"سنطير إلى البيت".. أردنية تكتب قصة عن ابنتها المصابة بشلل دماغي
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت-شروق غنيم:
مساء كل ليلة تختار لينا أبو سمحة "حدوتة" من كتب الأطفال لابنتها ميريانا، وتشرع في قراءتها، وقعت الصغيرة ذات الأربعة أعوام في حب القراءة، أسرتها معرفة حكايات جديدة عن الأميرات وعالمهم السحري، لكن الأم لاحظت أن كل هذه القصص لا تُمثل ابنتها المصابة بشلل دماغي، فاتخذت قرارًا للفت نظر كُتّاب الأطفال عن ذاك الأمر.
لم تمر لينا بتجربة الكتابة من قبل، لكن من أجل ابنتها قررت تأليف قصة، أرادت الأم الثلاثينية أن تمنحها روح أطفالها الثلاثة فجعلتهم الأبطال بشخصياتهم الحقيقية واسمائهم "كان بدي أعمل شئ يشبه ميريانا، شئ يعبر عنها، وكان بدي ياها هي اللي تكون بالقصة"، وداخل منزل الأسرة بمدينة إربيد في الأردن، تدور الأحداث.
صفات ومواقف ابناء لينا كانوا الإلهام الحقيقي لتكوين شخصيات قصتها، رادوتها فكرة خيالية نابعة من آمال تتمنى أن تتحقق لصغيرتها، وتحت عنوان "سنطير إلى البيت" جاءت الحكاية، إذ تستخدم ميريانا الممشاة الخاصة بها، كأداة للتحليق "بدي أقولها إن الشلل الدماغي لا يعني إعاقة عقلية، لا إنتِ بنت ذكية وتقدري تطيري وتحققي أحلامك بالمستقبل".
تنزعج الأم من "تهميش" صغيرتها في الأعمال الكتابية والمرئية "ما بتشوف في التلفزيون طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة ويكون هو البطل، أو بكتب المدرسة حتى"، فيما أرادت أن تُلقي باللوم على غياب التوعية الثقافية عن الأمر "لما الدكتور قالي بنتك مصابة بشلل دماغي ما فهمت عليه، ما كنت أعرف شئ عن هالمرض رغم إني كنت بعمر التلاتين".
في شهر مارس الماضي انتهت لينا من كتابة القصة، وبعد ثلاثة أشهر تطوّعت الفنانة وفاء سلامة بإعداد الرسومات، وحينما بدأت تقص الأم على ابنائها ما ألفته غمرتهم السعادة "بس لما شافوا حالهم مرسومين اتجننوا، وصاروا يحكو هاد مصطفى وهاد جعفر وهاي ميريانا"، وفي سبتمبر الماضي توّجت التجربة بنجاح بطرح الكتاب في مكتبات الأردن وعبر الإنترنت.
اكتسب تأليف القصة هدفًا آخر بالنسبة للأم، إذ تنوي تخصيص أموال بيعها لإجراء عملية جراحية تحتاجها الصغيرة بالولايات المتحدة، تتكلف قرابة المائة ألف دولار "هشتغل على تسويقها داخل الأردن عن طريق المدارس والمكتبات وخارجها، ولو حد حابب يساعد رحلة علاج ميريانا يشتري القصة ويدفع أد ما يحب".
خلال مرحلة كتابة القصة، تطوّع متخصصين لمساعدة لينا، إذ عمل كلا من نظمي الجمل وسمير البيطار على تدقيق القصة لغويًا، بينما حوّلت الرسامة وفاء سلامة ابناء لينا إلى شخصيات ذات ألوان مبهجة "وطلبت منها تبين المشكلة الخاصة بقدم ميريانا، لإني متقبلة بنتي بكل الأحوال، وكان هذا هدفي من القصة، إنها تشوف حالها فيها".
لا تريد الأم أن تتوقف عند ذلك الحد "هثقف نفسي أكثر بأدب الطفل" إذ تطمح في كتابة قصص لأطفال آخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة، حتى يشعروا بنفس الأثر الذي تركته قصتها على الصغيرة ميريانا، وحتى تصل رسالتها بأنهم "يجب أن يكونوا ممثلين في المجتمع، حتى في العالم الخيالي منه في كتب الأطفال".
فيديو قد يعجبك: