"أميرة الثانوية" رغم مؤبد والدها: " كل حاجة مقدور عليها إلا السجن"

كتبت-رنا الجميعي:

فتحت أميرة عراقي، الحاصلة على مركز "أول مكرر" علمي، التليفزيون اليوم دون أن تتوقع مناداة اسمها ضمن الأوائل، ولكن مع وصول وزير التعليم "الهلالي الشربيني"، وقوله لاسمها كاملًا بمجموع 409.5 درجة، حتى أخذت الدهشة محلها بين أفراد الأسرة، التي تنقص فردًا هو الوالد الطبيب "ابراهيم عراقي"، المحكوم عليه بالمؤبد بتهمة الانتماء لجماعة محظورة، وكتقليد مُتبع فإن الوزير يتصل بنفسه لتهنئة أوائل الطلبة، لكنه لم يتصل بأميرة، على حد قولها، "أنا عرفت من التليفزيون".

تُعدد أميرة السجون التي دخلها والدها، من سجن المنصورة ثم جمصة إلى وادي النطرون واستقبال طرة، و بعد عدة سجون أخرى إلى مُلحق وادي النطرون، وبين تلك الأماكن لم تستطع أميرة زيارة أبيها سوى خمس مرات، تقول أميرة في حوارها لمصراوي "رؤيته لوحدها كفاية"، مُحاولة ضغط أوقات الدروس الخصوصية لديها حتى يتسنى لها مقابلة والدها.

ورغم أن والدها هو أستاذ الجراحة الكلي بطب المنصورة، إلا أنه لم يُجبر ابنته على دخول كلية الطب، وإلى الآن لم تُقرر أميرة المجال الذي ترغب فيه، وبجانب دراستها تُحب أميرة القراءة والرسم، لكنها لا تُمارس هواياتها أوقات المذاكرة على الأغلب.

نجاح الفتاة لم يظهر بالعام الثالث فقط، بل كانت ضمن الأوائل أيضًا في السنة الأولى والثانية بالمرحلة الثانوية، واختارت علمي علوم لعدم حبها لمجال الرياضيات، وتقول إن دافعها للمذاكرة هو والدها وكان النجاح "بفضل دعواته"، ورغم أن عائلتها من المتفوقين إلا أنها الأولى بين أفرادها.

سُجن دكتور عراقي مرتين، الأولى كانت في 17 أغسطس 2013، وتم اخلاء سبيله في نوفمبر من نفس العام، مرّ شهران ثُم حُبس مرة أخرى، وحكم عليه بالمؤبد في مايو 2015، وتم التحفظ على أمواله أيضًا، ورغم مشقة المصاعب المالية، إلا أن الأكثر صعوبة هو السجن نفسه، فتقول أميرة "أي حاجة مقدور عليها إلا السجن"، كذلك فإن حكم المؤبد لا يؤثر على والدها وحده ولا عليها فقط "حكم المؤبد دا على عيلة كاملة"، وتصف أميرة والدها بالمتفوق دراسيًا، وهو ما دفعها للمذاكرة بجِدية "كان دايمًا بيشجعني"، كذلك يُساعدها إذا طلبت عونه.

كانت أميرة طالبة بمدرسة النور والهدى الخاصة، ورغم أنه قد تم التحفظ على المدرسة منذ عامين، لأها تتبع جماعة الإخوان، إلا أنه بكل الأحوال فتلاميذ الثانوية العامة لا يترددون على مدارسهم "كدا كدا احنا مكناش بنروح"، كما أن الامتحانات تُقام بلجان حكومية لا تتبع القطاع الخاص، على حد قولها.