إعلان

قصة أصغر ضابط في حادث الواحات.. "كل حاجة ناقصة من غيره"

06:27 م الأحد 22 أكتوبر 2017

أحمد شوشة

كتبت-رنا الجميعي:

"كل حاجة ناقصة".. بصوت حزين ثقيل نعت ليالي حافظ شوشة أخيها الشهيد بحادث الواحات، صغير السن الذي لم يُتمّ عامه الثالث والعشرين بعد.

قبل 10 أيام كانت المرة الأخيرة التي رأى فيها حافظ ابنه أحمد. اعتاد الملازم مع كل عطلة القيام برحلة صيد مع خاله، كما يقول والده لمصراوي، أحبّ شوشة هواية الصيد منذ أن كان عمره 7 أعوام "اتعلمها من خاله كان بياخده معاه"، في كل مرة يتجه الملازم أول فيها إلى مدينته السويس يقتطع من وقته 36 ساعة، يذهب برفقة خاله إلى منطقة الزعفران ليصطادا سويًا.

الآن لن يذهب الخال برفقة شوشة بعد ذلك، لن تكتمل الرحلة بدونه.

يعتبر أحمد الأخ الأوسط بين شقيقاته، فالكبرى خلود متزوجة ولديها طفل، والصغيرة ليالي التي تدرس بكلية التجارة، يتوسطهما أحمد، تقول عنه ليالي "أنا أقرب واحدة ليه، كنت مهتمة بيه أكتر، لما كان بينزل أجازة كنت بقعد معاه وننزل سوا ونتغدى ونعمل كل حاجة مع بعض"، لا تتصور ليالي فُراق أحمد، لا تقدر على رؤية العالم دُونه "مش هحضنه تاني".

"كان حنين عليهم يمكن أكتر مني"... يُشير الأب في حديثه عن علاقة أحمد بشقيقاته.

بعد دراسة أحمد الثانوية، وضع نُصب عينيه إحدى الكليتين، الحربية أو الشرطة "قدّم فيهم الاتنين"، تقول عمّته زيزي، لم يتوقع أنه سيتمكّن من اجتياز اختبارات الكليتين "بس هو فضّل يدخل شرطة"، وبعد تخرجه في شهر يوليو 2016، اختار الدخول إلى فرقة "مهام" قتالية "نزل تدريبات شاقة جدا"، يذكر والده أن المتقدمين إلى تلك الفرقة حوالي 38 شخص، نجح منهم 8 فقط، وكان أحمد الأول بينهم.

"مبروك يا عمو عقبالنا".. في عزاء أحمد شدّ زملاء فرقته على يد والده، ستنقص الفرقة فردًا لم يكن الأكبر، لكنه ضمن الأمهر "أحمد أصغر ضابط في الحادثة دي".

بجانب هواية الصيد، كانت كرة اليد مُحببة لأحمد، مارس تلك الرياضة منذ صغره، فاشترك في فريق السويس لكرة اليد "ابني من سنُّه كانوا بيتدربوا سوا، ويروحوا الماتشات سوا" تذكر العمة زيزي.

بعد الآن لن يتحدث ابن زيزي مع أحمد عن الرياضة التي أحباها معًا.

منذ عام ونصف، في شهر رمضان، سافر أحمد إلى القاهرة برفقة أمه وأبيه، كان الشاب هو سائق السيارة التي انقلبت بهم في طريق العودة إلى السويس، على إثره راحت والدته ضحية، ترك الحادث آثار سيئة بنفس أحمد "كان كاره يركب العربية " تقول زيزي، وفي نقاشات الأب مع ابنه عن الحادث الذي خرجوا منه سالمين "كان يقولي أنا عارف إن كل حاجة بإيد ربنا، ويصبّر نفسه إنها ماتت وهي صايمة".

الآن انتقل أحمد بجوار والدته، سيغيب عن الأسرة فردًا آخر، ثلاثة على الأرض، واثنين في السماء.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان