بريق المجوهرات يشع في الرياض رغم الواقع القاتم لأسعار النفط
الرياض - (أ ف ب):
تبدو التحديات الاقتصادية التي تواجهها السعودية جراء انخفاض اسعار النفط، سرابا في أروقة معرض الرياض السنوي للمجوهرات، حيث يطغى بريق الألماس والأحجار الكريمة على إجراءات التقشف وخفض الدعم.
وحفلت ردهات "صالون المجوهرات" المقام في فندق فخم بالعاصمة السعودية، بسيدات يرتدين العباءات السوداء، يتجولن وسط واجهات زجاجية تضم مختلف أنواع المجوهرات لأكثر من 20 دار عرض.
في إحدى واجهات المعرض الذي افتتح الاثنين، قرط للأذن من الزمرد مرصع بألماس عيار 30 قيراطا، بسعر ثلاثة ملايين ونصف مليون دولار أمريكي. ويقول ليسلي كيغ، من دار "موسيّف" حيث يعرض قرط الأذن، لوكالة فرانس برس "الأغنياء يبقون اغنياء".
يضيف "إذا كنت تمتلك الكثير من المال، لن تتأثر أبدا. عندما يفقد البعض المال، يكسبه آخرون".
ويعد الاقتصاد السعودي الأكبر في العالم العربي، وأفاد بشكل هائل خلال العقود الماضية من الثروة النفطية الضخمة وأسعارها المرتفعة.
إلا أن التراجع الحاد في أسعار برميل النفط منذ منتصف العام 2014، كبدّ المملكة خسائر ضخمة في إيراداتها، إذ بلغ عجز ميزانية 2015 98 مليار دولار، ويتوقع تسجيل عجز اضافي بنحو 87 مليارا هذه السنة.
ودفع هذا الواقع السلطات إلى اتخاذ إجراءات تقشف وخفض الدعم عن أسعار مواد أساسية بينها الوقود والكهرباء والمياه. كما شرعت المملكة في إجراءات لتنويع مصادر الدخل، وتعتزم الاثنين الإعلان عن "رؤية" اقتصادية شاملة للسنوات المقبلة، تركز على مرحلة ما بعد الفورة النفطية.
"ألماسة راقصة" بـ 400 دولار
إلا أن هذه الهموم تبدو ثانوية للعديد من زوار المعرض، ومنهم نوف عبد العزيز التي كانت تتفقد برفقة سيدتين اخريين، بعض المجوهرات المعروضة كالقلادات والخواتم الكبيرة والساعات المرصعة بالألماس.
وتقول عبد العزيز إن ميزانيتها للمعرض لا تتخطى خمسة آلاف ريال (زهاء 1300 دولار)، مشيرة إلى أن ما تنفقه هي وصديقاتها على المجوهرات سنويا "يعتمد على حفلات الزفاف" التي يعتزمن حضورها.
وبحسب التقاليد السائدة والمعايير الصارمة للشريعة الإسلامية المعتمدة في السعودية، يسود الفصل بين الجنسين في حفلات الزفاف، إضافة إلى معظم الأماكن العامة حيث تلزم النساء بارتداء العباءة. إلا ان ذلك لا يحول دون اقبال السيدات على شراء المجوهرات والملابس التي تحمل توقيع أسماء بارزة في عالم الموضة، والتي تنتشر متاجرها في السعودية.
ويقول مروان منيمنة، مسؤول التسويق في السعودية لمجموعة "علي بن علي" القطرية، إن تأثير الواقع الاقتصادي على المبيعات كان محدودا.
ويوضح "لا زلنا نبلي بلاء حسنا"، وهو محاط بعدد من العلامات العالمية البارزة التي توزعها المجموعة.
يضيف المسؤول في المجموعة التي تشارك للمرة الرابعة، "بالنسبة إلينا، الأمر لا يتعلق فقط بالمبيعات، بل بالحضور وجذب المزيد من الزبائن".
ويشير منيمنة إلى أن المبيعات تشهد أحيانا "صعودا وهبوطا"، إلا أن الدار تتمنى أن يكون الإقبال إيجابيا هذه المرة.
أما كيغ، فيعرب عن "تفاؤل" هذه السنة، مشيرا إلى أن إقامة سعوديين حفلات زفافهم في لندن، يوفر زبائن منتظمين للدار التي تتخذ من العاصمة البريطانية مقرا لها.
ويقول "لدينا قاعدة زبائن عريضة".
ويستمر معرض الرياض حتى الخميس 21 ابريل، وسبقه "صالون المجوهرات" في مدينة جدة الذي أقيم الأسبوع الماضي.
ويقول كيغ إن الأداء في معرض جدة كان جيدا ايضا.
في إحدى زوايا المعرض، تساعد نوف الغيباوي قريبتها التي تقيم جناحا صغيرا، وتحمل بابتسامة جلية حلقا صغيرا للاذنين.
وتقول "لدينا الألماسة الراقصة!"، موضحة انها "ليست غالية الثمن، 1600 ريال فقط"، أي ما يوازي 415 دولارا.
وتوضح أن مجوهرات قريبتها تباع عادة عبر الإنترنت، وتتوجه لشرائح اجتماعية مختلفة لا تقتصر على الأغنياء.
وتتوقع الغيباوي "بطبيعة الحال" ازدهار تجارة قريبتها التي بدأت قبل عامين، مع مواصلة السعوديين الإنفاق على المجوهرات والكماليات.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: