لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سلالم "مترو" نظفتها الدموع

04:28 م الخميس 02 يونيو 2016

عامل نظافة بمحطة مترو الشهداء

كتب- محمد زكريا:

أمام محطة مصر بميدان رمسيس، وعلى سلالم منفذ مؤدى لرصيف قطارات محطة الشهداء بمترو الأنفاق، يتكأ "مجدي أحمد" على أحد الجدران، يبكى الرجل الخمسيني، ممسكا مكنسة يدوية "مقشة"، الدموع تسيل من عينه رغم محاولاته المستمرة لإيقافها، يحكى عن معاناة يلقاها في عمله رغم كبر سنه ومرض يصيب عينه.

"أنا تعبت ربنا اللي عالم بالواحد" يقولها عامل النظافة بشركة مترو الأنفاق، الذي يعاني من إسناد أعمال إضافية إليه، لا يقوى عليها نظرًا لسنه الكبير وصحته التي لا تحتمل "كل واحد مسئول عن نظافة خط من الخطوط واحد المرج وواحد حلوان وواحد شبرا، لكن هما بيخلوني اشتغل في أكتر من خط، وأنا كبرت وعنيا بتوجعنى، ومبقتش قادر".

700 جنيه كل ما يتحصل عليه "مجدى" خلال 8 ساعات عمل تبدأ من الـ3 عصرا وتنتهى في الـ11 مساءا، لكنه يتعرض للخصم وقت تغيبه أحيانًا لظروف طارئة "غياب اليوم بخصم 3 أيام، وساعات بقبض نصهم"، لا ينشغل كثيرًا بالأمر لكن ما يؤرقه هو أولاده الثلاثة، يتمنى أن يضمن لهم مستقبل أفضل " ابنى الكبير خريج دبلوم تكييف وتبريد، وشغال ومش متثبت ولا في تأمينات"


أحد مسؤولي النظافة بمحطة الشهداء بمترو الأنفاق، والرئيس المباشر لـ "مجدي" أوضح لـ "مصراوي" أنه طلب من الرجل الخمسيني مزيد من العمل نظرًا لتغيب أحد زملائه "زميله اضطر يستأذن عشان ظرف أسري.. وأنا غصب عني المكان لازم يبقى نضيف".


لم يكن لـ "مجدي" أية علاقة بالعمل في المترو في السنوات الأخيرة، كان يعمل في شركة متخصصة في تصنيع الأخشاب، غير أن الأحوال تبدلت في عام 2001، وتم إحالته للمعاش "خرجت معاش مبكر، بعد ما الشركة اتخصخصت"، ومنذ ذلك الوقت يتنقل بين الشركات المختلفة "كنت بصرف على أبويا قبل ما يموت"، حتى هداه قدره إلى فرصة عمل في مترو الأنفاق منذ 7 أشهر، هي أكثر تجاربه إرهاقًا "هنا الشغل صعب أوي".

أعداد ركاب المترو يتزايد بشكل يومي، الزحام لا يقل للحظة، فيما يستكمل "مجدى" عمله في هدوء، يكفكف دموعه رافضًا عروض المساعدة من الآخرين، يرضى بما قُسم له " الحمد لله، ربنا موجود".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان