لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الرواية الرسمية المرتبكة للدولة.. متي تنتهي عبارة "تضاربت الأنباء"؟

04:19 م الثلاثاء 29 مارس 2016

اختطاف الطائرة المصرية

كتبت- رنا الجميعي:

"تضاربت الأنباء".. عبارة قيلت كثيرًا مع كل تغطية صحفية للحوادث العظيمة، حيث تتعدد التصريحات الرسمية من مؤسسات الدولة، ما يؤدي لحالة من التخبط العام، تصل للمواطن البسيط، في هذا التقرير محاولة لرصد هذه الحالة، بين ثلاثة حوادث أقدمها حادث قتل السياح المكسيك، وأحدثها حادث اختطاف الطائرة المصرية، وبينهما حادث الطائرة الروسية.

حادث السياح المكسيك
مقتل سياح مكسيكيين

خلال يوم الأحد، الموافق 13 سبتمبر، 2015، لقى 12 من جنسيات مصرية ومكسيكية، وأصيب 10 آخرين، أثناء ملاحقة قوات الشرطة لعناصر إرهابية بطريقة الواحات.

فأصدرت وزارة الداخلية بيان رسمي، في الثانية صباحا، قالت فيه "بتاريخ 13 الجاري أثناء قيام قوات مشتركة من الشرطة والقوات المسلحة بملاحقة بعض العناصر الارهابية بمنطقة الواحات بالصحراء الغربية، تم التعامل بالخطأ مع عدد أربعة سيارات دفع رباعي، تبين أنها خاصة بفوج سياحي مكسيكي، والذين تواجدوا بذات المنطقة المحظور التواجد فيها".

مع وصول الخبر لوسائل الإعلام، والتعامل معه في صبيحة يوم 14 سبتمبر، جاءت تصريحات وزارة الخارجية تؤكد على رواية الداخلية، فيما صرّحت رشا العزايزي، المتحدثة الرسمية باسم وزارة السياحة، "السيارات التي استخدمها الفوج السياحي المكسيكي ليست مرخصة، وأن الفوج لم يحصل على التصاريح اللازمة للخروج في رحلة سفاري، كما لم يبلغ بأية إخطارات بشأن الرحلة أو مسارها.

غير أن تلك التصريحات الرسمية خالفها تصريح نقيب عام المرشدين السياحيين، حسن نحلة، حيث أكّد على اطلاعه على الموافقة الأمنية لتحرك المجموعة السياحية للواحات البحرية، وأوضح أن البرنامج يشمل زيارة الواحات البحرية والطريق يمر بكمائن شرطة وتفتيش، وكان بالمجموعة سائحة تعاني مرض السكر، شعرت بالجوع ولم تتحمل طول المسافة، فاضطرت المجموعة إلى الخروج عن المسار، بجانب الطريق المرصوف إلى الصحراء، دون علم منهم أن هذه المنطقة محظورة، فلا وجود لأية لافتات تحذيرية أو تعليمات من الكمائن على الطريق، أو توجيهات من فرد شرطة السياحة المرافق لهم، وأدان النقيب غياب التنسيق بين وزارة السياحة لعدم متابعة الأحداث والترتيب مع الشرطة.

حادث الطائرة الروسية

2

 تحطمت الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء، وذلك في صباح يوم السبت، الموافق 31 أكتوبر، 2015، حيث فقد برج المراقبة في مطار شرم الشيخ الدولي الاتصال بالطائرة بعد نصف ساعة من اقلاعها.

التضارب جاء في البداية حول مكان الحادث، بين تصريح للطيار، أيمن المقدم، رئيس الإدارة المركزية للجنة تحقيق حوادث الطيران بمصر، لوكالة رويترز، إن وكيل شركة الطيران الروسية أخبرهم بسلامة الطائرة الروسية بعد أن فقدوا الاتصال معها، وأنها تعاملت مع المراقبة التركية وهي تعبر الأجواء التركية، لكن رئيس سلطة الطيران المدني، محمود الزناتي، تحدث عن سقوط الطائرة في سيناء، وإنها من طراز إيرباص، وقالت وزارة الطيران المصرية إن فريق إنقاذ مصريا حدد مكان تحطم طائرة الركاب الروسية في جنوب العريش.

تم التأكد بعد ذلك أن حطام الطائرة بالفعل في سيناء، مع توالي التصريحات الرسمية، وتوجه المهندس شريف اسماعيل، رئيس الوزراء، بمصاحبة وفد من الوزراء إلى سيناء.

توالت التصريحات من مسئولين بالدولة حول الحادث، كان من بينها مصدر مسؤول بوزارة الطيران نفى ما تردد أن يكون وراء الحاث فعل ارهابي، وأشار أن عطل فني هو السبب، وهو ما أكده وزير السياحة، هشام زعزوع، أن الطائرة لم تسقط بسبب عمل إرهابي، مشيرا إلى وجود سجل تاريخي يؤكد بعض المشاكل الفنية بها.

أما وزير الخارجية، سامح شكري، في أول تصريح له قال إن "أن مصر لا تؤيد أية فرضية حول سبب سقوط الطائرة، وأن مصر تنتظر نتائج التحقيق".

أعلن الرئيس، عبد الفتاح السيسي، في الأول من نوفمبر، أن التحقيقات حول أسباب تحطم طائرة الركاب الروسية في شبه جزيرة سيناء قد تستغرق شهورا.

أما بخصوص التفسير  المتعلق بالعطل الفني المنتشر تم دحضه بعدها، حيث قدم وفد من شركة إيرباص إلى مصر، نفى ذلك، فطيارات الشركة لا يمكن وقوعها في عطل فني، ووجود نظام الطيار الآلي يمنع ذلك، وبعد أربعة أيام من الحادث، في بيان صادر عن تنظيم ولاية سيناء، أعلنت مسئوليتها.

أعلنت روسيا رسميًا، يوم 17 نوفمبر، من العام الماضي، نتيجة التحقيقات انفجار الطائرة الروسية، جراء قنبلة بدائية الصنع، بعدها أصدر مجلس الوزراء بيان، أكد فيه تقدير الألم الذي يساور الشعب الروسي، وأن السلطات المصرية المعنية ستأخذ بعين الاعتبار التحقيقات التي قامت بها السلطات الروسية.

اختطاف الطائرة المصرية لقبرص
صبيحة اليوم، بالتحديد في الثامنة والنصف، أعلنت مصر للطيران على صفحتها، "تعرضت طائرة مصر للطيران طراز ايرباص 320 رحلة رقم 181 وعلى متنها 81 راكبا و المتجهة من مطار برج العرب الى مطار القاهرة الى حالة اختطاف حيث ابلغ قائدها الطيار عمر الجمل عن وجود تهديد من احد الركاب بوجود حزام ناسف فى حوزته واجبر قائدها على النزول في مطار لارانكا بقبرص، وهبطت فعليا بمطار لارانكا".

بعد مرور ساعة أعلنت إدارة العلاقات العامة  بمطار برج العرب الدولي، أن المشتبه به يدعى ابراهيم سماحة، دكتور بيطري مصري، غير أنه في تصريح لزوجة سماحة على قناة "أون تي في"، أكدت أن زوجها مختطف وليس الخاطف، وأعلنت الوكالة الرسمية، الشرق الأوسط، أن اسم الخاطف هو سيف الدين مصطفى، واعتذر مجلس الوزراء بسبب ورود اسم سماحة بالخطأ، كما تضاربت الأنباء حول جنسية الخاطف، حيث قيل  أيضًا أن جنسيته ليبية، كما ترددت الأخبار من قبل مصادر أمنية حول سبب الخطف بين ايصال رسالة لطليقته بقبرص، والمطالبة بالإفراج عن المعتقلات التصريح الذي ذكرته الإذاعة القبرصية.

في المؤتمر الصحفي الذي عُقد قبل ساعات قليلة، أوضح فيه وزير الطيران المدني أنه لم يتأكد من صحة ارتداء الخاطف حزام ناسف أم لا، كما رفض التشهير ببعض الأشخاص دون التأكد من مصادر المعلومات، وخلال المؤتمر أيضًا رفض وزير الطيران المدني الكشف عن جنسية المختطفين، رغم أن شركة مصر للطيران حددتهم، ورفض ذكر اعلان اسم المختطف بسبب عدم التأكد.

في محاولة لمعرفة سبب حالة التضارب المتكررة، ذكرت دكتور سهير عثمان، الأستاذة في قسم الصحافة بكلية الإعلام، أن سبب تلك الحالة هو عدم وجود مهنة المتحدث الرسمي بشكلها الطبيعي "يكون هو الوحيد المتكلف بالتصريحات للصحفيين"، تلك الحالة التي يستغلها الصحفيين في الحصول على "سبق".

وأرجعت أن حالة التضارب بين طرفين، صحفي ورسمي، حيث بعض المسئولين لا يكون لديهم معلومات مؤكدة لإعلام "ممكن يكون المسئول عاوز يريح دماغه، وتاني يوم هيكدبه".

وأبرز الحوادث التي ذكرتها عن تلك الحالة من التضارب، هي واقعة الإيطالي جوليو ريجيني، بين تصريحات رسمية من وزارة الداخلية، ثُم نفيها "دا بيأدي لانهيار تام، والدولة مبتتعملش من أخطائها".

تُقدّر دكتورة سهير أن الصحفي المحنك هو الذي يستطيع التأكد من المعلومة، حيث أوضحت أن هناك ما يسمى بـ"القيمة الخبرية"، وعلى أساسها يقيم المعلومة المتوفرة لديه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان