لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"حمى الضنك" في سفاجا قبل القصير.. روايات من قلب العدوى

06:54 م الجمعة 13 أكتوبر 2017

كتبت - فايزة أحمد:
صباح الخامس عشر من شهر أغسطس الماضي، شعرت الطالبة مريم عمار التي تسكن بمنطقة "سفاجا البلد" التابعة لمحافظة البحر الأحمر، بحالة إعياء شديدة وارتفاع كبير في درجات حرارة جسدها، الأمر الذي دفع بعائلتها لنقلها إلى المستشفى القابعة بالمنطقة ذاتها، حيث قام أحد الأطباء بفحصها ليشخص حالتها على أنها دور حمّى عادي ولكن شديد نوعًا ما.

"بعد يومين حالة أختي ما تحسنتش برغم أنها أخدت كل الأدوية اللي الدكتور كتبها".. وهو ما جعل إبراهيم عمار شقيق مريم الأكبر أن يقوم باصطحابها مرة أخرى إلى أحد الأطباء من خارج المستشفى "الدكتور الخصوصي قالي دا تلوث مياه"، لكنه لم يكتف بهذا التشخيص وحسب بل "ساعتها قالي إنه متشكك يكون عندها حمى الضنك"، فيما كان ذلك المصطلح الجديد الذي وقع على آذان عمار "مرض جديد لانج"_بحسب وصفه لـ"مصراوي".

عاد عمار أدراجه إلى مستشفى سفاجا ليسأل الأطباء عن ذلك المرض، لكن " دكاترة المستشفى اتريقوا عليا وقالولي استحالة المرض دا يدخل مصر"، وهو ما أصابه بحالة من التخبط الشديد خفف من وطأتها أن "علاج الدكتور الخصوصي جاب نتيجة ومريم بدأت تتحسن".

بالتزامن مع امتثال مريم للشفاء، بدأت تتردد على المستشفى حالات عدة بأعراض المرض نفسه، لكن الأطباء الموجودون بها ظلوا مصرين-حتى وقت قريب-على أن "حمى الضنك" ليست متفشية في بلدهم، إلاّ أن الصفحة الرسمية لسفاجا عبر "فيس بوك"، أعلنت عن إصابات عدة بالأعراض نفسها " كلامنا قوبل بهجوم كبير.. ناس قالت إحنا ضد مصلحة البلد" بحسب أدمن الصفحة الذي رفض الإفصاح عن اسمه.

أخذت الصفحة في تحذير جميع متابعيها من المرض وأعراضه قبل ظهوره في "القصير"، الأمر الذي استجاب له بعض شباب سفاجا؛ فاتخذوا على عاتقهم مهمة توعية الناس بكيفية التعامل مع الأزمة، وكان في طليعة هؤلاء الشباب مصطفى السبا الذي قُبض عليه مطلع شهر سبتمبر الماضي "الأمن قبض عليه بتهمة نشر السخط العام على الأجهزة التنفيذية بالبحر الأحمر لمجرد أنه كان بيوعي الناس" بحسب الأدمن.

رغم تفشي نفس الأعراض في سفاجا وتوافد المرضى على المستشفى، غير أن أطبائها لم يفصحوا لمرضاهم أنهم مصابون بحمى الضنك، حسب ممدوح حمزة أحد عمال المستشفى "بيدخل للمستشفى فوق الخمسين حالة مصابين بالحمى دي.. فيه ناس بتاخد علاج وتخرج في نفس اليوم وفي ناس بتتحجز".

كان حمزة شاهدًا على تردد الحالات نفسها على مستشفى سفاجا قبل ظهور المرض في القصير "كنت بساعد ناس في الدخول والخروج، والأعراض هي هي"، لم يكن يعلم الرجل الأربعيني ماهية هذا المرض، لكنه على يقين واحد "الأطباء مقصروش مع أي مريض من ناحية الفحص أو العلاج"، بحسب حديثه لـ"مصراوي".

شيئًا فشيئًا تطورت نصائح الأطباء لأهالي سفاجا، رغم عدم إفصاحهم عن اسم المرض؛ حيث طلبوا قبل أسبوعين من حسن مخاطر أن ينفصل عن أهل بيته عقب إصابته بالأعراض ذاتها، لكن قلبه لم يطمئن فـ"روحت لدكتور جنبينا خاص قالي عندك حمى الضنك وكتبلي علاج"، استمر في تناوله على مدار أسبوع كامل شعر خلاله بتحسن بعض الشيء.

بوصول الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، إلى محافظة البحر الأحمر، لزيارة القصير وتفقد أحوال أهلها، بالإضافة إلى زيارة مستشفيات المحافظة، أقر بوجود مصابين بحمى الضنك داخل مستشفى سفاجا، حيث قال نور الإيمان محمد أحد أطباء المستشفى لـ" مصراوي"، إنهم مازالوا يستقبلون أعداد كبيرة من المصابين حتى الآن "الأعراض واحدة.. وكمان الأدوية اللي بياخدوها واحدة".

على عكس الجميع لم يبد محمد أي قلق حيال تزايد أعداد المصابين بالحمى "الأعراض بتتعالج سريعًا بحقن المضادات الحيوية وبتخرج في نفس اليوم"، إلاّ أن هذا لم يمنع احتجاز بعض المرضى لاستكمال علاجهم بالمستشفى "دول بتكون درجة حرارة ما بتنزلش.. لكنهم مش كتير ويوم أو اتنين وبيخرجوا".

كغيره من أهالي سفاجا ليس لدى مخاطر أي فكرة عن كيفية انتقال المرض إليه حتى الآن "ناس تقول حشرة جاية من السودان، وناس تقول تلوث مياه محدش عارف السبب إيه ولا حتى المسئولين"، لكن هؤلاء المسئولون لم يحركوا ساكنًا حيال هذا الأمر في المنطقة سوى أنهم "كل شوية يرشوا مبيدات في الشوارع وخلاص" حسب تعبير مخاطر.

بالرغم من أن تحسن الحالة الصحية للرجل الخمسيني، إلاّ أنه لازال يعاني "دماغي دايمًا تقيلة وعضمي كله حاسس أنه مكسر"، الأمر الذي منعه من الذهاب إلى مطعمه كعادته، لكن الطبيب نور الإيمان محمد اعتبر ذلك بمثابة "أعراض جانبية للحمي ستزول عقب أيام قليلة من الشفاء".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان