إعلان

مُصيبتان داخل عائلة "فرغلى".. الابن الأول توفى.. والثاني استُشهد في حادث الواحات

08:56 م الأحد 22 أكتوبر 2017

الشهيد المجندعمر فرغلي

كتبت – نانيس البيلي:

أمس السبت، البيت يدٌب بالهمة والنشاط، الوالدان والأخوة متلهفين للقاء، الأم تفكر في إعداد أشهى الطَبخات التي ترُوق لنجلها الشاب "عمر فرغلي" ابن الـ23 عامًا، في آخر إجازة له بعد 3 سنوات قضاهم جندياً يؤدي خدمته العسكرية.. غير أن الوضع تبدل وتعالت، صباح أمس، أصوات النحيب والبكاء داخل منزل الأسرة في محافظة المنيا مع وصول خبر استشهاد العريس المنتظر في معركة الواحات التي وقعت الجمعة الماضية "كانت آخر إجازة وبعدين هيروح يقعد شهر ويسلم عهدته" يقول صديقه وجاره "حمادة ورداني".

وخرجت مأمورية من القوات الخاصة التابعة للشرطة، مساء الجمعة، لمداهمة بعض العناصر الإرهابية في المنطقة المتاخمة للكيلو 135 من طريق الواحات، حسبما قالت وزارة الداخلية في بيان رسمي. وأعلنت وزارة الداخلية، في بيان رسمي السبت، استشهاد 16 من رجال الشرطة "12ضابطًا، 4 مجندين ورقيب شرطة"، وإصابة 13 آخرين، ومقتل وإصابة 15 إرهابيًا خلال مأمورية الجمعة.

___-_____--4

الدأب وحب العمل، صفات عُرف بها ابن مركز مالوي الذي ترك التعليم وهو بالصف الأول بالثانوي الزراعي بحسب صديقه "حمادة"، فيذكر أنهما عملا معًا منذ كانا بالمرحلة الابتدائية وتنقلا بين عدد من المهن البسيطة بدءً من تحميل اللحوم من المجازر عبر تروسيكل اشتراه وتعلم قيادته "كان جايب بوحة وبيشيل لحمة من السلخانة".

كمساعد سائق لسيارات النقل، عمل المجند الشهيد حتى اكتسب خبرة كبيرة، بحسب "حمادة"، ويضيف أنه نظراً لكفاءته في ذلك تولى قيادة سيارات خلال خدمته بالجيش، وداوم على العمل بفترات إجازاته القصيرة لتكوين نفسه "كان يحب الشغل وميحبش يقعد".

"عمر ده كان كنز مش هيتعوض أبدًا، كان محترم وبيحب الخير للناس، بالنسبالي كان كل حاجه حلوة وأحسن حد عرفته في الدنيا" سيل من الإشادات على سيرة المجند الشهيد أطلقها صديقه "مصطفى رمضان" بمجرد سماع اسمه، وبنبرة حزينة يضيف أنهما تحدثا قبل 3 أيام من الحادث واتفقا على اللقاء في إجازته غير أن الأقدار قطعت حبل الأمنيات بعدما علم بفاجعة استشهاده "أنا زعلت وعيطت علي عمر أكتر ما عيط على أبويا".

___ _____  3

"كان خاطب وهيطلع من الجيش هيتجوز" يقول "حمادة" عن الزفاف الذي انتظرته أسرة المجند الشهيد وكانت تواصل الترتيبات له لإتمامه عقب شهر حيث تنتهي خدمته العسكرية، وبصوت حزين يصف مشهد خطيبته خلال تشييع جثمانه والتي دخلت في حالة انهيار وأخذت تنتحب وتردد "أنا مش مصدقة إن عمر مات، ده كان لسه مكلمني".

من بين 4 أشقاء لأب يعمل بمجال المقاولات وأم مدرسة، كان المجند الراحل ترتيبه الثاني، بعد أخ أكبر وشقيقتين تصغره، بخلاف الابن البكري للأسرة الذي توفي قبل 4 سنوات، ليأتي نبأ استشهاد "عمر" كفاجعة ثانية تقصم ظهر الأسرة، وتترك الطامة الكبرى والدة الشهيد في حالة يرثى لها، وفق ما يروي "حمادة": "والدته في حالة صعبة ومش مصدقة نفسها، بتقول 2 من ولادي ضاعوا مني".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان