تيجان كاراش.. "الحسناء الزرقاء" التي تلت بيان انقلاب تركيا وفشله
كتبت – يسرا سلامة:
في داخل استديو لقناة رسمية تركية، كانت المذيعة الشابة "تيجان كاراش" في انتظار فقرة خبرية جديدة، قبل أن تُفاجأ بمشهد لم تتوقع حدوثه، بدخول مجموعة من المسلحين، مرتدين زيا للجيش التركي، يحكمون سيطرتهم على القناة، ويدفعون لها ببيان إعلان الانقلاب تحت تهديد السلاح، ليُنقل منها إلى كافة وسائل الإعلام ، قبل أن تظهر المذيعة نفسها فيما بعد تعلن فشل الانقلاب على بلادها، في ساعات حاسمة في تاريخ تركيا.
عبر موقع التغريدات القصيرة تويتر، روت تيجان كواليس الاحتجاز، الانقلاب، السلاح الذي رفع في وجهها، وأيضا التحرر، ودعمها لبلادها، ورؤيتها للأوضاع الدامية التي وقعت في الساعات الأخيرة وجذبت كل أنظار العالم، المذيعة التي لقبها عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بـ"الحسناء الزرقاء"، نظرا لتماسكها عند هذا الموقف، وارتدائها الأزرق في كلا الموقفين.
منذ الأمس، تروي المذيعة لحظة بلحظة ما عاشته من لحظات، قالت المذيعة إنها تلت البيان الخاص بالانقلاب بعد اقتحام عناصر الجيش للقناة، وقطعوا بث القناة الرسمية التركية، وأمروها تحت تهديد السلاح أن تذيع بيان الانقلاب، كما ظهرت وسط فرحة معلنة عن فشل الانقلاب أيضا بعدما تحررت القناة من الجنود المؤيدين للانقلاب، وقالت تيجان عقب فشل الانقلاب: "مركز القناة والاستديو عاد للعمل بعد التحرر، وسط تهليل للعاملين في القناة".
شاهد الفيديو الأول لبيان الانقلاب كما تلته المذيعة
وأضافت "أقسم بالله حتى نهاية حياتي لن أنسى هذه الصور، الحمد لله على سلامة شعبنا.. سنقول الحق دائما"، وتابعت المذيعة أن السلام في وطنها هو أهم شيء ببلدها، مضيفة إنها تتمنى أن يبرد الله القلوب المحترقة على ضحايا الساعات الأخيرة، وقالت إن الشعب الذي نزل بالأمس في 15 يوليو هو الحزب الحقيقي الذي يقوم بتنمية البلاد، وإن على القادة السياسيين استخدام هذا الوضع للمستقبل.
شاهد الفيديو الثاني للمذيعة بعد تحرير القناة
ونشرت المذيعة بلغتها التركية أن "نتمنى أن يرحم الله شهداء 15 يوليو، وهو حوالي 161 شخصا من أبناء الوطن، نتمنى الحصول على الحق في وطننا، والسلام لها"، وقالت المذيعة إن الارهابيين ارتدوا ملابس تمويه للتسلل بين جنودنا، متمنية أن يُعاد النظر في عدم تطبيق حكم الإعدام في تركيا؟".
كما نشرت المذيعة صورة لكاريكاتير بها يد تحطم دبابة، ومكتوب عليها "الناس" باللغة التركية، وقالت أن ما تم بالأمس هو محاولة لإعادة ما حدث في 27 مايو وهو أول انقلاب عسكري في تركيا قامت به مجموعة من الضباط ضد الحكومة المنتخبة ديمقراطيا في عام 1960، وأضافت "الأمة الآن أغلقت كل الحسابات المتبقية من الماضي".
كما نشرت المذيعة مقطع فيديو لأحد المحافظين الأتراك أثناء احتجازه عدد من الجنود التي شاركت في محاولة الانقلاب على النظام التركي، مرددة لهم "أنتم لستم جنود أتراك.. كيف أضررتم بالبلاد؟"، كما نشرت المذيعة صورا لعدد من الجنود الأتراك اللذين شاركوا في محاولة الانقلاب، معلقة :"هل حسبتم أن هنا سوريا؟، هل حسبتم أن نترك لكم دماء أجدادنا.. كلاب".
وقالت إن هذا قدر البلاد التي تشهد انقلابات عسكرية أن تعيش ظروفا صعبة، وتنتشر فيها القلاقل، وعقب المحاولة الفاشلة ذكرت المذيعة: "فخورة للانتماء لهذه الأمة.. هذه الأمة لا تُنسى أبدا.. يسقط الانقلاب"، وأوضحت أن أن الابرياء فقط هم من ينهال عليهم الرصاص في تلك المعركة، كما وجهت اللوم للجنود الذين شاركوا في تلك المحاولة "إذا كنت قد أنشأت في هذه الأمة، كيف تدافع عن بلدك؟ من أعطى لك الحماية وتلك البندقية؟".
وتوالت تغريداتها " تلك القلة تحاول الاستيلاء على البلاد من خلال سفك الدماء، خانوا كل الناس، اقتحموا مركز الشرطة إلى البرلمان، هؤلاء تسببوا في اليأس، لكننا سنرى مستقبل أفضل"، وأضافت "هذا ليس انقلابا، والاعتداء الجسيم من شبكة إرهابية تسللت جيشنا رسميا، قصفوا البرلمان، إنهم يطلقون النار على الناس"، كما دعمت المذيعة رئيسها بتغريدة "الرئيس أردوغان : تركيا حاليا يؤيده الملايين من المواطنين في الشوارع في جميع أنحاء البلاد. سنكون واحد وسوف يكون على قيد الحياة".
Sakarya Valisi Hüseyin Avni Coş : Millete nasıl ateş ettiniz? Siz Türk askeri değil misiniz? pic.twitter.com/rNkqgIhNfZ
— Tijen Karaş (@Tijen_karas) July 16, 2016
فيديو قد يعجبك: