على طريقة أحمد زكي في البيضة والحجر.. مصريون يُحاربون الغلاء بـ"الاستغناء"
كتبت-رنا الجميعي:
مع ارتفاع الأسعار بدأ المصريون الاستغناء عمّا لا يُعيقهم عن سير حياتهم الأساسي، أبدلوا السلع غير الأساسية بأخرى أقل سعرًا، أو اضطروا إلى تقليل حجم السلع التي تدخل للبيت.
نفس المصروف الشهري الذي تأخذه سهام حسن من زوجها، لم يعد يُجدي نفعًا هذه الأيام، "أكتر حد حاسس بزيادة الأسعار هي الأم، لأنها اللي بتجيب كل كبيرة وصغيرة"، لا تستطيع سهام الاستغناء تمامًا عن السلع الكمالية مثل المنظفات والمنتجات الورقية "ممكن أجيب نص الكمية اللي كنت بشتريها قبل كدا".
تُحاول سهام كل شهر الاكتفاء بالكميات التي تشتريها، كما أن ترف طهي وجبتان في اليوم لبناتها لم يعد متاحًا "قبل كدا كنت بعمل أكلة تانية جمب السمك عشان مش بيحبوه"، حتى أنها لاحظت أن لهجة التمرد في حديث الفتيات قلّت عن ذي قبل "خلاص بقوا عارفين اللي بيبقى موجود بياكله منه".
لم تعد سهام تأخذ مصروف البيت من زوجها كما اعتادت قبلًا "كنت باخد كل ما أحتاج فلوس، دلوقت بقى فيه مصروف ثابت"، تُحاول السيدة الأربعينية بشتى الطرق تقليل النفقات رغم أنها أصبحت الضعف. تعوّدت سهام أن تُخزن كميات كبيرة من الزبدة سنويًا، كذلك شراء أنواع مختلفة من الفاكهة لكن الوضع تغير "كنت ممكن أجيب تفاح، دلوقت الفاكهة الأساسية بس البرتقان واليوسفي والموز".
كذلك استغنت سهام عن الأكل خارج المنزل، كان من الطبيعي بالنسبة لها الاحتفال بنجاح إحدى بناتها في أحد المطاعم "دلوقت عملت لبنتي تورتة في البيت".
تعتقد سهام أن حالها أفضل من كثيرين، ترى بنفسها خلال تسوقها أوجه المستهلكين "دلوقت الناس بقت تسأل على السعر وتمشي، واللي ياخد كيلو وخلاص".
رغم أن محمد كمال (24 سنة) لا يتحمّل مسئولية أسرة، إلا أن الغلاء يؤثر عليه أيضًا، فالشاب خريج التجارة، لا يجد عملًا الآن، على الرغم من تمكنه منذ المرحلة الثانوية أن يعمل وينفق على نفسه، لكنه يعرف تمامًا أن المرتب الذي كان يكفيه سابقًا، لا يمكن بأي حال أن يجدي اليوم "كنت شايل نفسي من مصاريف جامعتي وهدومي، دلوقت لما بنزل أشتري كوتشي بلاقي عليه تواريخ ميلاد مش أسعار".
حاول كمال اقتناء معطف يقيه البرد، لكن الأسعار التي رآها فاجئته "لقيت الجاكت ب700 جنيه"، مما اضطر الشاب العشريني إلى العدول عن شرائه "هستنى آخر الشتا عشان أقدر اشتريه".
الأمر الآخر الذي يُعاني منه كمال، هو السجائر، تعوّد الشاب على شراء نوع بعينه كان سعره 14 جنيه، إلا أن قيمته زادت عشرة جنيهات كاملة، لذا أصبح كمال يشتري السجائر "فرط"، بدلًا من العلبة التي كان يُنهيها سابقًا يوميًا، "وبقيت كمان أشارك صحابي في السجارة".
يُعاني كمال أيضًا من أسعار المواصلات، التي تضطره أحيانًا إلى قطع المسافات على قدميه "لما بتكون مشاوير قصيرة"، أما مرات الفُسح التي تعوّد على الإنفاق فيها برفقة أصدقائها فقد قلل عددها .
مع غلاء أسعار مطاعم الأكل السريع، لجأت سميرة حمزة إلى طعام المنزل، تقول ساخرة "بما إني خلاص مبقتش قادرة أجيب الأكل من برة، بعمل سندوتشات في البيت وأقول علشان آكل أكل صحي"، قررت سميرة اصطحاب سندوتشات معها من المنزل إلى عملها "فلوس الفطار مثلا ممكن توصل لـ16 جنيه في اليوم، دلوقت أكل البيت مبيكلفنيش غير 2 جنيه تمن الفينو، والباقي موجود مش بدفع حقه".
النظام الصحي هو الأمر الذي بررته لنفسها سميرة لتستمر على الوضع الحالي، كذلك على المنبهات التي ارتفع ثمنها مثل النسكافيه الذي وصل سعر الحجم الصغير فيه إلى 23 جنيه بعدما كان 8 جنيه، "قللت عدد مرات شرب النسكافيه، واصلًا بدل منه بقيت أشرب ساعات قهوة وهي أرخص وأضمن".
فيديو قد يعجبك: