مصراوي يحاور رحالة نيوزلاندي صوّر "مصر الحقيقية" في 131 ثانية"
رحالة نيوزلاندي
حوار-مصطفى الجريتلي:
تفجير الكنيسة المرقسية في الإسكندرية بإبريل الماضي لم يمنعه من القدوم واستكشاف مصر؛ حيث قرر الشاب النيوزلندي "نيك" عدم الاستماع إلى وسائل الإعلام العالمية؛ فجاء إلى القاهرة وصنع مقطع فيديو من 131 ثانية بعنوان :"هذه هي مصر الحقيقية 2017".
مصراوي حاور الشاب عبر البريد الإلكتروني لمعرفة سبب إصراره على الزيارة، والصعوبات التي واجهته خلال رحلته ولماذا صور ذلك الفيديو.
-حدثنا عن نفسك؟
اسمي نك، عمري 25 سنة، من نيوزيلندا أسافر العالم وأصنع فيديوهات لتلك الرحلات وأنشرها على حسابي بموقع يوتيوب، مؤخراً سافرت إلى مصر وصنعت 15 فيديو عن تلك التجربة الرائعة؛ حيث أحببت مصر والمصريين.
-لماذا قررت السفر إلى مصر؟
أتيت إلى مصر في شهر أبريل الماضي لاستكشاف واحدة من أقدم وأروع الحضارات على كوكب الأرض، وتجربة الطعام الشهي ولكن الشيء الأكثر أهمية هو رغبتي في التعامل مع المصريين؛ إذ وجدتهم طيبين معطاءين ولديهم كاريزما أكبر من شعوب دول أخرى سافرت إليها.
-حدثنا عن زيارتك لمصر؟
زيارتي لمصر كانت واحدة من أكثر رحلاتي متعة على الإطلاق؛ كثير من الأنشطة قمت بها والعديد من الأماكن الجميلة رأيتها في المدن الكبرى. لم أمكث لفترة طويلة للأسف، أردت البقاء أكثر ولكنني كنت قد حجزت رحلة عودتي، ولكنني سآتي إلى مصر مرة أخرى؛ فهناك الكثير لكي أراه.. مصر ستظل في مكان خاص بقلبي.
-هل واجهت مشاكل في رحلتك لمصر؟
ضاحكاً.. أكبر مشكلة واجهتني في مصر أنني كنت مضطر للرحيل فعلاً، فالرحلة كانت إيجابية جدًا
-وماذا عن رد الفعل الذي استقبلته من المقاطع التي صورتها عن مصر؟
الحقيقة أنه في المقاطع التي صورتها عن مصر لم أتلق أي تعليق سلبي من المصريين ولا من أي شخص. المشاهدين المصريين لقناتي على موقع يوتيوب كانوا الأكثر لطفاً وتفهماً حتى الآن.
-في رأيك.. ما الشيء الذي يميز مصر.. وما رسالتك لمن يريد زيارة مصر؟
الشيء المميز في مصر تاريخها والمناظر الطبيعية. ولمن يريد زيارتها أنصحه بمشاهدة مقاطع الفيديو التي أعددتها عنها على قناتي بموقع يوتيوب. وأعتقد أن مقاطع الفيديو سُتصحح كثير من المفاهيم الخاطئة حول مصر واقتصادها والشعب.
-هل تواصلت مع أحد المصريين لتسهيل رحلتك؟
عندما سافرت إلى تايلاند العام الماضي، كنت محظوظاً جداً لمقابلتي شاباً مصرياً يُدعى كريم، وأوضح لي كيف ستكون مصر جيدة، وحينها حجزت تذكرة لمصر. وفي الأسبوع الأول اكتشفت القاهرة ثم قابلت كريم وأصدقائه الودودين؛ حيث قضينا وقتاً عظيماً سوياً. ثم سافرت عقب أسبوع من رفقة كريم إلى مدن أخرى؛ حيث قابلت العديد من المواطنين العظماء، بعضهم كان مصرياً والأخرون كانوا رحالة مثلي يحبون مصر.
-جئت إلى مصر في فترة عصيبة.. هل حذرك من حولك قبل الزيارة؟
بالفعل جئت لمصر في فترة صعبة جداً ففي اليوم الذي يسبق مجيئي وقع تفجير الكنيسة البطرسية، وقتها شعرت بالحزن لأجل المصريين، وقلقت قليلاً على سلامتي.
مصر كانت في حالة طواري حينها، ولم أكن أعرف هل علي إلغاء الزيارة أم لا، ولكن قررت المجيء في النهاية لأنني أعلم أن وسائل الإعلام الدولية قد تُعمم المشكلة رغم أنها في جزء صغير من الشوارع.
وبالفعل بعض الناس القريبين مني كانوا قلقين من زيارتي لمصر، ولكن والدي تفهما رغبتي، إذ أني أسافر منذ ثلاث سنوات وأعلم كيف أحرص على نفسي في البلاد الأجنبية، ولو كان الوضع في مصر حينها غير آمن لحجزت رحلة عودة. ولكنني سعيد بعدم استماعي لما تناولته وسائل الإعلام العالمية، فقد شعرت بالأمن طوال الوقت الذي قضيته في مصر.
-ما الأماكن التي زرتها في مصر، وأيهم الأقرب لقلبك؟
زرت القاهرة، الجيزة، أسيوط، الغردقة والأقصر. وهناك العديد من الأماكن التي لم أزرها في، لذلك أنوي العودة قريباً لاستكشاف المدن الرائعة وتصوير مقاطع الفيديو التي تسوق لمصر أمام السائحين الأجانب. استمتعت في القاهرة والغردقة ولكنني وجدت الكثير من المتعة في أسيوط مع المواطنين هناك. ومن الصعب الإجابة على سؤال أيهما أحببته لأنني أحبت أي مكان زرته في مصر.
-وكيف كنت تتواصل مع المصريين؟
بعض المصريين الذين قابلتهم في الفنادق والشوارع كانوا ودودين وسهل التحدث معهم والكثير من المصريين لديهم لغة إنجليزية جيدة الأمر الذي جعل التواصل أسهل.
-وماذا عن المواقف الطريفة التي جمعتك بهم؟
أعتقد أن أطرف المواقف حدثت في أسيوط، حيث كنت مع ثلاثة أصدقاء مصريين استأجروا مركباً للذهاب في رحلة نيلية وكنا نستمع لحفلة موسيقية وراقصة في المركب. كانت لحظة مميزة وصنعت عنها مقطع فيديو باسم TRAVELLING in EGYPT is CRAZY.
-كم من الدول التي زرتها.. وأيهما كان الأفضل؟
سافرت 43 دولة حتى الآن. ولا يوجد لدي دولة مفضلة ولكن أعتقد أن أكثر 5 دول مفضلة لي :"نيبال، تايلاند، مصر، نيوزلاند، المجر".
-هل تهدف للربح من رحلاتك أم لديك مصدر ربح أخر للإنفاق على السفر؟
بدأت السفر منذ 3 سنوات للمتعة بعد توفير المال من عملي في نيوزيلاند، وبعد عامين من السفر إلى البلدان المختلفة أدركت أنني لا أريد التوقف عن السفر، لذا ظللت أفكر في إمكانية جعل السفر وظيفتي، وقتها بدأت قناتي على موقع يوتيوب (Indigo Traveller)، والتي ازدهرت منذ عام وهي مازالت غير مربحة بعد، ولكن إذا واصلت السفر وصنع مقاطع الفيديو فقد يصبح السفر وظيفتي، وفي نفس الوقت أنا أعمل بشكل منتظم لأربح المال اللازم.
-في النهاية.. أخبرنا كيف أثرت رحلتك إلى مصر على شخصيتك؟
رحلتي جعلتني شخصاً منفتحاً وأكثر صبراً وتحملاً وأكسبتني المعرفة، ولكن الأكثر أهمية أنها عززت أحد أهدافي لقناتي على يوتيوب؛ وهو أن نعرض للعالم ما هو عليه بالفعل بعيدا عن الحسابات الأخرى. لا يهمني كم من العمر نبلغ أو البلاد التي نأتي منها، فنحن سواسية. وأردت توصيل رسالة لشعوب العالم، وهو أن يحكموا على البلاد من زيارتها وليس وسائل الإعلام العالمية فقط.
فيديو قد يعجبك:
