كيف غطت المواقع الموريتانية محاولة اغتيال السيسي وقمة "نواكشوط"؟

كتبت-دعاء الفولي:

عُقدت صباح اليوم، القمة العربية لبحث القضية الفلسطينية ومحاربة الإرهاب، في العاصمة الموريتانية نواكشوط للمرة الأولى، وقد تغيب عنها العديد من رؤساء العرب، فيما أوفد بعضهم ممثلين، فأرسل الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الوزراء شريف إسماعيل، بينما حضر وزير الخارجية بديلا عن ملك السعودية.. وفيما وُجهت انتقادات للقمة باعتبار ها خالية من العديد من قادة العرب، منهم الرئيس الفلسطيني نفسه، يرصد مصراوي بعض ما كُتب عن القمة في المواقع الإخبارية الموريتانية.

تنوعت تغطية المواقع الإخبارية بموريتانيا للحدث، حيث رصد موقع "الأخبار" التفاصيل الاعتيادية، بداية من كلمات ألقاها ضيوف المؤتمر، ومرورا بتسلم موريتانيا الرئاسة الدورية للجامعة العربية من مصر، واستهلال القمة بكلمة رئيس الوزراء المصري. ورصد نفس الموقع غضب بعض المراسلين الصحفيين، بسبب منعهم من حضور القمة، كصحفي قناة "فرانس 24"، أو صحفي قناة "الميادين" الموريتانية أبي زيدان، والذي روى إنه لم يستطع الدخول وشاهد القمة على شاشة "تصل صورتها أولا بدون صوت وبعد مدة تنقطع الصورة والصوت" حسب تعبيره، ما اعتبره الصحفي صورة سيئة تنقلها دولته عن اهتمامها بالإعلام، وتحدث "الأخبار" أيضا عن الدول الغائبة والحاضرة للقمة.

ولم يتجاهل نفس الموقع الذي كُتب على صدر صفحته الأولى "أول وكالة موريتانية مستقلة"، ما قيل في الصحافة المصرية عن أن محاولة اغتيال للرئيس السيسي، تقف وراء عدم حضوره للقمة. وأضاف الموقع أن الصحف المصرية "نقلت أن إلغاء السفر تم بعد التأكد من هذه المعلومات، مشيرة إلى أنها ليست المحاولة الأولى التي يتم اكتشافها لاغتيال السيسي"، كما سرد أسماء الصحف التي نقلت الخبر في البداية وهي اليوم السابع والأهرام وبوابة القاهرة، مضيفا أنها "مواقع مقربة من دوائر صنع القرار في النظام المصري الحاكم".

وبنفس الموقع نشر أحد الكُتاب الموريتانيين، ويُدعى "أوفى ولد عبد الله"، مقالا بعنوان "ما هكذا تؤكل الكتف يا قادة العرب"، ويرى الكاتب أن استضافة موريتانيا للقمة عقب اعتذار المغرب، قد أغضب بعض القادة العرب لأنها "دولة فقيرة"، ما جعلهم يُرسلون ممثليهم بدلا منهم ويعتذر آخرون، وقال صاحب المقال أيضا: "كان الأولى بكم أن تدعموا أختكم الصغرى التي نأت بها الديار وتقطعت بها السبل بين ثلاثي العجم والمحيط والصحراء، أن تدعموها ماديا حتى وإن فضلت أن تظهر لكم غناها وتحجب عنكم فاقتها".

وكالة "نواكشوط" للأنباء، كان لموقعها نصيب من التغطية كذلك، لكنها نشرت رسالة توجهت بها حركة "إيرا" الموريتانية-أشهر حركة حقوقية في البلاد- لقادة العرب المتواجدين بالقمة. حيث أهابت بكل الدول العربية أن تضغط على النظام الموريتاني كي يُطبق قوانين صارمة لمحاربة الاسترقاق الذي لازال ساريا في موريتانيا إلى الآن بشكل خفي-حسبما تقول الحركة- وجاء في الرسالة أن النظام الموريتاني احتجز بعض أعضاء الحركة لدفاعهم عن مبادئها، منتظرة من النظام الموريتاني إطلاق سراح سجناء الرأي.

وبالموقع نفسه تم نشر مقال رأي بقلم "عبد الفتاح ولد اعبيدن"، يقول فيه إن القمة العربية في بلاده قد لا تترك أي تحسن في الأوضاع.. مضيفا أن موريتانيا استعدت لذلك الحدث لمدة شهرين، وتساءل إذا كانت تلك القمة مجرد "فرصة لبعض الزعماء العرب للسياحة في حيز جغرافي وزمني ضيق، ليتسنى لهم مستقبلا القول أنهم زاروا عاصمة الجمهورية الإسلامية الموريتانية نواكشوط".

غياب السيسي عن القمة كان حاضرا في موقع إخباري آخر يُسمى "أنباء"، وهو موقع يهتم بأخبار موريتانيا بالأساس ثم الوطن العربي، حسبما عرف القائمون عليه أنفسهم. نقل "أنباء" أمس عن جريدة "صوت الأمة" المصرية تحليل السياسيين لأسباب عدم حضور لرئيس، فقال بعضهم إن ذلك يُعتبر "تكتيك" أمني، أو لوجود أزمات بين البلدين، أو لأن المؤتمر فقط لا يُحقق المرجو منه، وقال الموقع-نقلا عن الصحيفة- أن عدم خروج بيان رسمي يوضح أسباب عدم سفر "السيسي" يفتح الباب أمام احتمالات متعددة.

موقع "أطلس إنفو" الموريتاني عرض البث المباشر للقمة العربية، كما لم يخلُ من مقالات تحليلية للقمة، كما رصد أمس ردود أفعال الصحف العربية على القمة، مضيفا أن تلك الصحف أبرزت وجهات نظر غير متفائلة كثيرا بنتائج ذلك الاجتماع لأنه يأتي في ظروف أمنية عربية سيئة، كما فعلت جريدة الأهرام.

ويهتم "أطلس إنفو" عموما بالأخبار المصرية.. وبالبحث فيه تبين أنه يتابع أحوال الجنيه المصري والدولار بشكل مستمر، كما تحدث من قبل عن الزيارة المصرية لإسرائيل.