بالصور: داخل منزله.. مصري يصنع شخصيات خارقة من "الفوم"

كتب- محمد مهدي:

منذ سنوات وجد الشاب العشريني "فؤاد عادل" شغفه في "الكوسبلاي" وهو فن تقمص شخصية عن طريق تنفيذها وارتدائها، غير أنه لم يكن حينذاك يملك أية أدوات ومهارات تساعده على إتمام الأمر، اكتفى فقط بحُب الفن المنتشر في أمريكا ودول أسيا، قبل أن يسافر إلى اندونيسيا منذ عامين، ليتعلم على يد أصدقائه هناك صناعة الشخصيات الخارقة من "الفوم"، لتتحول إلى هوايته المفضلة التي لازمتها عند عودته لمصر، وصار من الطبيعي أن تلتقى به في أحد شوارع القاهرة يتحرك بشخصيات عملاقة " أكتر واحد بحبه هو Commander Shepard من لعبة Mass Effect 3 لأنه أول شخصية أعملها".

بعد عودته من اندونيسيا، ينهمك "فؤاد" داخل منزله لأشهر في صنع الشخصية الواحدة "بَفَضلّ البيت لأني ممكن اشتغل في أي وقت" يُجهز أدواته قبل البدء في العمل، يتأكد من وجود كمية كافية من "الفوم" وسكينة قطع وليزر في أوقات أخرى "بقطع الفوم على الشكل اللي محتاجه، وبلزق القطع مع بعض عند أي موان عشان تطلع في صورتها الأخيرة"، ما يؤرقه هو الرائحة الناتجة عن عمله "مضرة بصحتي بس كله بيهون لما بشوف النتيجة".

يهوى عاشق "الكوسبلاي" صناعة شخصيات الألعاب والأفلام الشهيرة "وأحيانا أعمل حاجة من خيالي، وبطور نفسي في المرحلة دي"، ومنذ عدة أشهر طُلب منه المشاركة بإحدى الفاعليات بتصميم لشخصية "هالك بستر" من فيلم "ايرون مان" بعد أن ذاع صيته في هذا المجال، وافق على قبول التحدي، قضى نحو 3 أشهر في تنفيذه بغرفته "وصلت لمرحلة بقى حجمه فيها أكبر من البيت، فكملت شغل في مخزن بأرض اللوا"، حيث وصل حجمه إلى 3.7 متر واستُخدم فيه 283 قطعة من الفوم "على حسب علمي دا أكبر حجم اتعمل في العالم".

مواقف طريفة وأخرى سيئة يمر بها الشاب العشريني، عند تحركه بإحدى شخصياته العملاقة "مرة ضابط مسكني ومعايا درع خشب، قالي انت جايبه منين، قولتله من اندونيسيا، فرد حلو شغل النينجا دا، وسابني"، لكنه يجد معاملة مختلفة من المواطنين "بصات غريبة وتعليقات من نوعية انت هتحارب مين، واللي يلمس ويخبط"، يشعر بالأسى عندما يتلقى سخرية من بعضهم على ما صنعت يداه "وأوقات الناس تلعب في الشخصيات فتبوظ حاجة تأخد تصليح لأيام".

مزيدًا من العمل، وتنفيذ الشخصيات، هي الخطوة القادمة لـ "فؤاد"، مازال في جعبته الكثير "بتعلم طول الوقت، وعندي أفكار كتير عايز أنفذها"، ينشغل بالطلبات التي تنهال عليه من أجل أعمال أخرى فضلا عن معرفة كل ما هو جديد عن هذا الفن، والتطرق إلى طرق جديدة لم يجربها من قَبل "شغال على شخصيات جديدة هتظهر للنور قريب، ودرع هحط فيه كل تركيزي أخر السنة".