سعود عمر.. المدافع عن حقوق العمال حتى النفس الأخير (بروفايل)
كتبت - نورا ممدوح:
صدمة في الأوساط العمالية بعد خبر وفاة، النقابي سعود عمر، أحد أبرز القياديين العماليين بالسويس، عن عمر يناهز الـ56 عام، مساء أمس الجمعة، إثر حادث سير أثناء عودته من القاهرة لحضور مؤتمر الحملة الشعبية ضد سياسات الفقر والتهميش "عاوزين نعيش".
"الحياة بنت المقاومة".. كانت مقولة سعود المفضلة التي اتخذها أسلوباً لحياته، فعلى مدار سنوات عمره لم يتوان في الدفاع عن حقوق العمال. وكان يرى أن العمال هم الطرف الأضعف في أي تفاوض؛ ما جعله أول المتواجدين في أي إضراب أو اعتصام عمالي متصدراً للمشهد.
عمل سعود بهيئة قناة السويس، وحصل على ليسانس حقوق من جامعة القاهرة، و أصبح عضواً بحزب التجمع منذ 1979 ، تدرج بالعضوية من عضو قاعدي إلى عضو لجنة قسم فعضو لجنة محافظة، ثم أميناً للتنظيم للحزب بالسويس، وعضواً لأمانة التنظيم المركزية، وعضواً بمكتب العمال المركزي وعضواً باللجنة المركزية للحزب، ثم قرر ترك الحزب عام 2005 لعدم التوافق مع التوجهات والممارسات السياسية الحزبية علي المستويين المركزي بالقاهرة والمحلي بالسويس.
أسس القيادي العمالي، مع عدد كبير من الناشطين السياسيين من أبناء السويس "المنتدى المدني الديمقراطي بالسويس" في ديسمبر 2005، و من ثم أصبح منسق للمنتدى، وكان للمنتدى نشاطات عديدة بينها تنظيم الدورات واللقاءات حول التنظيم النقابي وحقوق واجبات العمال .
التحم المنتدى وساند بكل السبل القانونية والعملية احتجاجات أبناء السويس العاملين بمنطقة شمال غرب خليج السويس عام 2012، والذين كانوا يعانون تمييزاً ضدهم وعلاقات عمل "مجُحفة" في أغلب الأحوال، في عديد من مواقع العمل مثل " راست النسيجية، السويس للأسمدة، إفكوا للصناعات الغذائية، الزيوت المتكاملة، السويس للصلب، مصر إيران، ميناء العين السخنة، سيراميكا كليوبترا، السكر المصرية، وسوميد".
لم يكن اهتمام "سعود" مرتكز على العمال فقط، ولكن كان يتضامن مع فئات أخرى في الحصول على حقوقها، حيث دعم مطالب بائعي الأسماك بسوق المثلث النموذجي أثناء احتجاجاتهم، وحركة الإداريين بالتربية والتعليم ومساندتهم في مطالبهم بالحصول على الكادر وحافز الإثابة، ودعم النقابة المستقلة للعاملين بالضرائب العقارية بالسويس، وأصحاب الورش بالمنطقة الصناعية الجديدة بالسويس، واتحاد أصحاب المعاشات بالسويس، والباعة الجائلين في السويس ومساندتهم في سعيهم لتنظيم أنفسهم حول مطالبهم.
كرمته لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، لدوره في تدعيم الحقوق والمطالب العمالية والدفاع عن" المهمشين في الأرض" في احتفالات عيد العمال مايو 2009، كما كرمته "اللجنة التنسيقية للدفاع عن الحقوق والحريات النقابية والعمالية عام 2002 لدوره المتميز نقابياً وعمالياً.
لم يكن سعود مدافعاً عن العمال وحسب، بل كانوا يلجأون له لتلقي الاستشارات حول قضيتهم حتى ينتصروا على أصحاب الأعمال وينتزعوا حقوقهم منهم، فضلاً عن أنه كان يسهم في نشر قضيتهم وخلق صدى واسع لها لتحريك وتضامن الوسط العمالي بأكمله معهم.
ومن بين أرائه المتداولة، أن النقابة أداة تنظيم العمال وتثقيفهم ورفع وعيهم، وتعمل بطبيعة الحال على الدفاع عن مصالحهم، لأنها ليست صاحبة سلطة تنازع سلطة صاحب العمل فى تقرير شكل علاقات العمل بل هي تضغط لتحقق للعمال مطالبهم.
فيديو قد يعجبك: