لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"العجلة".. حلم الحرية في أجواء مشحونة

02:11 م الأربعاء 24 أغسطس 2016

كارولين كامل - تصوير- روجيه انيس

كتبت- ندى الخولي:
"ذكرى جميلة بحس فيها نسيم الهواء بيطير شعري وإني بطير بجسمي وروحي.. ذكرى 3D"، ضحكت كثيرا نسمة محمد، وهي تتحدث عن ذكريات حلم يراودها وتخشى تحقيقه. وهو شراء "عجلة".

نسمة، فتاة عشرينية، طالبة بجامعة عين شمس، تحلم باليوم الذي تتمكن فيه من شراء دراجة، والذهاب بها إلى الجامعة، واستخدامها في التنقل كلما شاءت.
لكنها ترى هذا الحلم بعيد المنال في ظل مجتمع تقضي فيه نظرات الامتعاض والاستهجان والتحقير، ببساطة، على كل ما هو بسيط وعفوي، على حد تعبيرها.

تتساءل "إيه المشكلة في ركوب بنت العجلة؟ إيه الفرق بين الولد والبنت؟ إيه الضرر لو كل واحد انشغل بحاله؟ هو إيه العيب أصلا في ركوب العجل".

لا تقف الأسئلة عند هذا الحد، فتمتد لـ"لماذا أضطر لسماع كلمات وألفاظ نابية وتحرش لفظي إذا ما ركبت عجلة؟ متى تتغير نظرة المجتمع؟ ومتى يعي المجتمع أن العجلة ليست فقط حلا للأزمة المرورية، بل هي أيضا صديقة للبيئة وأكثر أمانا وبساطة وتحضرا".

لا تتوقف أسئلة نسمة، حول حلمها البسيط في ركوب دراجة والتنقل بها؛ إلا في أيام الجمع التي تتمكن فيها من مشاركة عشرات غيرها يراودهم نفس الحلم، حينما ينطلقون جميعا في رحلة بالدراجات في الصباح الباكر في شوارع القاهرة أو الجيزة.

في الآونة الأخيرة، ظهرت مبادرات شبابية اتخذت من مواقع التواصل الاجتماعي منبرا لها، تدعوا لركوب "العجل" والتنزه بها صباح كل جمعة، فيما يكون الناس نيام، والشوارع خالية من حركة السير، والجو معتدل بنسمات الصباح الحانية، وأشعة الشمس التي ترسم بضوئها ملامح الحلم الذي يتحقق بركوب الدراجات فعليا.

"إيجي سايكل، وبسكلتة، وكايرو رانرز"، وغيرها من المبادرات التي بدأت تتجاوز نظرة المجتمع لركوب "العجل"، بتنظيم سباقات لركوب الدراجات صباح كل جمعة، من خلال تحديد موعد ومكان للانطلاق عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وفيما لا تزال نسمة تحلم بـ"العجلة"، تتجول كارولين كامل، حاليا بكل حرية، في شوارع القاهرة بـ"عجلتها" التي اشتراها لها خطبيها في عيد ميلادها.
تقول كارولين "أول مرة أركب عجل كان في 2014، نزلت مع مجموعة لقيتهم على فيسبوك"، تعبت كثيرا هذا اليوم، على الرغم من اتقانها ركوب "العجل"، لأنها لم تركب دراجة منذ حوالي 10 سنوات.

ومنذ أن أصبح لديها "عجلتها" الخاصة، تتجول كارولين في كل الأوقات والأماكن بحرية تامة رغم ما تعانيه من تحرش جنسي ولفظي "التحرش مش كلام بس.. في النظرات، ومحاولات قطع الطريق".

تتجنب كارولين فقط السير في الطرق السريعة وصعود الكباري، وأحيانا تجد حاجزا نفسيا في ركوب "العجلة" في بعض الأحياء السكنية. تقول "بحب أمشي بيها في وسط البلد والمنيل وجاردن سيتي.. ورغم إني ساكنة في مدينة نصر دلوقتي، بس ما حبتش أنزل بعجلتي في الشوارع".

تستطيع كارولين أن ترى نفس الحلم في عيون الأخريات، خلال سيرها بدراجتها في الشوارع، فتقول "بشوف بنات كتير نفسهم يركبوا عجلة.. ومرة واحدة منقبة عملتلي علامة النصر وقالتلي بأعلى صوتها: يابختك.. جدعة"، مع ذلك فهنالك أخريات "شتموني.. ومرة واحدة تعمدت تخبطني بعربيتها".

تحافظ كارولين على حقها في التنقل الآمن والمريح لها، وتجاهد في صد النظرات السلبية من حولها، وتقي نفسها سماع ألفاظ المتحرشين، بوضع سماعات في أذنيها ورفع الصوت لأعلى درجة، رغم خطورة ذلك على تركيزها مع تنبيهات السيارات.

في محاولة للإجابة على سؤال ماذا يعوق ازدهار ثقافة الدراجات في مصر؟، كتبت مدونة "نادي محبي ركوب الدراجات في القاهرة"، أنه "عل الرغم من الزيادة -النسبية- في نشاط المجموعات الداعمة لقيادة الدراجات في مصر، إلا أنه تظهر بعض العوامل التي تحول دون تغيير مفهوم قيادة الدراجات المترسخ في العقلية المصرية، ومنها حماسية الجهود ولكن عدم استقرارها، وعدم وجود موردين أو بائعين لمعدات الدراجات، ونظرة المجتمع السلبية".

وتطرقت المدونة لغياب الاعتراف الرسمي والقانوني بالدراجات؛ "فقانون المرور الجديد في مصر لا يتضمن أي أحكام تتعلق بقائدي الدراجات. وقانون النقل الحالي رقم 4 لعام 1994 والخاص بحماية البيئة لا يشير إلي أي توظيف للدراجات باعتبارها وسيلة للنقل سواء في التخطيط الحضري أو في جدول الأعمال البيئية. وبالتالي فعملية الترويج للدراجات كوسيلة انتقال صحية وغير ملوثة للبيئة تعد في مراحلها المبكرة جدا في مصر ما لم تكن غير موجودة أصلا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان