في رمسيس.. الاسم: مشروع شباب الخريجين.. والإدارة للحاج رمضان
كتبت-دعاء الفولي:
كشك زجاجي مُقام فوق سيارة ربع نقل قديمة، أعلاه لافتة أمامية وأخرى على الجانب؛ كُتب عليهما بالخط الأحمر العريض "مشروع شباب الخريجين". يبدو المشهد عاديا حتى تلك اللحظة، غير أن اللافت للنظر كان وقوف محمود رمضان صاحب السبعين عاما في مشروع تم تدشينه من أجل مساعدة الشباب.
منذ 15 عاما قرر رمضان وابنه الأكبر شراء السيارة التابعة للحكومة المصرية "اتكتبت باسمه بس أنا اللي بشتغل فيها".
طوال 60 عاما لم يكن رمضان يعرف عملا سوى بيع الفطائر الساخنة والحلوى كالكنافة بالإضافة للألبان "اتولدت لقيت أبويا وأمي بيشتغلوا فيها وفضلت مكمل". قرر الرجل السبعيني اتخاذ منطقة رمسيس مكانا دائما له "كان الكشك ده عربية بس مفتوحة وأنا واقف منّي للشارع".. يقول رمضان.
في تلك البقعة، حيث موقف السيارات المتجهة لمحافظات مصر ، عرف المارة والمقيمون رمضان "الناس بتجيلي مخصوص تاكل من عندي فطير وبسبوسة"، لذا حينما وُضعت عربة المشروع بنفس المكان "كنت عارف إن زبوني هيعرفني برضو وييجي".
لرمضان ستة أبناء "كلهم خريجين جامعات وبيشتغلوا"، يرفض الأب التقاعد "محبش حد يساعدني"، يقول في فخر "أنا اللي بمشي الشغل هنا وهما بييجوا يقفوا معايا ساعات"، ليس هناك مواعيد بعينها لعمل صاحب العربة "ببدأ الصبح ووقت ما بخلص اللي معايا بمشي".
منضدة وحيدة بجانب عربة الفطائر، وبضعة أطباق من الألومنيوم يأكل فيها القادمون، يستريح رمضان بين حين وآخر ليدخن، فيما يسليه صوت التلفزيون الصغير بجانبه، يرضى صاحب العربة بالقليل، لا يُجادل فيما يعطيه له الزبائن، فالعمل بالنسبة له حُب و"مزاج".
فيديو قد يعجبك: