إعلان

بسبب التعويم مات عبد الجليل.. والابن يحكي قصة البحث عن دواء للسرطان

12:40 م الإثنين 30 أكتوبر 2017

أرشيفية

كتبت-رنا الجميعي:

في اللحظة التي رأى فيها محمد سيف وصول نسبة الورم في العظم إلى صفر، تنفس بارتياح، عرف أنه لم يخذل والده سيف اليزل عبد الجليل، المدير العام بوزارة المالية في الزقازيق، رحلة شاقّة خاضها الابن لأجل والده المريض بسرطان البروستاتا، غير أنها لم تصل لبر الأمان مع ارتفاع سعر الدولار، ونقص الدواء الذي يقلل من نسبة الورم، أحد الأسباب القوية التي ظنّ الابن أنها وراء وفاة والده بعدها بستة أشهر.

مع بداية عام 2015 أصيب عبد الجليل بسرطان البروستاتا، يحكي ابنه سيف، " الدكتور قاله شيل غدة البروستاتا كابر ومشالهاش"، مع الوقت زاد المرض على الأب "واتقلب لسرطان في العضم"، زادت نسبة الورم حتى وصلت إلى أكثر من مئة "دكتور الأورام اداله دوا زوّد النسبة"، بعدها أشار الطبيب إلى دواء مستورد موجود بإحدى الصيدليات الكبرى لتقليل النسبة اسمه ESTRACYT.

1

منذ أن وصل السرطان إلى عظم عبد الجليل حتى رقد في الفراش " مبقاش بيتحرك وعضمه اتكلبش"، إلا أن الدواء الأخير الذي أشار إليه الطبيب حسّن من حالته "فضلنا ماشيين مع الدوا لمدة سنة"، منذ أواخر 2015 حتى خريف 2016 تمكّن سيف من ايجاد الدواء "ولما كان بينقص بلاقيه في الاسعاف أو الشكاوي في معهد ناصر"، نتيجة لتعاطي ذلك الدواء انخفضت نسبة الورم في العظم، حتى وصلت إلى صفر "وبقى بيمشي على عكاز"، إلا أن تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار أثّر على استيراد الدواء.

لستة أشهر ظلّ سيف يبحث عن الدواء في السوق "لحد ما بابا توفى في ابريل اللي فات"، كان الابن يجد الدواء بعدد من الصيدليات منها صيدلية الشكاوى بمعهد ناصر "وساعات صيدلية الإسعاف"، وتراوح سعره ما بين الـ 1100 إلى 1300 جنيه.

يقول دكتور جورج عطا الله، عضو مجلس نقابة الصيادلة، إن ارتفاع سعر الدولار وتحرير العملة أثّر بشكل بالغ على سوق الأدوية المستوردة داخل مصر، حيث عانت من نقص حاد.

منذ نقص الدواء في السوق تردد سيف على أماكن كثيرة خارج المحافظة "رحت خمسين مرة"، ورغم عمل الابن كمحاسب في إحدى جمعيات رجال الأعمال "لكن كنت باخد أجازة وهما بيقدّروا"، في كل مرة يسافر فيها سيف كانت الصيدليات تخذله، فقد كان الجواب دومًا "غير متوفر في السوق لأنه مستورد". لا يدري سيف بأي وجه سيُقابل أبيه "كان بيتأثر ويزعل ونسبة الورم تزيد يوم ورا يوم".

2

حاول سيف الاستعانة بأصدقاء ومعارف من الخارج "كنت بسأل ناس في بودابست والنمسا"، وعبر وسائل التواصل الحديثة مثل "السكايب" ينقل الأصدقاء له الصورة من داخل الصيدلية "وابقى شايف الدوا موجود بس مش قادرين نصرفه"، حيث يختلف نظام الصيدلية بأوروبا، بحسب سيف، "لازم يبقى فيه روشتة وتقرير، وحتى لو فيه الدكتور الأوروبي مبيقتنعش بالدكاترة المصريين، وفي الآخر بيرفض يصرفه".

مرة واحدة فقط استطاع فيها سيف الوصول إلى الدواء "واحد قريبي اتصرف بشكل غير رسمي وجابلي علبتين من إيطاليا"، وهي موطن الدواء الأصلي، وقتها دفع الأب المريض قُرابة الخمسة آلاف جنيه، إلا أن تلك الطريقة لم تستمر مع سفر الشخص الذي وفّر الدواء بطريقة غير رسمية "ونسبة الورم زادت تاني، عدت ال 200".

منذ شهر يناير الماضي وحتى ابريل الذي توفى فيه الأب "نام تاني خالص"، تلك الفترة التي قاسى فيها عبد الجليل كثيرًا، حيث قام طبيبه بتحويله إلى دكتور تخدير "كان بياخد أدوية كمسكن للألم ومع ذلك كان بيتعذب وكلنا بنتعذب معاه"، لم يدرِ سيف ما الخطوات الأخرى التي يمكن اتخاذها لأجل راحة أبيه.

بجانب مُحاولات سيف، كان عبد الجليل يبحث أيضًا، تُطلّ صفحته على الفيس بوك حيث استغاث برئيس الوزراء ووزير الصحة دون جدوى، ظلّ الأب يتعذّب حتى رحيله في شهر ابريل الماضي، تحديدًا يوم 16، قبل زواج سيف بيوم واحد. أجّل الابن زواجه مدة أسبوعين "ودخلت على الساكت".

الفُراق مرّ، لكن الأكثر مرارة هو معرفة سيف بدواء أبيه، ولا حيلة له في ايجاده، أحيانًا يلوم الابن الدولة التي كانت سببًا في وفاة أبيه "أنا عارف إن الأعمار بيد الله بس ليه الدولة متوفرش الدوا، دا مش دوا كحة عشان ملاقيهوش، احنا مالنا".

اقرأ ايضاً:

في زمن التعويم.. أم تعمل في 3 صنايع من أجل لقمة العيش

2017_10_31_13_7_44_676

-"زيتنا في دقيقنا".. كيف يقاوم "العرسان" آثار التعويم بمساعدات أهاليهم؟

1

 -أسر تتعذر في دفع مصاريف المدرسة.. 80 جنيهًا بعد التعويم "مش قليلة"

3

-الشقاء بدلا من التكريم.. التعويم يدفع عم "محمد" للعمل بعد المعاش

4

-بدون برايل وعصا بيضاء.. ماذا فعل التعويم في حياة كفيف؟

5

-أغلقت دكان الرزق 4 مرات.. نجلاء "عايشة على الصدقة" من بعد التعويم

6

-بعد عام من الغلاء.. ما فعله التعويم بعالم "الخادمات الأجانب"

2017_11_2_11_44_9_952

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان