دكتور هندسة الفيوم يستفز الطلبة بـ"50 جنيه"

كتبت- رنا الجميعي:

"اطلع برة".. هتاف صرخ به طلبة إعدادي هندسة الفيوم، اعتراضًا على أسلوب دكتور مادة الفيزياء، الذي وصفه الطالب كريم الحضري بـ"أسلوب مستفز"، حيث حاول إجبارهم بطريقة ملتوية لشراء كتابه "طلب مننا إننا نحضر التجربة"، علمًا بأنه يجب على المُحاضر تعليم الطلبة أولًا التجربة، ثم سؤالهم عنها. قبل ذلك بشهر استطاع اتحاد طلاب جامعة الفيوم أن ينال رد من نائب رئيس الجامعة، بتقدم اتحاد كل كلية تُعاني من تلك المشكلة بشكوى لعميد أو وكيل الكلية للتحقيق فيها ووقفها إن ثبتت، وهو ما يعني ضمنيًا، كما يقول أحمد عبد العال، رئيس اتحاد طلبة هندسة، بعدم فرض الكتب بشكل إجباري.

"هتشوفوا ".. كانت إحدى التهديدات التي قالها أستاذ مادة الفيزياء للطلبة، منذ يومين، يوضح الحضري ما حدث "الدكتور دخل قالنا طب انتم مش عاوزين الكتاب، اكتبوا بقى الكتاب على اديكو"، وألزمهم بمعرفة التجربة قبل درسها بالمعمل "والمفروض يقولها الدكتور الأول في المعمل"، وحينما قام طالب لمناقشته بدأ بالزعيق.

في ذلك اليوم كان لدى طلبة اعدادي امتحان "كويز"، غير أنهم قاموا محتجين على الدكتور، ثم بدأوا بمغادرة المحاضرة "في البداية قام مننا 200 واحد"، ظلّ البعض جالسًا لكن "الكل زعّق فقاموا"، وكانت آخر كلمات الدكتور "أنا هوريكو"- على حد قول الطالب.

بالنسبة للحضري لم تكن الأزمة في شراء كتاب الفيزياء "هو سعره خمسين جنيه وأنا اشتريته"، كما يقول عبد العال أن عدد صفحاته "67 ورقة"، لكن الاتحاد كان اتفق على ألا يزيد سعر الكتاب عن 15 جنيه لكل 100 صفحة، غير أن المشكلة الأساسية بالنسبة لطالب اعدادي الهندسة تخص طريقة المُحاضر "كان بيعاملنا معاملة أطفال مش طلبة جامعة"، وهو ما جعله يشترك مع باقي زملائه بالمسيرة التي طافت الكلية بالاحتجاجات، والتي استدعت تدخل مستشار رئيس الجامعة، الدكتور خالد عطاالله.

للجامعة رغبة قوية في الوقوف بجانب الطلاب، كما يؤكد عبد العال، على العكس من موقف إدارة الكلية "مفيش رغبة قوية عندهم"، حيث تحاول إدارة الجامعة حل المشكلات بشكل فوري، وما دل عليه بتدخل سريع لمستشار الرئيس، يصف عبد العال اللقاء الذي تم بين طالبين ممثلين عن دفعة اعدادي بالمستشار "كان متعاطف ووعدهم بحل الأزمة"، وهو ما جاء حسب رئيس الاتحاد "قرار شفهي من رئيس الجامعة بمنع الدكتور من تدريس المادة"، غير أن اتحاد هندسة قدّم مذكرة لاتخاذ القرار اللازم، و تم تجميع توقيعات رفض من الطلبة، وأُرسلت صورتين منها إلى رئيس الجامعة، دكتور خالد حمزة، وعميد الكلية، يقول عبد العال أن دكتور مادة الفيزياء لم يكن الوحيد الذي حاول فرض كتاب مادته، فمنذ ثلاثة أسابيع حاول إجبار الطلبة دكتور بثالثة مدني، وهو ما استدعى رئيس الجامعة للتحدث مع الطلبة.

يتراوح سعر الكتاب، حسب الحضري، "من خمسين جنيه لـ150"، وبالنسبة له فقد قام بشراء كل الكتب الدراسية، لكنه يرى أن بعض الكتب "تستاهل أشتريها، وفيه كتب تانية متستاهلش"، فيما أشار إلى كتاب مادة الفيزياء "مفيهوش أي حاجة مهمة".

اليوم صدر رسميًا قرار بحرمان الدكتور أحمد عبد اللطيف من تدريس أو الإشراف أو وضع إمتحان مادة الفيزيا لدفعة إعدادي هندسة، وخرج القرار بعد اجتماع الدفعة مع عميد الكلية، الدكتور محمد عيسى، الوكيل، وعميدي الكلية السابقين، وأكد العميد أن على الدكتور مصطفى رضوان - أستاذ المادة بالكلية - سوف يقوم بالإشراف على كل ما يخص المادة من وضع إمتحانات و تصحيح أوراق الإجابة بعد عودته من رحتله العلاجية، وفي حالة تأخر الدكتور مصطفى في العودة وتدريس المادة مرة اخرى سيتم تشكيل لجنة خاصة تشرف على المادة طبقاً لتوجيهات دكتور مصطفى.

 وفي بيان اتحاد طلبة هندسة، قالوا فيه "شكراً لأهم حدث حصل في حياتنا ولولاه مكناش هنقف في وش الابتزاز الرخيص، لولاه مكناش هنقدر نزرع الثقة في نفسنا وفي الطلبة إننا نضغط، لولاه مكناش هنقدر بسبب السوشيال الميديا نمنع الدكتور من تدريس المادة لينا وننتزع حقنا، شكراً للحاجة اللي ذكراها بتدينا لسه الأمل وسط الضلمة، شكراً ثورة يناير".