لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالفيديو: "الاسبتالية".. قناة "إيمان" للتوعية الطبية

03:19 م الأحد 31 يوليه 2016

إيمان الإمام

كتبت-إشراق أحمد:
كونها طبيبة بشرية، زادها قوة لاتخاذ قرار عدم الاكتفاء بدور علاج المرضى، بل محاولة تصحيح ما تراه "كارثة"، ويضيق منه صدرها، من جهل المريض بحالته، وتداول معلومات خاطئة، فضلا عن ثقافة "بكره اروح للدكتور"، ومن ثم اللجوء للوصفات الشعبية و"فتاوى" مَن لا علم له. وفي "الاسبتالية" وجدت إيمان الإمام السبيل؛ بالوقوف أمام الكاميرا، لتقديم معلومة صحيحة عن الأمراض، هدفها "توعية المجتمع مش المريض بس اللي المفروض الدكتور بيعمل كده معاه".

صورة1

قبل عامين، التفتت "إيمان" إلى افتقاد الإعلام المصري والعربي، لما يقدم المحتوي الطبي بشكل مُرضي، بعيدا عن استضافة الأطباء بغرض "الإعلانات" كما تقول أو تقديم وصفات مفوهة، مقابل المنشورات والقنوات الأجنبية خاصة الأمريكية والأوربية منها، العاكفة على تقديم التوعية للأشخاص بشكل عام وليس فقط ذوي الأمراض، في حين يزداد رؤيتها لمرضى يجهلون بما يعانون "حد عنده ضغط وسكر ومش عارف وواحدة عندها سرطان ونزيف ممكن لسنوات وماشية كده".

حالة عدم الاهتمام، دفع لاختمار الفكرة لدى طبيبة الامتياز، بوجود قناة تصل للناس بطريقتهم، تعمل على تقديم التوعية المفقودة. وكان "الاسبتالية" الاسم المستقر عليه، لما يحمله من وقع شعبي قديم يعبر عن أماكن الشفاء. انكبت الطبية الخريجة قبل نحو أربعة أشهر، خلال فترة الدراسة، على متابعة البرامج الأجنبية الطبية الشبيهة بما تريد تقديمه، حتى 13 يوليو الجاري، إذ ظهرت أولى حلقات "الاسبتالية"، متحدثة بها عن "المتلازمة المجهولة"، ما يطلق على مرض توقف النمو عند عمر معين، شارحة "نظرية تلف الحمض النووي".

داخل غرفتها بمدينة المنصورة، تلتمس "إيمان" الوقت المناسب للتصوير، تبعا لإضاءة الشمس، فذلك المكان الذي اتخذته عوضا عن الاستوديو لتنفيذ حلقات الفكرة، التي باتت متفرغة لها منذ تخرجها "بقى بالنسبة لي مشروع حياتي اللي واخد كل وقتي وبوفق بينه وبين الشغل بأقصى طاقتي".

بمعاونة المحيطين بها، وبأقل الامكانيات، بدأت وتواصل الطبيبة تنفيذ الفكرة، فشقيقتها الصغيرة "إسراء تتولى التصوير، فيما تعكف لنحو ثلاثة أسابيع على إعداد محتوى الحلقة، والحديث بطريقة بسيطة، لا تخلو من الفكاهة "الناس مش ناقصة كأبة والكلام على الأمراض نفسه تقيل"، ثم يتولى أحمد عثمان ومحمد مجدي مسائل المونتاج وإخراج الحلقة، وتنتهي الحلقة غير المتجاوزة تسع دقائق عند صديقتها "سارة"، لتنشرها على اليوتيوب والصفحة الخاصة على فيسبوك.

"ليه إحنا بنكبر وعمرو دياب لأ، حق المريض في الموت، الأمراض النفسية "الحلقة الملبوسة"، البوكيمون يدمر الصحة ويسبب الوفاة، "الطب مش للبنات".. 5 حلقات أخرجتها "إيمان" حتى الآن بمعاونة فريقها الصغير. لكل منها دافع استثارها لتناوله "لما ألاقي مفهوم غلط الناس بتداوله بدور على أصله وساعات بيتصحح لي أنا نفسي حاجات" تقول طبيبة الامتياز، مشيرة إلى حلقة "البوكيمون"، التي قامت بها بسبب ما نشره الإعلام عما تسببه اللعبة من السرطان والوفاة، وهو ما بحثت عن صحته طبيا، مفسرة أسباب ترويج مثل هذه الروايات على عواهنها.

وأحيانا ما يكون دافع محتوى الحلقة تجربة ذاتية، حال الحلقة الأخيرة عن التحاق الفتيات بكلية الطب، المتزامنة مع تنسيق الثانوية العامة "أنا مريت بأن اللي حواليا يقولي لي بلاش طب عشان أنت بنت"، إذ استعرضت "إيمان" تاريخ دخول النساء مجال الطب، وما تعرضن له من انتقادات وتثبيط بمختلف الأوقات لا يخرج فحواه عن أن الطب ليس للمرأة.

لم يكن الأمر يسير كما يبدو، بظهور فتاة تتحدث بسلاسة عن تاريخ مرض، وتستعرض مفاهيم خاطئة، تؤصل لها، دون أن يخلو الحديث من ذكر المصطلحات الطبية وشرحها، فقد واجهت طبيبة الامتياز منغصات؛ بدأت بمعاناة البحث عن فريق عمل "الموضوع مالوش مكسب مادي فاتصدمت بالمبالغ اللي الناس عايزها وأنا مقدرش ادفعها"، لذا كان الاستعانة بالمقربين للتطوع حلا لإخراج "الاسبتالية"، وإن كان لم ينجُ من المشاكل، بإعادة التصوير أكثر من مرة لضبط الإضاءة، غير أن المشقة الأكبر كانت نفسيا "هي الناس هتتفرج على حاجة زي دي أصلا؟" ذلك السؤال الذي ظل يراود "إيمان" حتى ظهور أول حلقة.

مشاهدات يبلغ بعضها نحو 8 آلاف، يخبرها البعض أنها جيدة كبداية، ولتناول مجال بعيد عن "السخرية أو السياسة"، وتعليقات كثيرة كما تصف الطبيبة الشابة. تسعد "إيمان" بالإيجابي منها حال مَن نشر حلقة "الطب مش للبنات" معبرا عن تغيير وجهة نظره، من الرفض إلى قبول فكرة التحاق النساء بالطب بعد مشاهدته الحلقة، فيما تعمل على إصلاح ما يوجه لها من انتقادات، ارتكزت على طريقة تقديمها، ثم إخراج المحتوى، غير أن أصعبه وقعا ما يسيء إليها "البعض بينتقد بأنه يشتم لكن للأسف مش هقدر أمنع حد أنه يتكلم".

ترى "إيمان" أن "الاسبتالية" لازالت في مهدها، وأن خوفها مستمر من فقدان قبول الناس للفكرة، لكن أملها لا ينقطع عن مواصلة المحاولة والعمل، لبلوغ هدفها بالوصول لأكبر عدد من الناس "والمعلومة توصل لكل بيت".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان