إعلان

تكية "هاشم" تُحاصر الجوع في قطاع غزة

07:42 م السبت 21 يناير 2017

تكية هاشم

كتبت-دعاء الفولي:

أتى عام 2007 على قطاع غزة الفلسطيني، ومعه حصار فرضته قوّات الاحتلال الإسرائيلي؛ ضاقت الأرض على أكثر من مليون ونصف مواطن فلسطيني، مُنعت عنهم الكثير من السلع، صار الدخول والخروج شبه مستحيل، والعمل رغبة صعبة المنال، وفيما تتقدم السنوات، يزداد الحصار ضيقًا-خاصة مع بقاء معبر رفح مُغلقًا- ويرتفع عدد المحتاجين بالقطاع، ولأنه "ما حك جلدك مثل ظفرك"، بدأ مجموعة شباب من غزة مشروع "تكيّة" لإطعام من لم تسمح لهم ظروف العيش بكفالة أنفسهم، تحت إشراف حملة "نافذة الخير لإغاثة غزة".

"بتنا نشاهد أمهات يطبخن أمعاء الدجاج لأولادهن أو يعبثن بصناديق القمامة"، تلك المشاهد أصبحت يومية بالقطاع المُحاصر، كما يحكي بسام البطة، مؤسس تكية "غزة هاشم"، التي تم افتتاحها منذ حوالي شهرين، بإمكانيات بسيطة لتقليل عدد المحتاجين أو على الأقل "نحاول تبرئة ذمتنا أمام الله من كل شخص ينام جائعًا".

1

ترجع نشأة التكايا إلى العصر العثماني، لم تُخصص للمحتاجين فقط، بل لعابري السبيل كذلك. في مدينة غزة تبرع بعض السكان بمساحة خالية أسفل منزله، لتكون مكانًا تُطبخ فيه أصناف الطعام يوميّ الاثنين والجمعة من كل أسبوع، بُناء على جدول مُحدد مُسبقًا ومتنوع "لضمان حصول الأهالي الكرام على جميع الأصناف"، من أهل فلسطين في الخارج والداخل تأتي التبرعات، ورغم أن المكان بدأ بالقليل، لكنه كان كافيًا.

1000 أسرة تقوم تكية "غزة هاشم" على توفير الطعام لها "بواقع حوالي 8000 فرد أسبوعياً"، الأولوية للأسر التي فقدت العائل، سواء المُطلقات أو الأرامل أو اللاتي سُجن أزواجهن، ثم يأتي الآخرون ممن لا يقدرون على العمل، بالإضافة للأسر التي تحتاج للطعام بشكل غير دائم، إذ يتم توفير الوجبات لهم في يوميّ عمل التكية.

2

يبدأ عمل التكية مع الفجر، ويستمر الطبخ حتى الحادية عشر صباحًا، ثم يحل ميعاد توزيع الوجبات، بانتظام شديد وبسرعة يتم الأمر، فلا يستغرق أكثر من عشر دقائق، حسبما يحكي "البطة"، حفظ كرامة الأهالي أهم ما يرجوه القائمون على التكية، غير أن الحزن لا يفارق المشهد "أسوأ ما يمكن رؤيته هو طوابير المنتظرين للطعام من شباب ونساء وأطفال" يقول مؤسس التكية.

أصعب ما يواجه المشروع الواعد هو التمويل، يتكلف الإطعام أسبوعيًا حوالي 6 آلاف دولار، ولكي تستطيع التكية الامتداد لأسر أكثر، يجب أن يتضاعف التمويل، خاصة وأن أسعار السلع مرتفعة جدًا في القطاع.

ثلاثون من الشباب المتطوعين يعملون بالتكية في أدوار مختلفة، إلا أن الطبّاخين الأربعة القائمين بالعمل يتلقون أجورًا "لأنهم محترفون". يسعى أصحاب الفكرة للتوسع في خدمة آل غزة "أنشأنا منذ أيام فرعًا آخر بمدينة رفح"، قال "البطة"، مضيفًا أنه يخدم حوالي 500 أسرة، فاتحًا أبوابه يوم الجمعة من كل أسبوع.

3

بين حزن على حصار القطاع "واللي جزء منه بيد مصر الحبيبة للأسف"، وجهد غير منقطع لنشر الفكرة والحصول على تمويل، تعتري "البطة" رغبة أساسية في أن تُغلق التكية تمامًا "أن يأتي النهار وليس ثمة مواطن جائع في القطاع.. حينها نكون حققنا هدفنا فعلًا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان