لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- في البيوت المصرية.. أثر الدفء "لا يزول"

05:41 م السبت 26 مارس 2016

في البيوت المصرية.. أثر الدفء لا يزول

كتبت-دعاء الفولي:

ما هي إلا تفاصيل بسيطة، تسكن في جنبات المنازل، لا يلاحظها الساكنون، إذ يعايشونها يوميا؛ زهريّة مليئة بالورود. مقعد وحيد يمكث عصرا في الشرفة، ينتظر من يجلس عليه ليرشف كوبا من الشاي. زجاج نافذة قديمة مشقوق، مرآة تقشرت أطرافها، واصّفرت جوانبها. أعواد ثقاب مُستعملة. سرير تبعثرت فوقه الأغطية. إناء يغلي فيه زيت يحوي "طعمية" على وشك النضج؛ ثمة حياة تتنفس بين الأشياء الموزعة في المنازل، قررت المصوّرة الصحفية، راندا شعث التقاطها. دارت بين بيوت عدة لتنجز مشروعها "لا يزول"، والذي تُعرض صوره بقاعة "جيبسوم" بجاردن سيتي، حتى 5 إبريل القادم.

1

بمنزل الجدة بالإسكندرية بدأت الفكرة. منذ عامين قرر الأهل بيع البيت الشاهد على أربعة أجيال متفاوتة من عائلة والدة "راندا"، ورغم حزنها الشديد "قررت أصوّر البيت بما إني مصورة توثيقية"، حينها فقط استشعرت أنها تستحق الاحتفاظ للأبد بمحتويات المنزل من خلال الصور. اعتادت "شعث" تصوير الأشخاص، فالصور ما يتبقى منهم بعد رحيلهم، لكنها فكّرت أن روح الأشياء مثل البشر تحتاج للتخليد حتى لو بقيت بحوزة أصحابها.

2

رواية فهرس للكاتب العراقي سنان أنطوان استقبلت الدالفين للمعرض، وضعت شعث منها جزءً يقول: "ستكون الدقيقة فضاءً ثلاثي الأبعاد. ستكون مكانًا أقتنص فيه الأشياء والأرواح وهي تسافر. التقاطع الذي تلتقي فيه قبل أن تختفي الى الأبد، بلا وداع. البشر يودعون معارفهم وأحبتهم فقط. أما الأشياء فهي تودع بعضها البعض ولكنها تودع البشر أيضًا، لكننا لا نسمع أصواتها وهمساتها، لأننا لا نحاول. قلما نلمح ابتسامات الأشياء. نعم، الأشياء، أيضًا لها وجوه، لكننا لا نراها". حوالي عشرين منزل مرت بهم "شعث" لإتمام المشروع "بيوت قرايبي وأصحابي وفيه صور من بيتي شخصيا ومن بيت جدتي"، لم تكن فكرة المعرض مطروحة، لكنها طفت على السطح بعدما أنهت المصورة مشروعها

3

مع الوقت تفتّحت عين "شعث" على كل ما تقابله، أحيانا تُخطط للصورة وأحيانا تكتشفها بالصدفة، غير أنها لم تتنازل عن الإضاءة الطبيعية في الأربعين صورة الموجودين بالمعرض أو بقية صور المشروع، الصحافة كجزء أساسي من تكوين صاحبة "لا يزول" جعلها لا تلجأ لتغيير الإضاءة "نور ربنا حلو.. كل ما علينا إننا نستنى الوقت المناسب وناخد الصورة".

4

"دفء وطمأنينة ومحبة"؛ ردود أفعال جاءت لـ"شعث" عن مشروع "لا يزول"، أكثر ما أسعدها شعور المتفرجين بأن هذه الأشياء جزء من حياتهم أيضا "كلنا عندنا المراوح اللي بنغطيها بكيس في الشتا مثلا"، أعطى لها المعرض فرصة لتتأكد أنها ليست الوحيدة التي تشعر بتفاعل الأشياء مع أصحابها.

5

لم ترغب "شعث" أن يتسرب شعور "النوستالجيا" لمشاهدي الصور "لأن الحاجات المعروضة لسة موجودة في بيوتنا"، كذلك توجست أن تظهر الصور وكأنها تتحدث عن جمال المعمار، من خلال درابزين السُلم أو شكل المطبخ القديم ببعض المنازل، لذا فقد حرصت أن يعرض المشروع صورا لفرشاة الأسنان، طبق الباذنجان، مكواة أو شمّاعات خالية من الملابس.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان