إعلان

"شيماء".. صماء فلسطينية تتحدى الحصار وتُجسد آلام شعبها في 35 لوحة

10:26 م الأحد 08 مايو 2016

كتب – عبدالله قدري:

يبدو أن الطفلة الفلسطينية شيماء نطط، لن تجد معينًا حقيقيًا يوفر لها المواد التي تحتاجها للرسم، بسبب الحصار الاقتصادي المفروض على قطاع غزة، منذ صعود حركة حماس إلى الحكم عام 2006.

ويزيد من أوجاع شيماء التي تبلغ من العمر 17 عامًا، ظروف والدها العامل البسيط الذي توقف عن العمل؛ بسبب الوضع الاقتصادي، شأنه شأن 272 ألف عاطل عن العمل بالقطاع الذي بيلغ سكانه نحو 1.8 مليون نسمة، وفقًا للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.

درست شيماء في مدرسة للصم بقطاع غزة، لكونها صماء، وبرزت عندها موهبة الرسم منذ 7 سنوات، إلا أن الوضع الاقتصادي حال دون أن تحرز تقدمًا في هذا المجال.

"أصبحت ترسم للتسلية دون أمل". هكذا تقول ابتسام نطط، والدة شيماء في حديثها لـ"مصراوي"، إلا أنه قبل شهور قليلة، أعلنت مؤسسة "تامر" للعلوم المجتمعية بالتعاون مع اليونيسيف، عن مبادرة للتعاون، " فوجدتُ فرصة لن أجدها مرة ثانية، قدمت طلب باسم ابنتي لعمل معرض، واخترنا اسم المعرض (وطني بريشتي)".

لفتت شيماء انتباه القائمين على المعرض، كونها صماء وترسم عن الحرب والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فتصدرت انتفاضة القدس، والاعتداء على الطفل محمد الدرة، وحرق عائلة الدوابشة من قِبل مستوطنين إسرائيلين، لوحات الطفلة الفلسطينة التي تبلغ عامها السابع عشر.

___-_____-________

تقول والدة شيماء -نقلًا عنها- لـ"مصراوي":" تكلل المعرض بالنجاح، رغم الصعوبات التي واجهتها شيماء أثناء رسم اللوحات".

إذ واجهت شيماء بعض المتاعب أثناء المعرض، تمثلت في نقص بعض الاحتياجات الأساسية بسبب إغلاق المعابر وخاصة معبر رفح البري، فضلًا عن انقطاع الكهرباء المتكرر على سكان قطاع غزة، الذي يمتد لأكثر من 16 ساعة يوميًا، وفقًا لإحصائية الخدمات الأساسية للمرصد الأورومتوسطي.

___-_____-________

وجاء في الإحصائية، أن معبر كرم أبو سالم هو الوحيد الذي يعمل حاليًا من أصل خمسة معابر تجارية، من بينهم معبر رفح البري الذي تم فتحه قرابة 24 يومًا فقط في عام 2015 الماضي.

إلا أن عزيمة شيماء وأهلها لم تفتر، إزاء تلك المتاعب التي يواجهها قطاع غزة، فضًلا عن الأعباء الاقتصادية، التي يعاني منها ذويها، ساعدت أسرة شيما، ابنتهم، في تنمية موهبتها، التي تم اكتشافها منذ الصغر.

رسمت شيماء نحو 35 لوحة، حسب ما جرت عليه عادتها أن ترسم لوحاتها على شاطيء بحر غزة. ارتكزت الرسومات في مجملها على اللون الأسود بعيدًا عن الألوان المائية، لنقل الواقع الفلسطيني السودوي على صفحات لوحاتها، وفق ما قالته سعاد عوض، مدرسة التربية الفنية لشيماء في تصريحات تليفزيونية.

عنيت لوحات شيماء، بالطفل الفلسطيني كثيرًا، خاصة التهديدات التي يواجهها من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، كما وجد الرئيس الفسطيني الراحل ياسر عرفات، مكانًا في لوحاتها، وهو يعتلي مسجد قبة الصخرة.

13161573_1561143794180272_2027524267_o

ووجهت شيماء ريشتها المبدعة للأطفال الفلسطينيين، الذين قُتلوا على يد جيش الاحتلال، وصوّرتهم كما الملائكة بلبساهم الأبيض المتوهج، بينما العلم الفلسطيني ينبض في قلب كل لوحة من لوحاتها الفنية.

_______-_________

لا زالت الطفلة شيماء، تتمنى مشاركتها في معارض دولية؛ لنقل صورة الشعب الفلسطيني وما يعانيه من أوجاع ومتاعب، حيث قالت في رسالة مفتوحة، وجهتها للشعب المصري وقياداته، عبر مصراوي، نصها:"كم أتمنى أنا شيماء أن ينتهي الحصار ويفتح المعبر، لأستطيع التنقل بين العالم، وأوصل رسالة وطني، من خلال مشاركتي بالمعارض الدولية، ولكي يستطيع أهلي وشعبي التنقل ورؤية أحبابهم، وإكمال دراستهم، فلي رجاء من حكومتكم الموقرة أن ترأف بحال شعبي وتفك الحصار عنه، فأنتم دومًا كنتم أفضل سند لنا وأعز صديق".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان