بالصور.."الفن في الشارع".. فرشة وألوان لأطفال الأقصر
كتبت - يسرا سلامة:
في عام 2009، نشأت فكرة مؤسسة "الفن من الناس للناس" في ذهن إياد عرابي، ليدشن بعدها مع خمسة فنانين تشكيليين المؤسسة التي تهتم بإيصال فنون الفن المرئي المعاصر للأطفال، تحديدا في قرى جنوب مصر، وتبدأ المؤسسة في محافظة الأقصر، المدينة التي تحوي ثلث آثار العالم "الآثار بالنسبة لنا فنون وده كان سبب اختيارنا للأقصر".
منذ أربعة أيام اجتمع فنانون بالمؤسسة في ملتقاهم الثاني "الفن في الشارع"، وذلك من أجل تقديم ورش الأطفال، المؤسسة تبادر بطرح المبادرة سنويا، اختارت هذا العام أربعة قرى وهم بترتيب الزيارات "الكوم- الطود- نقادة- القباحي الشرقي"، وفي العام الماضي قدمت الملتقى الأول في جزيرة البعيرات بالأقصر.
يحلم إياد أن تصل فكرتهم إلى كل طفل في جنوب مصر، وليس فقط في الأقصر، مضيفا أن الأطفال في حاجة إلى لمسات الفن في الصعيد، وسط الفقر وعدم الإلتفات لمهاراتهم، ليجدوا في تلك الورش فرصة من أجل التعبير عن مواهبهم الفنية. يستقبل الملتقى قرابة 30 طفلا في اليوم الواحد للملتقى.
وتسرد إسراء النجار، أحد الفنانين المشاركين من الإسكندرية في الملتقى أن الإعداد للملتقى يبدأ قبل الورش بحوالي إسبوع، إذ يأتي الفنانون من خارج المحافظة مع المؤسسين من أجل التحضيرات. ثم ينطلقون في الرسم والاستعداد، حتى موعد الورش. ويبدأ عملهم الصباحي خلال الأريعة أيام برسم جداريات من آثار الأقصر، وذلك في النصف الأول من اليوم.
في النصف الثاني منه، يستقبل الفنانون الأطفال "كلهم براءة ومنهم حتى مش بيلون إلا لما بيرسم الأول"، تذكرها إسراء، فيما يردف مؤسس المشروع أن الفنانين الشباب هم من يتعلمون من الأطفال، وليس العكس، مضيفا "فيه مقولة لفنان شهير أن الرسام المحترف هو اللي بيرجع يرسم زي الأطفال.. وإحنا بنتعلم من برائتهم".
يضيف مؤسس المشروع الثلاثيني أن الأعمال الخارجة من أيدي الفنانين، أو نتاج العمل مع الأطفال، يتم تجميعها في معرض في نهاية الورشة، والتي تعلمهم أيضا على فنون الطباعة، بجانب الرسم.
وتتعاون مؤسسة "الفن من الناس للناس" مع عدد من الجهات الفنية مثل معهد جوتة الألماني، وكذلك الإدارة الثقافية بمؤسسة روبرت بوش، وتهدف كذلك إلى نشر الفنون المتجولة كثقافة جماهيرية بين الناس.
ويؤكد مؤسس المشروع أن المؤسسة لا تعتمد على تمويل بعينه من تلك الجهات، لكن التعاون متبادل، وكذلك تتعاون المؤسسة مع جهات ثقافية مثل "بيت الشعر" بالأقصر، وذلك لتوفير الدعم اللوجستي. ويقول إياد إن المشروع لا يحصل على أي دعم من الحكومة المصرية أو وزارة الثقافة.
"نحاول أن ننقل النشهد المحلي، سواء الهندسة المعمارية أو الآثار، وبالطبع السكان".. يضيف إياد عن هدف الملتقى، كما تذكر إسراء أن تفاعل المشاركين من الاطفال للمساحات الثقافية كان أشبه بالثورة "أول ما العربية نزل بأدوات الرسم.. كأننا جايين من كوكب تاني بالألوان".
وتهدي المؤسسة ملتقاها هذا العام للفنان العالمي "بول كلي"، والذي زار مصر من قبل وكان يقيم ورشه على النيل وإقامة اللوحات والجداريات، وباعتباره أحد أهم المجددين في الحداثة الغربية.
فيديو قد يعجبك: