواه، صنع قطعا متفاوتة الشكل من الورق المُقوى وأضافها للمعالم التي يصورها، فخرجت أفكار جديدة تماما.
الصيف الماضي بدأت الفكرة لدى "ماكور"، روى لمصراوي -عبر البريد الإلكتروني- أن أول ما أراد كان جعل ساعة "بيج بن" تبدو وكأنها ساعد يد عادية، عن طريق استخدام قطع الورق، استغرق الأمر بعض الوقت كي يضبط عمق الصورة، وعندما أتمها مر بجانبه أب وابنته بالصدفة، فأراهم النتيجة "كلاهما ابتسما وقالوا لي "يجب أن تصنع المزيد".
الصبر مفتاح ما يفعله "ماكور"، صُنع شكل يتلائم مع المعلم ويخلق روحا جديدة ليس سهلا، إلا أن الأصعب هو ضبط عمق الصورة وأبعادها لتعطي الفكرة المطلوبة "أحيانا ألتقط 100 صورة لنفس المكان حتى أصل لأفضل زاوية ممكنة".
القصاصات التي يصنعها الشاب، جاءت في الأساس من ولعه بالرسوم المتحركة، لسنوات ظل يطور أفكاره، من خلال إنجاز بعض المقاطع المصورة، بالإضافة إلى أن التصوير كان جزءًا من دراسته الجامعية، ما جعله في النهاية يخرج بهذا الناتج الفريد.
يعمل "ماكور" بكيفية واحدة "أحدد المكان المختار من خلال البحث عن أشهر المعالم ثم أصنع القصاصة قبل الذهاب هناك"، غير أن ذلك لا ينجح دائما، فبعد التجربة على الأرض عدة مرات، قد يكتشف المصور البريطاني أن الناتج لا يوصل الفكرة، يذكر أنه حاول التقاط صورة لمبنى خط الطيران الإماراتي بلندن، ليجعله يبدو وكأنه غسالة تخرج منها الملابس، لكنه لم يستطع.
ثمة صور مُفضلة لـ"ماكور"، أهمها تلك المُلتقطة أمام جسر "كيركلبرون" بمدينة كوبنهاجن الدنماركية، إذ وضع أعلى الكوبري قصاصة على شكل طبق طائر، فتظهر وكأن الطبق يُخرج أشعة تمهيدا لاحتلال المدينة، يحب الشاب تلك الصورة "لأنها بسيطة ومؤثرة"، وهكذا كان رأي متابعيه على موقع انستجرام، والذين تخطى عددهم المئة وعشرين ألف شخص.
في البداية لم يخرج المصور عن محيط لندن، ومع الوقت اتسعت دائرة علاقاته، مكث بأوروبا لبعض الوقت، وتنقل بين مدنها "زرت كوبنهاجن وستوكهولم بالسويد وباريس والتقطت صورا هناك"، وفي إبريل القادم سيذهب "ماكور" للمدينة الصينية، هونج كونج "متحمس جدا لزياتها ففيها يختلط الشرق بالغرب" على حد تعبيره.
على كوكب الإنستجرام تأتي التعليقات الإيجابية لـ"ماكور" من كل مكان بالعالم "هذا ما يجعل الوقت الضائع للعمل على أفكاري يستحق". حينما يلتقط الشاب الصور عادة ما يرميه المارة بنظرات غريبة "يتسائلون عن ذلك الشخص الممسك بقطع ورق سوداء يصورها"، لكنه ما عاد يهتم بذلك طالما تخرج الصور بديعة تُثير إعجاب من يراها، حتى أن أحدهم أوقف "ماكور" في الشارع ليلتقط معه صورة لأنه أحد متابعي مشروعه على انستجرام.
لا يمل المصور أبدا مما يفعل، يطور نفسه، يخطط للسفر في أماكن أبعد داخل الأرض؛ مدينة سيدني الأسترالية تحديدا، تلح عليه كثيرا "بها معالم يجب أن أصورها" كمبنى الأوبرا أو البرلمان، لم يختلق أفكارا بعد، لكنه يعلم يقينا أن المعالم الجميلة هناك ستلهمه قصصًا جديدة مصورة ليرويها.
فيديو قد يعجبك: