إعلان

في انتظار خروج "بحر".. مصراوي يعايش ساعات البرد والغضب مع الأولتراس

06:05 م الخميس 12 يناير 2017

الأولتراس

كتب- محمد زكريا:

ساعات انتظار طويلة، أجسام تقاوم برودة تتزايد، أكواب من الشاي يتداولها الواقفون للتغلب على ثقل دقائقها. لحظات تمني، غضب، بكاء، فرح؛ كان هو حال أسرة وأصدقاء أحمد جمال بحر، أمام قسم شرطة العجوزة، بالأمس الأربعاء، طيلة 5 ساعات، في انتظار خروج العضو برابطة مشجعي نادي الزمالك، بعد أسبوعين من إخلاء سبيله في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"تنظيم الوايت نايتس".

صورة 1 

صباح أمس، علم والد "بحر" بقرب إنهاء الإجراءات الشرطية التي استمرت مدة أسبوعين، رغم إخلاء سبيله في الـ28 من ديسمبر الفائت. اتصلت الأم بمحامي الابن المُخلى سبيله، وأتفق الجميع على التوجه إلى قسم شرطة العجوزة، في الواحدة ظهرًا، لاستقبال الابن المحبوس.

في الموعد المحدد توجه محمد فتحي، المحامي بالمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وأحد أعضاء هيئة الدفاع في قضية "تنظيم الوايت نايتس"، إلى مسؤولي القسم لإنهاء إجراءات خروج الشاب العشريني، طُلب من المحامي المعاودة في المساء لاستكمال الإجراءات. بينما يسود الألم قلب الأم الموجوع على ولدها الوحيد.

صورة 2

في السابعة مساءً، توجهت أسرة بحر بالكامل إلى قسم العجوزة، الأمل في لقائه يحلق أمام الجميع، تحكي الأم للأصدقاء عن ذكريات طفلها البالغ، تشد ابنتها الوحيدة من آزرها، يحاول أصدقاء بحر بـ"الوايت نايتس" التخفيف عن آلامها التي تُضاعف مرور الساعات من توهجها، فيما تزيد برودة الجو من ثقل ساعات الانتظار.

انخفاض درجة الحرارة مع حلول ساعات الليل، لم تُفرق بين شاب ومسن. بعدها تم إقناع والدة "بحر" بالجلوس داخل مقهى صغير في مقابل بوابة القسم، بينما حاول جمع من أصدقاء "بحر" طمأنة قلبها الخائف "معلش يا ماما، هانت خلاص، كلنا عارفين أنه برئ معملش حاجة" يقولها أحد أعضاء رابطة "وايت نايتس"، تتفاعل الأم مع كلمات الشاب العشريني "ربك على كل ظالم يا ابني"، بينما يلتقط الأب أطراف الحديث في تحدي "عمري ما شوفت بلد فيها ظلم زي ما شوفت عندنا".

صورة 3

مع تأخر ساعات الليل، ووسط الشارع الهادئ، يخترق المشهد رجل بملابس أنيقة، يطالب شباب "الأولتراس" بالابتعاد عن محيط القسم لتسهيل مهمة خروج "بحر"، يبتعد الشباب لفترة من الوقت، قبل أن يعودوا مع تأخر إطلاق سراحه. وفي وقت لاحق طلب أحد الضباط من الشباب الانتظار في هدوء استعدادًا لخروجه الوشيك.


بين الحين والآخر، يتساءل الجميع عن موعد إطلاق سراح الشاب الزملكاوي. بينما يُرجع المحامي بالمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الأمر إلى "تأخر الحرس المُكلف من قبل قسم العجوزة، في الحصول على صحة الإفراج، في قضية اقتحام نادي الزمالك". غير أن خروجه النهائي يتوقف على تسلم قسم العجوزة تأشيرة الإفراج عنه من قطاع الأمن الوطني، حسبما يقول المحامي.

صورة 4


في عام 2013، كان بحر أحد المتهمين في قضية "اقتحام نادي الزمالك"، إذ قضى على إثرها حوالي 5 أشهر رهن الحبس الاحتياطي. في الوقت الذي تنفي والدته أي علاقة له بالقضية "يومها رجع من الشغل الساعة 8 الصبح تعبان، ووقت الاقتحام الساعة 4 العصر كان نايم في البيت" حسب رواية الأم.

وفي مايو من العام 2015، تم استدعاؤه من جديد للحبس الاحتياطي في قضية "تنظيم الوايت نايتس"، تخللها قضائه مدة الحكم بعام في "اقتحام نادي الزمالك"، قبل أن يحصُل على إخلاء سبيل في قضية "حرق قاعة المؤتمرات".

صورة 5

في حوالي الحادية عشر والنصف مساء أمس، وصلت الأم مكالمة من ابنها المحتجز بداخل القسم، طمأنها على أحواله فيما أخبرها بقرب موعد لقائهم، بينما طالبته الأم بارتداء الملابس التي أرسلتها له، قبل أن تخبره بترتيب الأسرة للاحتفال بخروجه بعيدًا عن البيت؛ مبررة ذلك له: "عشان ستك في العناية المركزة". وبعد أن أغلقت هاتفها تفوهت أمام الجميع في أسى "ميعرفش أن جدته ماتت من جلطة وهي بتنده على اسمه، خايفة عليه لما يعرف".

قبل دقائق قليلة من انتهاء يوم الأربعاء، وصلت الأم مكالمة أخرى من داخل القسم تُخبرها أن "بحر بيتخانق مع المباحث" ترددها الأم لمرات، تنادي على زوجها في فزع، تُسرع من خطاها المتخبطة تجاه بوابة القسم رغم آلامها، يتحول بكائها إلى صراخ شديد "حرام، مبقتش قادرة أستحمل حرام"، فيما يحاول الجميع تهدئتها "بلاش عشان بحر ميتعبش" يقولها أحد أصدقاء الشاب الزملكاوي.

صورة 6


بعد دقائق من صراخ الأم، أخبر أحد ضباط القسم الجمع الواقف بقرب موعد خروج الابن المحتجز، قائلًا: "عشان خاطر أمه بس"، بينما تقول الأم "إحنا في بلد الصوت العالي"، في الوقت الذي يُبلغ فيه محامي الشاب الجميع بوصول إشارة الإفراج عنه من قطاع الأمن الوطني. وبعد دقائق قليلة من بدء ساعات اليوم الخميس، كان بحر على سلالم قسم شرطة العجوزة، بينما يهم الجميع لاحتضانه.

بعد أن وطأت قدم "بحر" أرض الشارع المحتضن لقسم العجوزة، فرحة هيسترية غمرت أصدقاء المدرج، حاول الجميع احتضانه في الوقت ذاته، هم بحر تجاه والدته لاحتضانها، أسرع الأب المُسن لملامسة جسد الابن الغائب عن بيته منذ أكثر من عام ونصف. بعدها بلحظات ردد الابن هتاف المُدرج في ثقة، حاولت الأم منعه "كفاية بقى أنا خايفة عليك"، قبل أن تُطالب أصدقائه إثنائه عن ذلك، فيما سيطر البكاء على وجه الأخت المشتاقة لرؤيته.

صورة 7


في دقائق قليلة همّ الجميع بمغادرة محيط القسم، استقل الشباب سياراتهم، توجهوا إلى منطقة ميت عقبة، في شوارعها رفع الشباب بحر على الأكتاف، هتف الجميع بسلامة خروجه من محبسه، زاد الهتاف من حماسهم، أشعل أحدهم "شمروخ" للاحتفال، هتف الجميع بالحرية للزملاء المحبوسين، قبل أن ينهوا تجمعهم بتكرار هتافهم الشهير "الحرية للجمهور".

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان