لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف تعامل الإعلام المصري مع حادث الواحات؟ (تقرير)

01:34 م الأحد 22 أكتوبر 2017

صحافة

كتبت-رنا الجميعي:

ست ساعات قضاها المصريون منذ تم نشر أنباء حول حادث الواحات، حتى صدور بيان وزارة الداخلية الأول، ثُم يوم آخر حتى نشر البيان الثاني، تلك الساعات الطويلة سمحت لبحث المصريون لوسائل يتمكنوا عبرها من الوصول إلى معلومات حول الحادث الذي أسفر عن استشهاد 16 شرطيا وإصابة 13 أخرين بحسب الرواية الرسمية لوزارة الداخلية أمس السبت.

حالة من السخط دارت بين المصريين لعدم وصولهم لمعلومات، ورغم أن المجلس الأعلى للإعلام ينص ضمن مهامه على "حماية حق المواطن في التمتع بإعلام، وصحافة حرة ونزيهة، وعلى قدر رفيع من المهنية وفق معايير الجودة الدولية"، إلا أن الأخبار المتواترة من قِبل الصحف والمواقع وقنوات التليفزيون شابها خلل، يقول محمد فتحي يونس، أستاذ الصحافة بآداب إعلام المنصورة، "فتحت التليفزيون المصري ولا كأن فيه حاجة".

عصر الجمعة، بدأ تواتر أول نبأ حول حادث الواحات بوقوع شهيدين، إلا أن الأرقام زادت تدريجيًا حتى وصلت إلى 58 عبر عدة مواقع مصرية ناقلة عن مصادر أمنية مُجهّلة، دون وجود رد واضح من المؤسسات الرسمية، في حين كان "مانشيت" الجمهورية-الصحيفة القومية-"السيسي يتحرك بقوة في معركة التنمية"، أما رويترز التي نشرت الخبر الأول حوالي الخامسة، مساء أمس، ذكروا مقتل 30 على الأقل من عناصر الشرطة.

"أي موضوع يهم أمن مصر لازم يهتم به الشارع".. هكذا يصف الصحفي سامي عبد الراضي، رئيس قسم الحوادث في الوطن، أهمية الحادث، حالة "الجدل" كما وصفها عبد الراضي دفعته إلى كتابة بعض المعلومات التي تصل إليه من قيادات بوزارة الداخلية على صفحته على "فيسبوك".

ما يُقدّره عبد الراضي هو أهمية تواصل المؤسسات مع الرأي العام، ضاربًا مثال بما يحدث في الدول الغربية حال وقوع حادث "بيكون فيه متحدث كل ساعتين بيطلّع بيان حتى لو مفيش معلومة، بيقول سنوافيكم بالبيانات أولا بأول"، يتفق معه يونس مُضيفًا على ذلك أن البلد التي تخلو من المعلومة "بيتم ترويج الشائعات فيها".

يؤكد يونس أن مؤشرات الواقع تشير إلى تراجع اهتمام المواطن بالإعلام المحلي، إلا أنه في حالة الحوادث الضخمة "بيكون دور الإعلام قوي وجذَاب بالنسبة ليه"، لذا كُلّما خاب أمله في الوصول إلى معلومة دقيقة يحاول العثور على وسائل أخرى، كمتابعة المعلومات التي يذكرها عبد الراضي على صفحته.

نشر عبد الراضي حوالي سبعة منشورات عن الحادث، من أبرزها حديثه عن الرائد محمد مجدي والنقيب رامي نصر، المفقودان اللذان تم العثور عليهم، عبر نشر الصحفيّ للمعلومات لمس شغف الناس وثقتهم فيه.

على جانب آخر، سمعت سهام حسن بحادث الواحات مساء أمس، لم تهتم بمتابعته كثيرًا بسبب شعورها ب"الفشل في معالجة كل حاجة"، لم يعد لديها ثقة في شيء، كل ما فعلته ربة المنزل هو النظر إلى تحديثات "فيسبوك"، وعلمها ببعض المعلومات عن الحادث من خلال الأصدقاء "كان منهم صحفيين عندي".

لم تعد سهام تثق حتى بأية وسيلة محلية كانت أو أجنبية، فمن وجهة نظرها أنهم "موجهّين". تزييف الحقيقة هو شعور تكرّس عند المواطن كما يشير "يونس"، سبب ذلك هو التعامل بمنطق "الإعلام الإرشادي"، وهو ما يُوضحه أستاذ الصحافة بقوله إن الإعلام المملوك للدولة أو لرجال أعمال مُقرّبين من الدولة ينقلون ما تريد السلطة قوله للناس "الطريقة دي انتهت من العالم"، وليس الحقيقة - على حد تعبيره.

أقرأ ايضاً: 

حادث الواحات الإرهابي.. لحظة بلحظة (تغطية خاصة)

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان