دينا الزهيري صاحبة لقب "وجه مصر للعلوم": التحدي الأكبر لي "دماغ المصريين" (حوار)
حوار – يسرا سلامة:
لم تتم "دينا أيمن الزهيري" عامها الثاني والعشرين بعد، حصلت على لقب "وجه مصر للعلوم" من وزارة التعليم العالي في أبريل الماضي، بعدما فازت الطالبة في المسابقة النهائية "مختبر الشهرة" أو FameLab، التي تتم في المجلس الثقافي البريطاني، المسابقة جذبت قُرابة 1200 متقدم مصري، وصلت "دينا" إلى المركز الأول، وعقبها وصلت أيضا للتصفيات النهائية في لندن، وبين 27 مرشحا من كل دولة استطاعت أن تصل الفتاة للقائمة القصيرة "أفضل عشرة" لمسابقة مختبر الشهرة، وتأتي أهمية المسابقة لاكتشاف شباب شغوف بالعلوم، وذلك للاستفادة من قدرتهم على تبسيط وتوصيل العلوم لجميع فئات المجتمع.
حول تلك الرحلة، وغيرها من حبها للاختراعات والعلم، وعن أحلامها للمستقبل، تتحدث "دينا" لـ"مصراوي"، وإلى نص الحوار:
بداية.. دينا عرفينا بنفسك؟
اسمي دينا الزهيري، و طالبة بالسنة الرابعة بالتكنولوجيا الحيوية بجامعة القاهرة، وأحب العلم منذ الرابعة من عمري كنت انجذب لها، بالإضافة إلى تشجيع والدي –توفاه الله- لي من الصغر.
كيف التحقتِ بمسابقة "مختبر الشهرة" الدولية؟
المسابقة تتم على عدة مراحل، أولا التصفية على مستوى المحافظة، وتقدمت على تصفيات محافظة القاهرة التي تمت مرتين نتيجة للعدد الكبير، كما تقدمت في المسابقة على مستوى الجمهورية، وكنت وشخص آخر "محمود نصر 26 سنه وهو باحث في مجال التكنولوجيا الحيوية بمدينة زويل" مرشحان للسفر إلى إنجلترا من أجل المشاركة في التصفيات النهائية، ومنها وصلت للقائمة النهائية Top 10، وكنت في المسابقة الدولة أصغر الأعضاء سنا وسط وجود ما هم فوق الأربعين عاما.
كيف بدأت علاقتك بالبايو تكنولوجي؟
مجال التكنولوجيا الحيوية جذاب لي منذ دراستي، كنت أريد بعد دراستي للثانوية العامة أن أدخل كلية محببة لي، أُثبت من خلالها أن كليات القمة ليست في "الطب والهندسة" فحسب، ويمكن أن تلحق بكلية علوم وتحصل على مكانة مرموقة تقدم من خلالها خدمة لمجتمعك، وانجذابي لكلية العلوم جاء لشغفي لها وكنت أيضا أتمنى الالتحاق بكلية زويل لكنها لم تكن قد افتُتحت بعد.
وما طبيعة مسابقة "مختبر الشهرة"؟
المسابقة تهدف محبي العلم ودارسيه أن يقدموا أحد الاختراعات – الموجودة بالفعل في حياتنا- بشكل مبسط للجمهور، وأن يكون هذا التقديم بلا حشو أو عقد، هدف المسابقة هو أن يحب الناس العلم، وأن يعلموا أنه لخدمتهم بالأساس، المسابقة متاحة لسن 18 إلى 40 عاما، وأن يصاغ العرض في 3 دقائق فقط، بشكل واضح ومبتكر.
وما هو مشروعك الذي عرضتيه بالنهائيات؟
في النهائيات على مستوى الجمهورية كان المشروع عن جهاز "البيونكس" وهو ربط بين البايولوجي والالكترونيات، وهو عبارة عن مجموعة أسلاك توضع على الأطراف تُسهل لذوي الاحتياجات الخاصة الحركة، وأن يتحكموا في تلك الحركة، الفكرة تهدف لدمج الحركة الصناعية بالطبيعية، والتوافق فيما بينهما، وأن يساعد الجهاز للتواصل بين إشارات المخ وتلك الإشارات الصناعية.
ومن أين جاءت لك فكرة المشروع؟
من أحد فيديوهات Tedx والتي تهتم بنقل أحاديث الملهمين حول العالم، ففي أحد الفيديوهات تحدث أحد الأشخاص عن حبه لتسلق الجبال، وكان فاقدا لقدمه، جذبني حديثه، وتمنيت أن أقدم له الحل، كان هذا الفيديو قبل قُرابة 4 أشهر من تقديمي للعرض في المسابقة.
ولماذا تحديدا "البيونكس" كمشروع لـ"مختبر الشهرة"؟
لأني اهتم بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وأيضا أؤمن تماما أن بعض الناس ترى في التكنولوجيا وسيلة للرفاه، لكنها تجعل حياة الناس أسهل وممكنة، ويمكن أن تمحو قليلا من تأثير العجز.
وكم من الوقت اتخذتيه للعرض في "مختبر الشهرة"؟
حوالي 4 أسابيع لكتابة الاسكريبت، ثم انتقلنا للتصفيات إلى 40 شخصا على مستوى المحافظة حتى وصلنا إلى 13 شخصا.
لجنة تحكيم المسابقة ضمت أيضا عناصر غير علمية مثل الكاتبة أهداف سويف.. لماذا؟
لانها لا تحكم فقط على المحتوى العلمي، بل أيضا على نجاحنا في إمكانية إيصال تلك المعلومات بشكل مبسط، لجنة التحكيم التي تشكلت من: ياسر الشايب أستاذ مساعد بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وعضو المكتب الفني لمدير مكتبة الإسكندرية ومستشار وزير التعليم العالي ، وحنان غزلان، أستاذة الميكروبولوجي بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية ومنسق برنامج ايماك "الميكروبولوجيا الصناعية والكيمياء التطبيقية"، و إيهاب عبد الرحمن، نائب الرئيس الاكاديمي للجامعة الأمريكية بالقاهرة والكاتبة والناقدة أهداف سويف.
وما هي قواعد لجنة التحكيم في "مختبر الشهرة"؟
خضعنا للقاعدة الذهبية للتحكيم أو قاعدة C3 والتي تستند الى ثلاث ركائز هي المحتوى: المحتوى، والوضوح والكاريزما.
وهل اختلف العرض الذي قدمتيه في تصفيه المحافظات عن الجمهورية؟
نعم، في تصفية المحافظات تقدم بتبسيط لمشروع آخر، وهو "بايو كانسر ثري دي"، وهى طابعة تطبع أعضاء بشرية تستخدم في عمليات الزراعة، بنفس أسلوب الطابعة بدلا من الحبر يوضع خلايا، فمثلا إذا انقطع إصبع من أصابع الإنسان يتم ادخال الشكل ثم الأنسجة ليخرج الجزء المُراد من الأصبع.
وما أول عرض قمت به لمشروع علمي؟
كان عن فكرة تحويل الألغام من نشطة إلى خاملة، وكان خارج إطار famelab وذلك دون تعرض حياة أي بشر للخطر من خلال استخدام أنواع من البكتيريا، وكذلك والنباتات وإفساد اللغم، ونلت عنه المركز الأول.
حدثينا عن تجربة المسابقة في لندن؟
قبل السفر، خضع عدد من التصفيات النهائية على مستوى مصر لتدريب من عدد من خبراء بريطانيين، وبعدها توجهت في الرابع من يونيو الماضي إلى لندن قضيت ستة أيام لأجد أن الشعب هناك ليس لديه تعصب ضد المسلمين، بالإضافة إلى التعامل مع جنسيات مختلفة وأعمار متباينة جمعها حب العلم وتفسيره بشكل مبسط، وأيضا في وظائف مختلفة من الطبيب للمهندس للعالم، يهدفون جميعا إلى "science communication" أو تواصل أفضل بين العلوم والجمهور.
هل واجهتي تحديات قبل سفرك إلى لندن؟
موقف طريف لم اتوقعه، فقبل سفري بالجهاز "البيونكس" نصحني عدد من الأصدقاء أنه من المستحيل أن أسافر بالجهاز، نظرا لاعتباره "قنبلة بدائية"، وهو بالطبع عبارة عن أسلاك، لذا فكان التحدي الأول أن أخرج بالجهاز الذي أوصلني للمركز الأول للمسابقة، خاصة أن وقتها كانت مصر تمر بظروف أمنية صعبة عقب سقوط طائرة واختطاف أخرى، سفري كاد أن يتعطل لاشتباه أمن المطار بأنه قنبلة.
وماذا فعلتِ لتخرجي من هذا الموقف؟
"تضحك"، كنت أحمل بداخلي "الخطة ب"، وهى إمكانية أن اشتري نفس الخامات من الخارج لإعادة وجوده وبالتالي سهولة تنفيذ العرض.
هل واجهتك تحديات أخرى في حياتك؟
كان أول تحدي هو وفاة والدي قبل امتحانات الثانوية العامة بأسبوعين، كان داعما لي في الدراسة والعلم، وكان يأتي بمدرس فيزياء على سبيل المثال لا ليعلمني المنهج فحسب، لكن يطلب منه أن يشرح لي الجانب التطبيقي للعلوم، يقول له إن المنهج النظري سينتهي مع الامتحان من المهم أن تتعلم العلم لباقي الحياة، بجانب تحدي أن أجعل الناس على اتصال بالعلم وتبسيطه لهم.
وماذا عن نظرة الناس للعلم في مصر؟
الناس تعتقد أن خريجة العلوم تعمل في معمل أو بالتدريس فقط، وهذا كان التحدي الأكبر بالنسبة لي، اليوم أنا لم أدرس الطب لكني عرفت من خلال دراستي والتدريبات كيف يتم بالتفصيل الحقن المجهري وأطفال الأنابيب، تعلمت من خلال هذا الطريق إيجاد وسيلة لحل أزمة تساقط الشعر لدى مرضى السرطان، قدمنا مع زملاء إضافة على العلاج الكيميائي لكي لا يستهدف الخلايا القابلة للانقسام، والمسؤولة عن نمو الشعر.
هل سفرك للندن كان الأول للمشاركة في منتديات علمية؟
لا.. شاركت في منتدى لـ youthink green وهى مؤسسة تهدف إلى إبراز الناجحين من الشباب في مجالات عدة، وكنت الوحيدة في مجال الكيمياء الحيوية وسط غالبية من كلية الهندسة، ورغم حصولي على تقدير أقل درجتان من التقدير المؤهل للسفر، إلا أن قلة الأعداد دفعت بي للسفر، وهناك بألمانيا أعدت الاختبار مرة أخرى وحصلت على تقدير الامتياز، ومعهد جوتة وقتها عدل في قانون القبول بسبب اختلاف درجات.
ماذا عن المشروع الذي قمتِ بعرضه بألمانيا؟
كان عن اختراع "جراب" للموبايل يمكنه شحن البطارية بعيداعن الكهرباء يسمى solar mobile cover، كجزء من مجال العمل بالطاقة الصحية، وحصل أيضا على المركز الأول، واسعى إلى تسجيل براءة اختراع له.
هل فكرتِ في الدراسة والعمل خارج مصر؟
نعم.. تقدمت لستة جامعات بالخارج، لكني احتاج فقط إلى الانتهاء من امتحان أخير لي بالكلية أجلته لظروف المسابقة.
فيديو قد يعجبك: