إعلان

رعاية السيسي لاحتفالية "الصحفيين".. بين "التقدير الأدبي" و"المحبوسين"

11:30 ص الثلاثاء 15 مارس 2016

كتبت-رنا الجميعي:
دعمًا لدور النقابة والصحافة وافق الرئيس عبد الفتاح السيسي، على رعاية احتفالية نقابة الصحفيين، بيوبيلها الماسي، هذا ما جاء في نص الرسالة الموجهة من رئاسة الجمهورية لنقابة الصحفيين، والتي قدمت كنتيجة لطلب نقيب الصحفيين، يحيى القلاش، برعاية الرئيس للفاعلية المُقامة في 31 من شهر مارس المقبل، وفي ذات الوقت تنشر لجنة الحريات بالنقابة تقريرها عن عام 2015 تحت عنوان "صحفيون تحت مقصلة الحبس والاعتداءات".

تشكلّت لجنة للاحتفالية، ويقول منسقها العام، كارم محمود، أنه عُرف متبع بأي حدث هام في مصر وغيرها "إنه يكون تحت رعاية الرئيس"، ليست المرة الأولى التي يرعى فيها رئيس مصر لاحتفالية بالنقابة، ففي عام 2000 أقيم حفل فني كبير لصالح صندوق معاشات الصحفيين، ورعاه الرئيس المخلوع، حسني مبارك.

تُعتبر نقابة الصحفيين الأقدم عربيًا، ومن هذا الأساس ينبع الاحتفال بمرور 75 عام على إنشائها في 1941، ويعتبر محمود إنه من الطبيعي أن يكون الاحتفال برعاية رأس الدولة، فالنقابة هي جزء من الدولة المصرية، كما يصف قبول الرئيس برعاية الاحتفال أنه نوع من "التقدير الأدبي" لدور النقابة ومكانتها ودور المهنة وأبنائها وتضحياتهم، وفي سؤال المنسق العام عن إمكانية حضور الرئيس بنفسه، قال إن ذلك الأمر مطروق للرئيس، يحدده حسب جدول مواعيده.

رصد تقرير لجنة الحريات 782 انتهاك بين الحبس والحبس الاحتياطي، والتوقيف والمنع من الكتابة ومزاولة المهنة، وتكسير المعدات، والمطاردة القانونية واقتحام مقار الصحف، فيما يعقب محمود كامل، رئيس اللجنة الثقافية بالنقابة، أن حرية الصحافة في عهد السيسي بأسوأ أحوالها، مقارنة حتى بعهد مبارك، وأن تلك المشاكل تحتاج لحلول، وبالنهاية يعلق أن النقابة ليست حزب معارض، والأهم هو إطلاق سراح الصحفيين المحبوسين، وتعترف الدولة بحرية تداول المعلومات، كما أضاف "يهمني مصلحة الجماعة الصحفية" فيما يرغب بأن تكون رعاية الرئيس للاحتفالية إنهاء لتلك القضايا العالقة.

أمر رعاية الرئيس الاحتفالية هو شأن يهم كل الصحفيين، وبسؤال "عمرو الورواري"، الصحفي بموقع دوت مصر، يرى أن السيسي يُحاول جاهدًا البرهنة على تواصله مع طوائف المجتمع ككل، لإثبات اهتمامه بالمواطنين، ويعتبر أن اهتمام الرئيس للإحتفالية تُقدم دعم معنوي للنقابة وللصحفيين.

ليس ما يحتاجه أبناء المهنة من الدولة رعاية الرئيس فحسب، كما يضيف الورواري، ولكن هناك مشاكل يجب ان تتدخل الدولة لحلها أبرزها؛ تقنين أوضاع الصحفيين المادية وحمايتهم من الفصل التعسفي ، والإهتمام بأصحاب المعاشات، وتقديم الخدمات شبه المنعدمة للعاملين بالمهنة،كما أشار أيضًا إلى القضايا المتعلقة بحماية الصحفيين المحبوسين، والتي قد تمتد فترة حبسهم لفترات طويلة دون أسباب، وخاصة غير النقابيين، لكنهم عاملين بالمواقع الإخبارية.

بالنسبة لمحمد البديوي، نائب رئيس الأخبار باليوم السابع، فيقول إن القضية ليست فيمن يرعى الاحتفالية، ولا من سيدعو المجلس، لكن الإشكالية تتحدد، في رأيه، أن الرئيس "يريد أن تمضي الصحافة كما يرغب وليس كما يجب أن يكون"، فيما يُشير إلى انتقاد السيسي للصحافة في مواضع عدة، كما أن القوانين التي وُضعت بعهده لم تكن في مصلحة المهنة، من بينها قانون "الإرهاب"، الذي يُغرّم الصحفيين بغرامة تصل إلى 500 ألف جنيه، ولا يعترض بديوي على وجود قوانين تضبط أوضاع المهنة، لكنه يستنكر "كيف تسألني عن غرامة ولا تتيح لي حرية المعلومات".

فيديو قد يعجبك: