إعلان

وجها "بشار الأسد".. أحدهما للقتل والآخر للبروتوكول – (بروفايل)

10:46 م الجمعة 29 أبريل 2016

بشار الأسد

كتبت- دعاء الفولي:

ممشوق الضحكة دلف الرئيس، زوجته تتأبط ذراعيه، يتودد إليه الحضور، يفترشون أجسادهم ليمر فوقها، ينثر عليهم المزيد من البسمات، يقترب منه طفلان، يلتقطان صورة "سيلفي" معه، فيحافظ بثبات على ملامح وجه بريء، لا تبدو عليه أمارات القتل، يسعد الجميع بصحبة "بشار الأسد"، الذي زار المركز الثقافي بدمشق، منذ أيام، فيما تُقصف أحياء كاملة على بُعد 355 كم؛ وتُنهي قوات النظام حيوات سكان حلب. بين إحياء احتفالات دينية، تكريم منتخب كروي، يبدو الرئيس السوري نشطًا دائمًا. وبينما يُطلق قواته لتقتلع السوريين منذ 2011، يمارس "بروتوكولات" الرئاسة كأن حربًا لم تقم قط، أفعاله ذات جانبان متضادان، لكنهما يجتمعان به.

____-1

بينما كان عام 2015 يوشك على الانتهاء، استيقظت مدينة إدلب على ست غارات روسية، أوقعت أكثر من سبعين قتيلًا، حاول المسعفون إنقاذ أكبر عدد، غير أن الكثيرين بقوا تحت الركام، ذلك المشهد المُتكرر تزامن معه احتفالات رأس السنة الميلادية في دمشق، والتي حضرها "الأسد" وزوجته. إذ نشرت صفحة رئاسة الجمهورية على فيسبوك، صورًا لهما وسط المواطنين بالكنيسة، في زيارة قالت عنها "مفاجئة"، كان ذلك قبل مقتل العشرات في إدلب بيومين، وفي صبيحة ما حدث بالمدينة السورية، أدّى الرئيس الصلاة بمسجد الأكرم بدمشق، احتفالًا بالمولد النبوي.

يُشجع الأسد الصغار، يحنو عليهم ويعطف، يزورهم في عيد الشهداء-كما فعل عام 2014- ليخبرهم أنهم الأغلى على قلبه، يعدهم بالأفضل بعد أن قضى آبائهم في الحرب السورية المشتعلة: "العيد الجاي نحتفل بانتصارنا على الإرهابيين ياللي خربوا بلدنا"، يلوّن معهم الرسومات، يحمل أحدهم ملاطفاً إياه، لكنه لا يتحدث عن 17 الفًا من الفتيات والأولاد، قضوا بسوريا حتى الآن.

____-2

"يستطيع المناورة.. ذكي.. يكون عقلانيًا تمامًا في بعض اللحظات، وفي لحظات أخرى لا يمكن لأي أحد أن يفهم ما يفعله"، قيل ذلك عن الرئيس السوري على لسان أندرو تابلر، باحث في معهد دراسات الشرق، ضمن ندوة لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي مطلع إبريل الجاري، كان رأي آخرون بنفس الجلسة أن "الأسد" معتدل ويائس، لأن عليه الاعتماد على إيران وروسيا وحزب الله للبقاء في الحكم، وفيما تبدو تلك السياسة واضحة في الخارج، فـ"الأسد" في الداخل له مُعجبون، يسخرون أبواقهم لأجله، ففي مقابل عشرات الشهادات التي أفادت من داخل حلب –التي تسيطر عليها المعارضة- أن القصف قادم من قبل النظام الحكومي، كما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، تقول هيئة العامة للإذاعة والتليفزيون بسوريا إن تنظيم "جبهة النصرة" والمجموعات المسلحة التابعة له هو المتسبب بعشرات القذائف الصاروخية على الأحياء السكنية في مدينة حلب.

5532ed36-ea1c-4fe6-a772-e022066d39a1

على استاد "الصداقة والسلام" فاز المنتخب السوري لكرة القدم على العراقي بهدف نظيف، فاستحق تكريم "الأسد"، كان ذلك في 30 ديسمبر 2012، غير أنه في ذلك الشهر سقط عشرات القتلى في حمص بالبراميل المتفجرة، التي استخدمها النظام السوري في أغسطس من نفس العام، ليكون الرئيس السوري هو الأول عربيًا الذي يلجأ لأسلحة ممنوعة لقصف المدنيين. 

فيديو قد يعجبك: