إعلان

صلاح عبد الصبور.. "فارس الشعر الحر" - (بروفايل)

06:11 م الأحد 22 يناير 2017

صلاح عبد الصبور

كتبت - نسمة فرج:

في نهاية أربعينيات القرن الماضي، جلس الشاب نحيف الجسد صلاح عبد الصبور، على مقهى "عبد الله" في الجيزة، ينشد شعرًا وسط رفاقه، يحاول اكتشاف القاهرة بعد رحيله عن بلدته الزقايق مأسورا بحلم تحقيق هوايته الأدبية.. ولم تمر سنوات على الشاب النحيف يومها، إلا وتحقق حلمه ليصبح أحد رواد الشعر العربي الحر، وشاعر الأسئلة المدهشة الأول.

انجازات صاحب "مأساة الحلاج" الشعرية والمسرحية، دفعت الهيئة العامة للكتاب لاختياره شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 48، تقديرا لإسهاماته في تطوير الشعر والثقافة العربية.

"عبد الصبور" المولود في 3 مايو 1931"، أصدر بعد أعوام قليلة من وصوله القاهرة، وبالتحديد في 1957 أول مجموعة شعرية له تحت عنوان "الناس في بلادي"، وكان أول ديوان للشعر الحديث أو الشعر الحر أو شعر التفعيلة،‏ يهزّ الحياة الأدبية المصرية في ذلك الوقت، كما أصدر على امتداد حياته عدة دواوين، من أهمها: ‏‏"أقول لكم" في عام 1961 ـ "أحلام الفارس القديم" في عام 1964 ـ "تأملات في زمن جريح" في ‏عام 1970 ـ "شجر الليل" في عام 1973 ـ "الإبحار في الذاكرة" في عام 1977.‏

تنوعت المصادر التي تأثر بها إبداع "عبد الصبور" من شعر الصعاليك إلى شعر الحكمة العربي، مرورًا ببعض أعلام الصوفيين العرب مثل الحلاج، وبشر الحافي، واستفاد الشاعر من منجزات الشعر الرمزي الفرنسي والألماني عند "بودلير وريلكه" والشعر الفلسفي الإنجليزي عند "جون دون" و"ييتس وكيتس".

وكان لإبداعه الأدبي دورًا في تقليده عددا من المناصب الهامة؛ فعمل صحفيًا بمؤسسة روزاليوسف، والأهرام، ثم انتقل إلى وزارة الثقافة فعمل بإدارة التأليف والترجمة والنشر، حتى أصبح رئيسًا لتحرير مجلة السينما والمسرح، ونائبًا لرئيس تحرير مجلة الكاتب، ثم عمل مستشارًا ثقافيًا بسفارة مصر في الهند، وتولى رئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب، ولكنه تعرض للعديد من الانتقادرات لأنه لم يتخذ موقفًا ضد مشاركة إسرائيل في معرض الكتاب في العام ذاته، وعندما نظم عدد من الشباب مظاهرة أمام مكتبه اعتراضًا على هذه المشاركة، قام الأمن بضربهم بوحشية أمام مكتبه، ليقدم استقالته من منصبه بعدها.

وحصل فارس الشعر الحر، على العديد من الجوائز الهامة مثل جائزة الدولة التشجيعية عن المسرحية الشعرية "مأساة الحلاج"، والدكتوراه الفخرية في الآداب بجامعة المنيا، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1982.

وفي عام 1981 رحل الشاعر صلاح عبد الصبور، إثر تعرضه إلى نوبة قلبية حادة أودت بحياته، تاركًا خلفه أعمالًا شعرية أثرت في أجيال متعددة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان