إعلان

"القصر الوردي".. قصة "معرض" أعاد للجمال هيبته (صور)

08:20 م الثلاثاء 15 مارس 2016

قصة "معرض" أعاد للجمال

كتبت- علياء رفعت:

مُتنقِلًا بين غرفتين متجاورتين بمركز سعد زغلول الثقافي؛ أخذ يُلملم لوحاته المصوّرة التى ظلت مُعلقة على الجدران قُرابة العشرة أيام في معرضه "القصر الوردي".

انقضت أيام المعرض وها هى اللوحات تعود للظلام مرة أخرى بعد أن سطع وهج النورعلى سطحها للمرة الأولى منذ ثمانِ سنوات.

"صور (القصر الوردي) صورتها من 2008، ومكنش عندي رغبة في إني أعرضها لوحدها لأنها عمل توثيقي بحت، ومش ده الهدف من المعرض" بدء بها "عبد الحكيم مصطفى" المصور الفوتوغرافي حديثه، مُفسِرًا سبب وضع لوحاته المصوّرة فى غرفتين منفصلتين متجاورتين "لما جت الفرصة إني أعرض في المركز الثقافي هنا طلبت منهم أوضتيبن جمب بعض عشان أقدر أنفذ المشروع ده زي ما كنت بتخيله دايمًا".

2

للوهلة الأولى قد يظن الرائي أنه لا توجد علاقة بين الصور التي تحتويها الغرفة الأولى، والتي تحتويها الغرفة الثانية. فالأولى تحتوى على العديد من الصور الخاصة بما أطلق عليه صاحب المعرض (القصرالوردي)، والثانية تحتوي على صور مختلفة لعربات وموتسيكلات خَربة، طفل يلهو بجوار أكوام القمامة، رسوم جرافيتي على الجدران التى سُدت بها بعض الشوارع المؤدية لميدان التحرير منذ الثورة، وبورتيريهات مرسومة بالجرافيتي للشيخ عماد عفت، ومينا دانيال.

3

4

"أنا فضلت سنين أمُر على شارع شامبليون في الراحة والجاية وأنا مش مستوعب إزاى يبقى في مبنى أثري وقصر كبير مُهمل وسط القهاوي والورش بالشكل ده" كان ذلك هو ما دفع عبد الحكيم لاتخاذ القرار بمحاولة الدخول إلى القصر وتصويره، ليقيم بعدها معرضه الخاص بغرفتين منفصلتين تحوى إحداها صورًا للقصر من الداخل، وتضم الأخرى صورًا للحياة خارج جدرانه. فالقصر الذي أهملته الدولة حتى خَرب أساسه ومعماره لا يختلف كثيرًا عن الحياة خارج جدرانه حيث انتشر الفساد فخرَبها هي الأخرى.

567

أما عن سبب تسميته للمعرض بـ (القصر الوردي) يروى عبد الحكيم قصة القصر التى استوحى منها الاسم قائلًا إن "قصر شارع شامبليون كما يطلق عليه البعض هو مِلك الأمير سعيد حليم باشا حفيد محمد علي، والذي قرر بناءه لكي يسكن به مع زوجته، وأمر بأن يُطلى باللون الوردي من الخارج، ولكن الأميرة رفضت أن تسكن بتلك المنطقة ـ حيث تم بناء القصر ـ لوجود الأحراش وبِرك المياة الراكدة بها آنذاك، فأهدى سعيد حليم باشا القصر للدولة، التى لم تعتني به أو تقدره كما ينبغي.

1

لسنواتٍ طويلة ظل القصر مهجورا والإشاعات متناثرة حول عقد الدولة العزم على تحويله لمتحف كبير حتى فوجىء الجميع ببيعه لرجل الأعمال السكندري (رشاد عثمان) على أن يظل تحت إشراف وزارة الآثارالتى لم تنفق لا الوقت أو الجهد لترميمه، "زمان كان مُتاح إن أى حد يدخل القصر باتفاق مع الحارس القديم لكن بعد ما اتباع بقى ممنوع أى حد يدخله بأمر من الحارس الجديد اللي عينه المالك" قالها عبد الحكيم مُطرِقًا وهو يتذكر يوم دخل القصر للمرة الأولى ليقوم بتصويره حتى إنه التقط صورة لحارسه وقتها عِرفانًا بالجميل، وهو لا يعلم أن قدمه لن تطأ أرض القصر مرة أخرى.

8

الفاصل الزمني بين التقاط عبد الحكيم للصور وإقامة المعرض قد يبدوغير مُبررًا للبعض، ولكنه يُفسره قائلًا "أنا في الأصل مُدرس فيزيا، والتصوير شغفي وهوايتي، الكاميرا هي عيني اللي بشوف بيها، لكن مقدرش اتحمل نفقات معرض أدفع فيه شيىء وشويات، واحنا في بلد اللي بيقدروا فيها الفن يتعدوا ع الصوابع"، النفقات المادية لم تكن العقبة الوحيده التي واجهت عبد الحكيم الذي مسه حب الفلاش منذ الصِغر "اتعرضت لمواقف سيئة كتير من ساعة ما قررت أنزل أصور في الشارع، واتسرقت مُعداتي أكتر من مرة".

910

لا يزال عبد الحكيم يجوب الشوراع بكاميرته الخاصة في أوقات فراغه ليلتقط صورًا ترصد أحوال البلاد والعباد فتوثقها أملًا في أن تروى صورة الحكاية بدقةٍ تعجز عنها الكلمات في بعض الأحيان "بقالي 20 سنة شغال على مشروع مصوّر اسمه الحِصن، كل ما تجيلي فرصة أسافر الصعيد بروح وأصوّر، الصور بتحكي حواديت الحياة في الصعيد بكل أنماطها، اتمنى ان المشروع يطلع للنور قريب لأن الصعيد هو وِرثنا الحقيقي اللي مينفعش نفرط فيه أو ننساه".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان