لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قصة أسرتين مع بطاقة التموين.. التخبط سيد الموقف

07:49 م الإثنين 09 يناير 2017

سلع تموينية

كتب - محمد زكريا:

قبل أيام، ذهبت "خديجة مصطفى" إلى بيت جارتها "نعمت طه"، تخبرها بعزمها صرف سلعة الشهر التموينية. اصطحبت نعمت بطاقتها ورافقتها على الفور. واتجهت السيدتان صوب مقر البدال التمويني المُعتاد بأحد أحياء القاهرة الشعبية. فيما تنتظرهما مفاجأة.

قبل أقل من 5 أشهر، أعلنت وزارة التموين تمام الإتفاق بين وزارات التموين والتخطيط والإنتاج الحربي، على إنتقال مسؤولية منظومة بطاقات التموين الذكية وبطاقات الخبز من وزارة التخطيط إلى وزارة الإنتاج الحربى، بهدف تجويد العمل بالمنظومة ورفع كفاءتها.

بعدما وصلت السيدتان إلى قمة الطابور المصطف أمام البدال التمويني، قدمت خديجة بطاقتها للبائع "لقيتوا بصلي بصة غريبة.. قالي إنتي هتصرفي فردين بس مش أربعة".. تقولها خديجة بأسى، وقبل أن تجيبه صاحبة الـ44 عامًا "مش هاخد تموين.. مش هضيع حقي"، كانت جارتها نعمت تتسلم حصة تموينية مقررة لـ3 أفراد رغم استحقاقها لنصيب فردين فقط. وقتها ملئت الدهشة وجه السيدتان.

منذ 6 سنوات، اعتادت خديجة صرف حصة تموينية لـ4 أفراد شهريًا، هو نصيب زوجها وأولادها الثلاث من الدعم الحكومي، في الوقت الذي تتحصل فيه على نصيبها من الدعم ضمن بطاقة والدتها.

بعد امتناع خديجة عن صرف حصة أسرتها التموينية، توجهت إلى منزلها، أخبرت زوجها "عادل محمود" بالخبر الصعب، قرر الرجل الخمسيني التوجه إلى مكتب التموين التابع له، تسائل عن الحل في لهفة، جاءه رد الموظف الحكومي غير مبالِ"أملى الاستمارة وحطها عند بتاع التموين"، بعدها توجه عادل إلى البدال التمويني لإتمام الإجراء اللازم.

منذ سنوات طويلة، يعمل عادل موظفًا بإحدى شركات القطاع الخاص، يتقاضى راتب يبلغ جملته مبلغ 1550 جنيهًا، في الوقت التي تضغط الظروف المعيشية الصعبة على حياة أسرته "ده العدس بتاع الفقير سعره عدى الـ30 جنيه، حتى الهياكل بقيت عايزة 30 أو 40 جنيه".. يقولها عادل في غضب. لذلك لا تجد الأسرة البسيطة بديلًا عن الدعم التمويني رغم عدم كفايته "زمان كنت تدفع 40 جنيه تاخد 6 زيت و8 سكر و8 رز، لكن دلوقتي كل فرد 21 جنيه يعملوا أيه في الغلا ده" يضيف عادل.

الأمر تشابه تمامًا مع نعمت التي تتقاضى معاشًا 1500 جنيهًا شهريًا، في الوقت الذي تعتمد فيه على "التموين" منذ 30 عامًا هو موعد وفاة زوجها، إذ تتحصل صاحبة الـ62 عامًا على ثلاثة حصص تموينية لها ولولديها البالغان، قبل أن ينفصل الابن الأكبر بحصوله على بطاقة عائلية تخصه بعد إتمام زواجه مع بداية العام الماضي.

الدهشة التي أصابت نعمت، أمام المتجر التمويني، تعود إلى ديسمبر الفائت، حسبما تحكي لمصراوي. وقتها توجهت- مصطحبة خديجة- إلى مكتب التموين التابع لها، قدمت إلى موظفيه الورق المطلوب، جددت طلبها "شيلوا ابني الكبير، عشان بقى ياخد تموين ببطاقة لوحده"، فجائها رد الموظف قاطعًا "خلاص يا حجة، ابنك أتشال وهتصرفي نفرين بس". لذلك لم تتوقع صاحبة الـ62 عامًا أن يستمر التخبط في "السيستم التمويني" حتى اللحظة، خاصة أنها أقدمت على تلك الخطوة، من قبل، بعد أن أتم ابنها انفصاله عن بطاقتها.

التخبط في منظومة كروت التموين الذكية لم يقتصر على خديجة ونعمت فقط. إذ يقول "أ.ع"، بدال تمويني، أن ما يزيد عن 100 شخص قدموا له شكواهم بشأن تعرض بطاقتهم التموينية إلى تخفيض في أعداد المستحقين للدعم مع بداية الشهر الجاري.

ويقول إبراهيم عامر، المتحدث باسم وزارة التموين والتجارة الداخلية، أن هناك حوالي 21 مليون بطاقة تموين تخدم أكثر من 72 مليون مواطن، مُسجلة على البطاقات الذكية، لذلك لا يمكن استبعاد وقوع بعض الأخطاء غير المقصودة.

ويضيف عامر لمصراوي، أن وزارة التموين تداركت تلك الأخطاء، وطالبت وزارتي التخطيط والإنتاج الحربي بالتواصل مع الثلاثة شركات الخاصة المسؤولة عن مشروع البطاقات الذكية، لإصلاح الخلل الناتج عن الضغط في عمليات الصرف، خلال الأيام القليلة المقبلة.

رغم فشل محاولات نعمت المستمرة لإصلاح الخلل، ترفض الأم لولدين الحصول على حق لا تملكه "مستحرمة، إحنا صحيح محتاجين بس عارفين ربنا". في الوقت الذي يرى فيه "أ.ع" ضَعف احتمالات إصلاح المنظومة التموينية، في القريب العاجل. بينما يمتنع عادل حتى اللحظة عن صرف حصته الشهرية، دون أن تحصل أسرته على حقها بالكامل، فيما تقول زوجته نعمت: "ضربوا الأعور على عينه".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان